جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الاثنين، 11 مارس 2013

إنسانيات "3" - الإنســان بين العمر الحقيقى .. والإنجازى


http://elraees.com/index.php/ahmedragaey/item/3082
إنسانيات - 3

الإنســان بين العمر الحقيقى .. والإنجازى

بقلم فارس السيف والقلم :
اللواء أحمد رجائى عطية

 رجال الأعمال والأشخاص المثابرون لمواجهة ضغوط الحياة .. هل يعيشون فى عمرهم الحقيقى؟ .. أم لهم عمر آخر يسمى بالعمر الإنجازى.
– قديما كان هناك عدم التلوث البيئى .. أو الغذائى .. وحاليا العكس تماماً.
– هدوء الحياة ورتابتها وانتظام ديناميكية الحياة .. والآن العكس هو الموجود.
– قديما .. كان هنـاك قـلة الانفعـالات النفسية والضغوط العصبية .. والآن العكس أيضا.
أى أننا لو عددنا جميع الجوانب .. لوجدنا أنه فى بداية القرن العشرين أفضل بكثير من نهاية نفس القرن.
ومع هذا كان الكتاب والقصاصون فى بدايات ومنتصف القرن يكتبون فى قصصهم وكتبهم .. واصفين الأشخاص بقولهم .. عجوز فى الخمسين .. أو رجل هَرم فى الستين من عمره .. بل وكانت هذه الظاهرة فى الأفلام أيضا – لكن كتاب هذه الأيام من الصعب أن يوصف من بلغ هذا السن بهذه المسميات.
رغم تقدم الإمكانيات التى تخدم البشرية .. مثـل سهولة الحصول على المياه والكهرباء والإضـاءة وكثرة وسائل النقل.  إلا أنها وسائل لا يملك الإنسان مقدراتها .. فأحيانا قد يبدأ الإنسان يومه بانقطاع المياه .. وقد ينتهى يومه بانقطاع الكهرباء .. وإذا تحرك وملك أكثر وسائل النقل رفاهية .. فإن الطريق الذى يسلكه فى ساعة .. يأخذ ضعف الوقت وما يترتب على ذلك من عراقيل لا تعد .. ونكتفى بذلك لأن الأمثلة كثيرة.
وهذه كلها ضغوط على الشخص فى ذاته وفى وقته .. مما يوجب أن يؤقلم الإنسان نفسه بينه وبين ذاته .. ويرتب أوراقه بالنسبة لعامل الوقت.
وينتج عن ذلك عدم استقرار للوضع الاجتماعى .. حيث لا وقت للأوقات التى كانت تتاح فى المـاضى .. حـيث الاستيقاظ للأسرة فى وقت واحد صباحا .. أو اجتماع الأسرة على وجبة الغذاء ظهرا .. أو الاجتماعات المسائية للأسرة .. فمنهم من له احتياج لمواجهة أعباء الحياة .. ومنهم فى طاحونة الاستذكار .. ومنهم من هو لاهٍ فى الإمكانيات المتاحة حديثا .. مثل التلفاز .. أو الحاسوب.
كل هذا له ضغوط عصبية على الشخص وعلى المجتمع .. وهنا يشعر الإنسان أنه محتاج لوقت أكبر لتوفير تلك الاحتياجات الإنسانية بجانب المنظومة الجديدة للحياة.
إن رجال الأعمال والمثابرين فى مواجهة ضغوط الحياة .. قد يلزمهم على الأقل يوما يشمل على 36 ساعة وليـس 24ساعة – وبما أن اليوم 24 ساعة حقيقة ثابتة فما على هذا الشخص إلا أن يضاعف جهده .. ويكون أكثر تحفزًا لمواجهة تحدى الوقت.
وبما أن اليوم حقيقة ثابتة من المستحيل تغييرها .. وكذا عمر الإنسان هو حقيقة أخرى .. ولكن الإنسان بطبيعته يتكيف مع المتغيرات .. مثل تكيفه مع الحرارة والبرودة والجـوع والعطش – فإنه يتكيف مع هذه الظاهرة بالصلابة الداخلية وزيادة ديناميكية حركته فى الحياة .. مما يجعل حياته وإيقاعها لها شكل آخر.
وإذا شبهنا حياة الإنسان وكأنها سوستة (ياى) .. فإن الضغط عليها .. يجعلها فى طردها أقوى .. وكنظرية فى علم الفيزياء .. أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه. وهذا ما يحدث لمسيرة الإنسان المثابر فى حياته.
هنا يظهر لهذه الفئة من البشر عمران .. عمر حقيقى وعمر إنجازى .. وهنا يضطر الإنسان لزيادة الجهد والتكيف. وأن يلجأ لهذا الوضع لمواجهة التحديات .. فتبدو حركته وأداؤه وانفعالاته إلى عمر أقل من عمره الحقيقى.
ولكن ما مقدار هذا العمر .. ؟
مثال (1)
مثال (2)

وإذا نظرنا فى المثال (1):
ومثلنا الحياة بالسوستة (الياى) نجد أنها تتعادل مع اليوم 1 : 1
وفى المثال (2)
نجـد أن مع المتطلبات الحياتية يجب أن يكون اليوم 36 ساعة نجد أن السوستة (الياى) تنضغط بنسبة 3 : 2
(وهى مقارنة 36 : 24) وفيزيائيا .. نجد أن السوستة (الياى) أصبحت أقوى لأن لِكل فعل رد فعل.
  وأن هذا يتطارد عكسيا مع عمر الإنسان.
وفى هذه الحالة إذا كان عمر الإنسان الحقيقى 60 عاما نجد أن العمر الإنجازى       ´ 2 = 40 عاما .. وهكذا.
أى أن حيوية وديناميكية الأشخاص المثابرين فى الحياة تظهر فى حياته بالعمر الإنجازى وليس بالعمر الحقيقى.
إذا عرف الشخص هذه الحقيقة وعاش هذا السن .. فسيجد الشخص أنه وجد حقيقة نفسه .. وعليه أن يتعايش فى هذا السن حتى لا يعيش فى انفصام.
وما أجمل أن يعيش الإنسان العمر الإنجازى! .. بجانب خبرة وحكمة العمر الحقيقى.

حكمة
إلى رجـال الأعمـال ..
والمثابرين فى أعمالهم لمواجهة ضغوط الحياة
اعلموا أنكم تعيشون عمرين ..
عمـر حقيقــى .. وعمـــر إنجـازى ..
فتـواءموا معهما .. حـتى لا تعيـشوا فى انفصـام.
وما أجمــل أن نعيــش ..
فى حيويــة العمــر الإنجـــــازى
وخـبرة وحكمـة العمــــر الحقيــقى
 
أحمد رجائى عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق