جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 مارس 2013

لوغاريتم ما يحدث في سيناء...الإجابة عند الكبير

http://www.elraees.com/index.php/nabielaboelnaga/item/3718
بقلم اللواء نبيل أبو النجا*

بالنسبة لي كنت ومازلت مغرما بسيناء الحبيبة لأنها الأرض التي حاربنا فيها الصهاينة في النكسة العام 1967 حيث الهزيمة المريرة وحرب العاشر من رمضان/أكتوبر العام 1973 حيث العبور العظيم والإنتصار الباهر, ولأن تلك البقعة الغالية من أرض الوطن يعيش فيها قبيلة الترابين من البدو الأبطال أبناء سيناء الذين قدموا لي العون خلف الخطوط لتنفيذ مهمتي في الصاعقة للوصول لمسافة 80 كم خلف الخطوط حتى مضيق رأس سدر وتعطيل مدرعات ودبابات العدو لأطول فترة ممكنة حتى تتمكن قوات الجيش الثالث الميداني من العبور بالقوارب المطاط الخفيفة وإنشاء الكباري الثقيلة التي ستعبر عليها مدفعياتنا وصواريخنا ودباباتنا وأسلحتنا الثقيلة.

لقد سالت دماء العديد من شهداء الصاعقة وأبطال القوات الجوية من نسور مصر قائدي الهليوكبتر على هذه الأرض, أرض الفيروز, القطعة الغالية من شرف وعرض مصر وفقدت أعز وأشجع الرجال والأصدقاء هناك وقتلنا العديد من الصهاينة المعتدين ولقناهم درسا لن ينسوه ودمرت سرية الحرس الأمامي للواء المدرع الصهيوني عن آخرها وفر الباقين من جيش الدفاع الذي لا يقهر إلا من مصر.

لذلك سيناء هى جزء من القلب والوجدان فهي قطعة من جسد مصرنا الغالية ويعيش فيها إخوة لنا من البدو الأبطال الذين لعبوا دورا بطوليا في تحرير سيناء في أكتوبر 73 ولولا دعمهم لي ما أتممت مهمتي ولا نفذتها وعرضوا أنفسهم لمخاطر جمة من أجلي, من أجل مصر وكانوا عرضة للشنق في حال إكتشاف أمري حيث يجمع الصهاينة القبيلة عن بكرة أبيها ويعدموهم رميا بالرصاص, ومع ذلك احتضنوني وقدموا لي كل شئ وأحاطوني بسرية تامة حتى كتب الله لنا النجاح في مهمتنا خلف الخطوط في عمق العدو.

الآن, جماعات تسمى بالجهادية تنتشر في ربوع سيناء في المغارات والكهوف والوديان السحيقة والمناطق الوعرة (السلفية الجهادية- التكفيرية- السلفية- الصوفية- الإخوان) وكل جماعة منهم لها فكرها وانتماؤها وقواعدها في الداخل والخارج ولكن هدفهم جميعا نشر الدعوة لدولة خلافة إسلامية والحكم بالكتاب والسنة, وقطعا لا يختلف أحد منا على أن الحكم بالكتاب والسنة هو هدف كل مسلم فاهم لدينه وعلى دراية بالكتاب والسنة ونتمنى أن نحقق ذلك يوما ما.

الحكم بالكتاب والسنة قاعدته الاساسية العدل الذي هو أساس الملك والمساواة والإخاء والتعايش السلمي مع أهل الذمة أصحاب الرسالات السماوية (اليهودية والمسيحية) وأترك الباقي لأهل الإختصاص من الأزهر الشريف والعلماء الذين يحملون رايات التنوير في العالم أجمع.

لذلك أريد أن أفهم ويفهم غيري من المواطنين, لماذا تقوم تلك الجماعات بأعمال إرهابية ضد أبناء الوطن من القوات المسلحة والشرطة والمواطنين؟!! إنهم يريدون دولة خلافة إسلامية, والآن في مصر دولة إسلامية والإخوان في سدة الحكم, أكرر إذن لماذا هذه الأعمال الآن, أليس هذا لوغاريتم يصعب فهمه ويجب توجيه سؤال للكبير بتاعنا حتى نجد الإجابة عنده!!

وإذا كان الهدف هو تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من العدو الصهيوني, فما الذي يمنعهم من الذهاب لفلسطين المحتلة والقيام بعمليات انتحارية ضد الصهاينة بدلا من أبناء مصر من سلاح الحدود الذين استشهدوا وماتوا غدرا وتقصيرا في رمضان الماضي, هل قتل الجنود المصريين يحقق لهم أهدافهم؟ وهل هذه العمليات لا تسبب زعزعة استقرار حكم الإخوان في مصر ومصير رئيس مصر؟ وما هو الهدف من ذلك؟ ثم أليس الإخوان قادرون على التفاوض معهم ودراسة مطالبهم وإحتوائهم؟ هل بعد أن سلمت دويلة الصهاينة جثامين بعض منفذي العمل الإرهابي في رفح وتحليل الحمض النووي لها ودراسة ملف العملية البشعة من مكاتب الإتصال في بئر سبع والعريش وقوات الإتصال الدولية التابعة للأمم المتحدة في رأس الجورة جنوب رفح مازال الغموض يكتنف منفذي العملية؟!! بصفتي العسكرية السبب الوحيد الذي يمنع إعلان الكشف عن منفذي هذا العمل الخسيس هو تعقب الجناة حتى الآن للقبض عليهم وأية معلومات تنشر الآن سيكون لها أثر عكسي على نجاح العملية وأنا أثق في قدرة عناصر قوات الصاعقة على إحضار هؤلاء الجبناء وحتى ولو كانوا في آخر العالم, حذاري أيها المجرمون فإن فدائي الصاعقة لا يعرفون المستحيل ولا يشق لهم غبار وسوف يحاسب كل من ارتكب أو ساعد في هذا العمل الجبان, وصبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.

اطلع يا كبير وقول للشعب المصري الذي فقد أبناءه في رمضان ماذا فعلت وماذا انت فاعل حتى تبرد نار الثأر بداخلنا فكلهم أبناء مصر ولن ننسى ما حيينا شهداءنا ولن تشغلنا الأيام والليالي عن الأخذ بالثأر والإنتقام الرادع لكل من تسول له نفسه الإقتراب من شعرة في جسد مقاتل مصري.

لواء متقاعد/ نبيل أبو النجا- وحدات الصاعقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق