جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 9 مارس 2013

الحالة (جيم)

عمار يا مصر

الحالة (جيم)

بقلم : محمد يوسف العزيزى

الحالة جيم تعني رفع الاستعدادات ..وتعني في لغة رجل الشارع أن الوضع سيء أو الحال علي الحديدة..وبين هذا وذاك مصر محشورة في خرم ابره..أو بين المطرقة والسندان..!!أو قل إن شئت تحت الرحاية..!!

أحكام مجزرة بور سعيد التي صدرت مهما كانت هي عنوان الحقيقة حتي تصبح باتة وبشكل نهائي..ومن ثم فانه واجب احترامها..لكن المشكلة هي من أين يأتي الاحترام وكيف..؟..ولذلك نعود قليلا لنري بعض الأمور..قد نصل إلي اجابه!!
عندما حوصرت المحكمة الدستورية ولم يتحرك احد من الرئاسة لمنع هذا الحصار تصدعت هيبة القضاء !!..وعندما تم تعيين نائب عام بالمخالفة لقانون السلطة القضائية تصدعت دولة القانون !!وعندما خالف الرئيس أحكام الدستورية العليا وأعاد مجلس الشعب المنحل..تصدعت حجية الاحكام وعندما بتدخل النائب العام في أعمال النيابة..تصدع مبدأ الفصل بين السلطات !!

..وعندما يخرج اولتراس أهلاوي للضغط من أجل أحكام رادعه للمتهمين في مجزرة بورسعيد..ويخرج أولتراس بورسعيد يطالب بالبراءة للمتهمين..تصدع استقلال القضاء !!وعندما يخرج مستشار الرئيس القانوني و يقول للرأي العام أن الحكم سيؤجل ..فان ذلك عدوان على السلطة التنفيذية..!!ومن ثم تصبح المحصلة هي أن دولة القانون التي نفخر بها تتداعى وتوشك على الانهيار إلا قليلا.

وعلى الجانب الاخر من النهر الذى تجرى فيه دماء الشهداء ودموع أهاليهم ..تدخل بعض محافظات الوطن فى شبه عصيان مدني وفى البعض عصيان كامل.. في بورسعيد والمنصورة والمحلة والإسماعيلية والسويس ومع ذلك لا يلقى احد من المسؤلين بالا لهذا ولا يحرك ساكنا !!وهذا يعنى أننا أمام مأساه ..قيادة سياسيه وحكومه منعزله عن واقع مايحدث فى البلاد !!

ونرى في المشهد أيضا مؤسسه مهمه من مؤسسات الدوله هى المؤسسه الامنيه يحدث فيها عصيان جزئى ومطالبات بعزل وزير الداخليه وعدم اطاعة الاوامر التى تقضي بمواجهة المتظاهرين بعنف..وغلق بعض أقسام الشرطه ..وطلب القصاص لشهداء الشرطه وحماية أفرادها..!!عندما نشاهد ذلك فان هذا يعني أننا فى وضع لايمكن معه تجديد شباب هذا الوطن قريبا !

ونزيد القارئ من الشعر بيت ..فعندما يقول عاصم عبد الماجد القيادى فى الجماعه الاسلاميه المتهمه بقتل الرئيس السادات وممارسة العنف المسلح والارهاب أنهم جاهزون للنزول للشارع لضبطه وتحقيق الأمن فيه فنحن بصدد دولة الأهل والعشيره كما قال الرئيس..أهلى وعشيرتى..!!لذلك لن يكون مستغربا أن يصبح الأولتراس..وأفراد الداخليه والاعلام والقضاه أهل وعشيره..!!ويتحول كل من أهالى بورسعيد والاسماعيليه والمحله والسويس وباقى محافظات الوطن الى أهل وعشيره....!!عندما يحدث ذلك فاننا بصدد تصدع الدوله..ونستطيع ان نقول بحق أن الحله جييييم ونص !! ..يعنى كل واحد ياخد حقه بدراعه. وتبقى دى بشاير النهضه والدوله الحديثه..!!

ونستطلع باقى المشهد فنرى..عندما يصبح الاحتفال بيوم الشهيد عبد المنعم رياض الذى هو رمز للوطنيه والفداء من أجل الوطن فى مواجهة العدو المحتل ..نتحدث عن شهداء سقطوا فى ميادين وشوارع الوطن بأيدى مصريه أيا كانت هذه الايادى..!!

وفى الحاله السياسه ..اداره للبلاد لا تشعر أن بالوطن أزمه على أى مستوى وترى أن كل شيء تمام وما يحدث هو حريه من نتائج الثوره وهذا طبيعى نتيجة الديموقراطيه التى سمح بها النظام الجديد لمصر الجديده !!وهذا يؤكد سياسة الانكار التى يمارسها النظام...وهناك أيضا اداره فاشله فى صفوف المعارضه التى تسعى طوال الوقت للحصول على مكاسب سياسيه ..بسبب الانقسامات وتبديل المواقف ..فنرى أحزابا اسلاميه تنقلب على بعضها ..!! وتصريحات متناقضه من رموز المعارضه حسب الاهواء والمصلحه ..بما يعنى ذلك أن العمليه الديموقراطيه تعانى حالة تعثر قد تقضى عليها فى المهد..!!
أما عن التشريع فى الوطن فحدث ولا حرج ..!!فلدينا مجموعه غير مؤهله للتشريع كتبت دستورا به الكثير من العوار ..ثم شرعت قانونا للانتخابات البرلمانيه فشلت فى صياغته بما يتفق مع الدستورالذى كتبوه وهذا يدلنا با لقطع عن مستوى التشريع الذى نحن بصدده فى قادم الايام !!!

ومن المفارقات العجيبه..أنه خلال فترة المجلس العسكرى خرجت القوى الثوريه وجماعات الاسلام السياسى تطالب برحيل المجلس العسكرى من السلطه وقد فعل..ثم يعود الناس للمطالبه بعودة الجيش لادارة البلاد خوفا عليها من الضياع بعد فشل السياسه الحاليه فى حل مشاكل الوطن بعد ثورة لم يتحقق من أهدا فها شيئا..!! وهكذا نرى أن الارتباك وغياب الرؤيه وقلة الخبرة والتردد والانكار أصبح سيد الموقف ..وصار الوطن تحت الرحايه يكاد يخرج مفتتا ان لم يكن خرج بالفعل !!
فى وطن تكون الأسئلة فيه أكثر بكثير من الأجوبه..يصبح التأويل والشائعات والكذب والهروب من تحمل المسؤليه من سماته الواضحه ..وتكون الفوضى هى السائده وحكم الشارع هوالمسيطر والنهائى !!

وفى الحاله جيم سنظل نتخبط وندفع فاتورة من الدم والقلق وعدم الامان ..وسوف نصل الى سقف جديد أكبر من سقف أهداف الثورة التى لم تتحقق ..

نسأل الله العافيه للشعب والسلامه للوطن والموت لأعدائه وللمتربصين به فى الداخل والخارج ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق