جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 30 مارس 2013

«وما تدرى نفس بأى أرض تموت»

http://www.elraees.com/index.php/mian/files/item/3823
بقلم : سمير فريد

رُوّعت ظهر الجمعة أمس الأول بخبر الوفاة المفاجئة للزميل محمد عيداروس فى أبوظبى إثر أزمة قلبية لم تمهله إلا قليلاً وهو فى ذروة عمر الشباب والعطاء، وصدق الله العظيم «وما تدرى نفس بأى أرض تموت».
كان «عيداروس» من نبلاء صحافة السينما والفنون القلائل، ومن زهور دار الجمهورية للصحافة ومطبوعاتها المختلفة، خاصة مجلة «شاشتى» حتى وصل إلى منصب نائب رئيس تحرير وهو فى مقتبل العمر.
وقد عرفته على نحو عابر عام 2007 عندما كنت أشترك فى تأسيس مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى، وكان يشرف على تحرير النشرة اليومية للمهرجان. وخلال السنوات التالية أصبح محترفاً فى تحرير كتالوجات مهرجانات السينما فى القاهرة والإسكندرية، وبرز فى هذا المجال الذى يحتاج إلى كثير من الدقة، وأصبح من الخبراء الذين يشار إليهم.
ولكنى عرفت «عيداروس» عن قرب الأسبوع الماضى، وفى أبوظبى أيضاً عندما كنت أشترك فى تأسيس مهرجان أبوظبى الدولى لأفلام البيئة، وكان مكلفاً من صديق عمره رئيس المهرجان الزميل محمد منير لتحرير كتالوج المهرجان. كان موعد عودتى إلى القاهرة الخميس، وكان موعد وصوله إلى أبوظبى السبت، وأجلت سفرى حتى ألتقى به، ونعقد عدة اجتماعات قبل أن يبدأ تحرير الكتالوج.
وجدته إنساناً بسيطاً وعميقاً ومخلصاً فى عمله إلى أبعد الحدود، وشديد الاهتمام بما يحدث فى وطنه مثل أى فلاح مصرى حقيقى وأصيل، وشديد التألم مما وصل إليه حال الصحافة مهنته التى أحبها وقضى حياته يعمل من أجل تطويرها وتطهيرها مما علق بها، وطوال جلسات العمل أو جلسات تناول الطعام واحتساء المشروبات قل أن تحدث عن شؤونه الخاصة، وإن أشار إلى افتقاد والدته، وهو ابنها الوحيد، وزوجته وبناته الخمس، أعانهن الله على احتمال فقده ومواجهة هذا المصاب الأليم.
شاء الله وما شاء فعل أن أقترب من عيداروس قبل أيام معدودة من وفاته التى تركت فى قلبى جرحاً من الصعب أن يندمل، فما بالك بالذين عرفوه سنوات طويلة، ولم يصدقوا الخبر الفاجع، وبعضهم لا يصدقه حتى الآن قبل أن يصل جسده اليوم إلى أرض الوطن ليدفن فى ثراه. وأتوجه إلى نقابة الصحفيين لتفعل كل ما يمكن أن تفعله من أجل أسرته، ولا أشك فى أنها سوف تقوم بواجبها، وعلى رأسها نقيبها ضياء رشوان.
 ----------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق