جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 19 مارس 2013

تنابلة السلطان .. الواقع والخيال - 10


http://www.elraees.com/index.php/nabielaboelnaga/item/3379
بقلم : اللواء نبيل أبو النجا*

صاح التنبل في خيلاء وزهو بعد أن بذلوا جهدا جهيدا في نقله لمدينة الإنتاج الإعلامي للظهور في برنامج تليفزيوني شهير "انت موش عارف إن حبايبي ليسوا بالآلاف ولكن بالملايين؟" وكان حديثه موجها لإعلامي شهير وشعر الجميع أن هذا التنبل كان طيلة حياته لا يعرفه أحد ووجدها الآن فرصة للحديث في كل شئ لأنه موسوعة علمية نادرة نتيجة كثرة تحركاته وسفرياته وتنقلاته ودراساته وهو في الحقيقة رجل عادي مثلنا جميعا كافح ويكافح من أجل لقمة العيش ولكنها الآن فتة وريحتها فايحة.

استطرد التنبل في حديثه الشيق اللبق المتزن وهو يصنع مركبا آخر من الورق مثل البرنامج السابق وما أكثر البرامج والدنيا أصبحت مزهزهه ومليانة فنانين ومشاهير, وعندما حمى الوطيس خلع نعاله ووضعها فوق المنضدة أمامه تحذيرا وتذكيرا بأن لغة الأحذية هى الوسيلة الوحيدة للتفاهم بين مقاسات البشر المختلفة وإن كانت البلغة هى الاساس ولكن كل الحيطة والحذر من القبقاب لأن عواقب ضربه وخيمة. لم ينسى التنبل أن يرتدي زي الإنسان الوقور ولكنه نسى حذاءه وخرج عقب الحلقة التليفزيونية حافي القدمين ولما سألوه لماذا تخرج حافيا؟ فقال " لقد دخلت الدنيا عريانا وسوف أخرج منها كذلك".

سأل المحاور التنبل العالم ببواطن الأمور عن وجهة نظره في الوضع الحالي في بلاد الواق واق, رد التنبل في أدب جم وفي هدوء شديد بأنه يرشح جماعة كذا لإدارة شئون البلاد وجماعة كذا لتولي أعمال الداخلية والشرطة وجماعة كذا لتولي مهام الجيش واستمر يوزع الغنائم كأنها وسية أو تكية وهو المفوض بإدارة شئونها ولم لا وهو طيلة حياته لم يسأله أحد في أي شئ لأنه تنبل بحكم المنصب والعلم والثقافة وكل شئ عنده نكره حتى كينونته.

أرادت القناة التي استضافته أن تعيده لرشده أقصد لمكانه في منطقة جماعة التنابلة وبذلوا جهودا جبارة وحثيثة في نقله وعودته وكان منتشيا أن شاهده الملايين على الهواء بعد أن كان لا يشاهده أحد حتى أنه لم يشاهد نفسه سوى مرة أو مرتين في المرآة في عقر داره لأنه تنبل ومحظور عليه الحركة ولازم يفضل في مكانه لا حس ولا خبر حتى يظل محافظا على العضوية مطيعا للأوامر حتى يلبس السلطانية في يوم من الأيام ويعين سلطان بلاد الواق واق وتصبح الفتة ليل نهار وإيشي فتة لحم وفتة دجاج وهنيالك يا فاعل الخير وفول التنك ياراجل ماهي فرصة.

عندما عاد التنبل مصحوبا بسلامة الله إلى جماعته سأله التنبل المزأطط "إيه يا ابو التنابل مالك وشك مخطوف ليه هوه انت ماكلتش هناك ولا إيه؟" رد عليه التنبل النجم التليفزيوني "هوه انا معقول آكل من أكلهم دا أنا أموت من الجوع ولا إني آكل معاهم, وهنا تجهم وجه التنبل المزأطط وقال "يعني انت ماأكلتش, يعني حاتاكل معايا, يعني حااضطر أحرك إيدي بسرعة كذا مرة علشان آكل قبل ماتلهف الأكل كله لوحدك". قال له النجم التنبل"أنا خت حقي ناشف دول يابوي ظرفوني كويس أوي وظبطوني خالص ربنا يعمر بيتهم ويكتر قنواتهم ونطلع كده كل يوم, موش عشان الفلوس لأ عشان نثقف الناس ونعلمهم ونوريهم إزاي البلد دي تتحكم لأن بلد الواق واق بلدنا واحنا اولى بيها همه موش بيقولوا جحا أولى بلحم طوره.

قاطعه التنبل الشاطر النور "هوه مين حجا ومين الطور يابني آدم؟", رد على الفور " والله ماانا عارف انا طول عمري باسمعها كده", انت عاوزني أخالف الجماعة وأروح أدور على أصلها, احنا عارفين كل حاجة وغيرنا مابيعرفش حاجة.

قال التنبل المدوحر الملاوع يا اخونا اعترفوا إن انتوا زي قلتكم وغرقتم بلاد الواق واق ولازم تسيبوا الدنيا قبل ماتغرق وتخرب عن كده ولو إن الخراب ده مالوش زي, اللي عاوز الجهاد مايروح يجاهد هوه حد حايشوا ولا هوه كلام.

قال كبير التنابلة بلهجة قاطعة وحادة, احنا لا يمكن نقتل إنسان أعزل أو مدني ولا يمكن أن نقتل أطفالا ونساءا أو نفجر طائرة أو منشأة بها بني آدمين احنا ناس عندنا مبادئ وقيم وفي وقت الحرب سنكون أول المقاتلين والفدائيين ونتقدم الصفوف زي..زي..زى ولم تسعفه الذاكرة.

علق التنبل الأبله على ذلك قائلا " والله ياكبير تستاهل تكون كبير" دا البق اللي انت قلته ده لو في التليفزيون زي التنبل المنفوخ على الفاضي ده كان زمانك بقيت ولا فريد شوقي ولا اقولك زي عبد الفتاح القصري علشان "حاتنزل المره دي" وهيه كلها تمثيل في تمثيل وشغل سيما ياكبير وطبعا شغل السيما دي أونطة ولازم يبقى شعارنا "سيما أونطة هاتو فلوسنا".
------------------------------------
* لواء متقاعد- وحدات الصاعقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق