جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 30 مارس 2013

الدولة ليست وجهة نظر !!

http://www.elraees.com/index.php/mohammadyousufazizi/item/3812
عمار يا مصر

بقلم محمد يوسف العزيزي

ما يحدث في الوطن هذه الأيام من اجتراء وتدخل سافر في مؤسسات الدولة الوطنية يجعلنا نشعر بالقلق الشديد والخوف من وصول الأمر إلي مستوي لايمكن السيطرة عليه سوف يؤدي بالقطع إلي تفكيك الدولة وتحويلها إلي كيانات وهيئات منفصلة عن بعضها البعض تسير في اتجاهات متفرقة ومتعارضة تكون الغلبة فيها لمن يملك القوة والصوت العالي والأنصار والأتباع والموالين والمقربين والطامعين والحاقدين والباحثين عن المصلحة في السلطة أو المال مهما كان المقابل ولو وصل إلي مصلحة الوطن العليا .

فمما لاشك فيه أن مؤسسات الدولة الوطنية مثل القوات المسلحة والداخلية والقضاء والإعلام والمخابرات العامة هي التي تحمل خيمة الدولة وترسخ وجودها وهي بالضرورة الباقية عندما يرحل النظام ..أي نظام ..لأن هذه المؤسسات البنيان الأساسي للدولة والهيكل الخرساني الذي يضم كل مكوناتها ولا يتحقق مفهوم الدولة بغير وجودها ورسوخها.

أما السلطة التنفيذية ومؤسسة الرئاسة والبرلمان فإنهم أدوات للحكم يتغيروا كلما حان وقت تغييرهم وفقا لنظام الحكم الديمقراطي من خلال انتخابات أو تعيينات أو بطريق التغيير القسري مثل الثورة أو الانقلاب !! ومن ثم فان العبث واللعب في أركان الدولة الوطنية يصبح خطأ استراتيجي يؤدي إلي اهتزاز كيان الدولة وتفكيكها وسقوطها .!

ومع ذلك فانه ليس هناك ما يمنع من إجراء إصلاحات في أسلوب الإدارة أونهج التفكير بعيدا عن إجراء تعديلات هيكلية حادة تحدث الاضطراب والخلل فيها .

المشكلة التي نعاني منها هي أن الدولة ممثلة في هذه المؤسسات خضعت لوجهات النظر من القائمين علي أمر البلاد ممن يعنيهم الأمر ومن غيرهم من الذين يتصورون أن البلاد دانت لهم وأن لهم الحق في قول وفعل ما يشاءون ..!! فخرجت علينا أصوات تطالب بهيكلة الداخلية ليس من أجل تغيير نمط التفكير ولكن من أجل السيطرة والتمكين وتصفية الحسابات..!! وخرجت أصوات تتهم جهاز المخابرات الوطني برعاية البلطجة بل وتحكم علي أدائه بجهل وبغير علم أو دليل..وتجرأت وأشارت إلي إجراء عمليات إحلال لقياداته ..وخرجت فقاعات تتهم القضاء بالعمالة والرشوة والانحياز وإصدار أحكام سياسية لمناهضة السلطة الحالية ..وكلها أصوات لا تخلوا من غرض ..!!وخرجت أصوات حنجورية تحاصر الإعلام وتهدده وتطالب بتكميمه حتى لا يقول الحقيقة أو نصف الحقيقة أويلقي الضوء علي أكاذيب أهل الحكم الآن ..!

كل هذا يحدث جهارا نهارا بلا خجل علي مرأى ومسمع السلطة الحاكمة ولا تملك أن توقف أو تحاسب من يقومون به ..والسبب كما يبررون أن هذه الآراء هي وجهة نطر في زمن مابعد الثورة ..في زمن التراجع والهدم والتجريف لكل مقومات الدولة الوطنية.

لهذا فإننا نري خصومة بين السلطة والدولة ..السلطة تري الدولة من خلال وجهة نظر ..والدولة تري أن السلطة تنحرف عن مسارها الطبيعي نحو البناء وتحقيق الأهداف وتستهلك وقتها وطاقاتها في فكرة السيطرة والتمكين التي تستعص عليها حتى الآن..وإذا استمرت هذه الخصومة بين السلطة والدولة فإنها ستؤدي إلي فشل السلطة وسقوط الدولة وهذا مالا نتمناه للوطن ..

يبقي أن نؤكد علي أن الدولة ليست وجهة نظر وأن مؤسساتها الوطنية ليست خاضعة للعبث ,وأن المساس بالقوات المسلحة وتغييب الداخلية وإسقاط هيبة القضاء وإهدار حجية الأحكام وتكميم الإعلام لن يفيد غير أعداءنا ولن يبني هذا الوطن كما نحب ونريد ..والله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق