جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 30 مارس 2013

30 مارس 1977 يوم لاينسى ( 1 )

http://www.elraees.com/index.php/nasrmosa/item/3805
بقلم اللواء نصر موسى

نتوقف قليلآ عن مشوار الحياه ورحلة الزكريات ونقفذ بالحوار من سبتمبر 1969 الى 30 مارس 1977 وسوف نعود مرة آخرى الى الحديث طبقآ للترتيب الزمنى عندما توقفنا .

تدرجت فى الطيران على الميج 21 بعد حرب أكتوبر 73 وكنت نقيب طيار فى ذلك الوقت وتم ثقل الخبرة وزيادة عدد الساعات والوصول الى درجة الإحتراف الكامل فى الطيران والقتال الجوى مع تزايد الثقة الكبيرة فى الطائرة وفى قدراتى بعد خوض (7 ) معارك جوية مع جميع أنواع طائرات العدو المقاتلة والمقاتلة القاذفة وأمكن بفضل الله من إسقاط طائرتين للعدو الإسرائيلى من طراز فانتوم (F-4) ... وحصلت على أعلى وسام عسكرى وهو ( نجمة الشرف العسكرية ) على مجمل الأعمال خلال الحرب – والتى سوف نذكرها بالتفصيل يوم بيوم طوال الحرب من 6 – 24 أكتوبر .

تم حصولى على فرقة تدريس على الطائرة ميج 21 وأنا فى هذة الرتبة الصغيرة نقيب طيار فى سن 24 سنه فى 1974 , ولكن عدد ساعات الطيران كانت أكبر من المعتاد فى الأحوال العادية .

هذة الفرقة تسمح بالطيران من الكرسى الخلفى مع كيفية القيام بجميع مهام الطائرة ومهام القتال الجوى نهارآ و ليلآ , وتدريس هذة المهام للضباط الطيارين الجدد .

كان هناك أحد الطيارين برتبة ملازم طيار قارب على الإنتهاء من الفرقة مع أحد المدرسين الطيارين , وظهر عليه علامات البطء فى تعلم القتال الجوى – وكما ذكرت من قبل – أن بعض الطيارين يستطيع الطيران على الطائرات الخفيفة والتدريبية النفاثه بكفاءه وعندما يصل الى الطيران على المقاتلات يظهر عدم قدرته على إستكمال التدريب وباقى المهام .

قام الطيار بتكرار عدة طلعات دون أن يحرز آى تقدم فى هذا النوع من مهام القتال .

قام عدد من الزملاء بالتوسط لقائد السرب بقيامى بتدريب هذا الطيار من خلال طلعة يتم فيها تحديد مستواه النهائى من الإستمرار فى الطيران على الميج 21 من عدمه , مع تدريبه على بعض نقاط الضعف حتى يتخطى هذة المرحله .

قام قائد السرب بإعطائى هذة المهمة بناءآ على طلب الزملاء الطيارين وضباط الفرقة وذلك لتواجد الثقة الزائده بينى وبينهم علاوه على قدراتى فى أسلوب التدريب المتدرج للطيارين الجدد بأسلوب سهل وبدون تشدد وصراخ فى الاسلكى , حيث أن هذا النوع من التدريب يتطلب الطيران المنفرد لكل من المدرس والطيار الجديد .

تم إعطاء تلقين مطول قبل الطيران مع تغطية جميع النقاط الهامه أثناء الطلعة والإعاده والإفاده اكثر من مرة حتى تكون طلعة ناجحه وتؤدى الغرض منها فى تخطى العقبه فى تعلم هذا النوع الصعب من التدريب .

ذهب كل منا الى غرفة لبس الطيران للإستعداد , والذهاب الى الطائرات , تمت الإدارة وال (Taxing) الى أول الممر والإقلاع منفردين الى منطقة التدريب على إرتفاع (5 كم ).

تم إعطاء التعليمات للطيار بالآسلكى بالإبتعاد بالطائرة لأحد الأجناب لمسافه معينة , بينما أقوم بالطيران الأفقى المستقيم , ويقوم بالهجوم على طائرتى بالدوران فى إتجاهى بدون آى رد فعل منى حتى يتم التدريب فى آداء الهجوم والتصويب بالمدفع تمثيلى بدون طلقات طبعآ (Simulation) .

كان هجوم ناجح لحد ما , ثم الخروج للجانب الأخر لعمل هجمه أخرى , وتمت كذلك بنجاح مما أتضح أنه يحتاج الى بعض الشرح البسيط أثناء عمل الهجمه ........, فى كل هجمه يتم رؤيتى له منذ بداية الإنقضاض وحتى التنشين والخروج من الهجوم .

فى الهجوم الثالث طلبت منه الخروج والدخول مرة آخرى , إتجه بالطائرة لأحد الأجناب وإبتعد لمسافة بعيدة جدآ لا تسمح برؤيتى له – شعرت بالقلق لحظة وقمت بسؤاله :
" إنت شايفنى ؟ ..." فلم يرد ...فعاودت بسؤاله مرة آخرى " إنت شايفنى ؟..أنا مش شايفك ؟؟؟ " " أرجوك رد ..... فقمت بعمل مناورات لمحاولة رؤيته .. فلم أستطع رؤيته .

وفجأه قال " أيوه يافندم أنا شايفك " ..فقلت له "ورينى نفسك على أحد الأجناب أولآ قبل بداية الهجوم فرد بالإيجاب ......خلال ( 3 ثوان ) حدث إنفجار رهيب فى طائرتى مما أفقدنى الوعى لعدة ثوان , وعند عودتى للوعى .... رأيت طائرتى تشتعل من الخلف وتسقط فى إنهيار حلزونى ....وتفقد الإرتفاع بسرعه رهيبه ولا تستجيب الطائرة .......

البدالات تتخبط يمينآ ويسارآ وعصا القيادة لا تستجيب ؟ فقلت فى نفسى " ياربى أيه إللى بيحصل ؟ " ........نظرت ورائى فلم أجد نصف الطائرة الخلفى ؟؟؟؟؟؟؟؟

إبتدأت النيران تقترب من الكابينه .....والطائرة تتأرجح وتلتف حول نفسها بشدة مما آدى الى إندفاعى لجهة اليمين وجهة الشمال وللأمام بقوة شديدة ....أحسست بالدوار , قمت بغلق عينى بشدة , وفتحتها فجأه ....وإذا بى أقترب من الأرض بسرعة .....

وأول شئ رأيته قبل الإصطدام ..... أرض خضراء بها ساقية مياه كبيرة تدار بواسطة ( جاموسة سوداء ) ...فأدركت الإرتطام الشديد بالأرض ...........الى أن الهمنى الله عز وجل بوضع يدى على شداد القفز بالكرسى , وجذبت بكل قوة فى لحظة لا يعلمها إلا الله .

وما إن إرتفع الكرسى من الطائرة كالطلقة .....إرتطمت الطائرة بالأرض محدثة إنفجار هائل .....وبمجرد أن فتح البراشوط لمست الأرض بشدة , وقمت بصعوبة ......وبسرعه والجرى بعيدأ عن الطائرة تجنبآ للحريق الهائل

وإذا بدائرة كبيرة من الغبار والأتربة تضيق حولى شيئأ فشيئأ , الى أن ظهرت دائرة من الفلاحين كل منهم يرفع بيده فأس أو عصا غليظة إستعدادآ لأن يهوى بها على رأسى مرددين كلهم بصوت واحد ...." يهودى ....يهودى ....أبن ,,,,, إضرب ياوله " .

ونكمل غدآ إن شاء الله .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق