جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 9 مارس 2013

نفوس مسجونة .. وعقول مطموسة


http://elraees.com/index.php/mian/hanankhairy/item/3017
همسة صدق

نفوس مسجونة .. وعقول مطموسة

بقلم : حنان خيرى

أى إنسان فى أى مكان فى الأرض..كتب الله عليه المعاناة من الألم النفسى ..ليطهر نفسه..أو ليزيدها طهراً..أوليزيد فهمه لمعنى الحياة ..أوليلهمه عملاً فنياً رائعاً لم يكن ليبدعه لولا
الألم الذى أكسبه نفاذاً وبصيرة..فأى مادة تتكون من ذرات ..وهذه الذرات تتماسك فيما بينها شحنات كهربية ..وهو تماسك من الصعب تفتيته ..وهذا التفتيت يعنى تمزق وخراب .. والخراب الأكبر يأتى من تفتيت الذرة نفسها ..إنه الدمار الذى ينهى وجودها ذاتها ويمحق كل ما حولها ..وهكذا الإنسان كيان يتكون من خلايا تتلاقى وتتواصل وتتماسك بنظام متكامل متناغم يعمل تحت إمرة عضو عملاق أسمه المخ ..والمخ يسيطر على كل جزء فى جسم الإنسان .إذاً هكذا الإنسان كيان متماسك ومتواصل ولكن هناك بعد آخر للإنسان ..كيان آخر يتحرك ويروح ويجئ وينام ويستيقظ ويأكل ويتنفس ويشم ويسمع ويرى..فهى ذات ذراتها عواطف وأفكار ومشاعر وأحاسيس وهذه الذرات تتماسك وتتواصل بشئ آخر غير الكهرباء ..أنها تتماسك بالحب والعطاء والضمير والصدق ..وهذه الذات النفس ..وتكون النفس مريضة أى متفككة إذا مات الحب بين خلاياها ..وهو حب ثلاثى ..حب الإنسان لخالقه ..وحبه لنفسه ..وحبه للناس ..فالحقيقة الراسخة أن الإنسان ذاته معنى ..فهناك معنى لخلقه ومعنى لوجوده على الأرض ومعنى لرحيله عنها ..سلسلة من المعانى البليغة أختص بها الإنسان ليحقق معنى المعانى وهو الحب الذى ينجب الإيجابيات فى كافة الأمور الحياتية وتنعكس على رفعة المجتمع وتقدمه وتطوره وهذا نتيجة لحب وترابط الإنسان بمن حوله وصدقه فى علاقاته سواء الاجتماعية أو العملية أوالعلمية فيضئ أمامه طريق النجاح ويحصد ثمرة ناضجة ..إذاً نستنتج أن أى خلل يصيب مقدرة الإنسان على الحب يزلزل كيانه ويمرضه لأنه بذلك يخل بمعنى وجوده هو ذاته كإنسان سوى .. فبالكلمة نعبر عن أفكارنا ومشاعرنا وما تكنه نفوسنا وتختزنه عقولنا ..والتعبير ضرورة للإنسان لكى يتواصل مع الآخرين وينقل لهم أفكاره ويترجم خططه ومشروعاته وأحلأمه وطموحاته..إنه مركز فى المخ مسئول عن ترجمة المعانى إلى كلمات منطوقة بصوت يعبر عما تحمله النفس من سعادة أو حزن وغير ذلك من ترجمة لكوامن النفس ..والمعانى أحياناً تكون عميقة أبعد من متناول الكلمات أو غزيرة أكبر من حجم الكلمات ،أو معقدة متشابكة أوسع من حدود الكلمات ،ولهذا يشعر الإنسان بالعجز ..فيبتسم فقط معبراً عن سعادة ..أو تنهمر دمعة معبرة عن حزن ..ولابد للإنسان أن يقول وهذا هو معنى الحرية ..ولأن المرض يكسر ويفتت جهاز التعبير أى "النفس" فإن المرض يصبح سلباً لحرية الإنسان..وهنا يشعر بأنه بداخل سجن أصغر من جسده ويتحول إلى مطيع لكل ما يتلقاه من خارج نفسه أى من شخصية أخرى خارجه لكنها سكنته فيكون بغبغاءً لديها فقط !!ومن هنا نشعر بأنات قلوبنا حيث السجون النفسية والعقول المغسولة والمطموسة حكمت وسيطرت وهى مريضة فسلبت الحرية والشفافية والنقاء والترابط وكسرت القضبان الحديدية لتهرب من سجنها داخل نفسها وتسطو على حرية التفكير والتعبير والثقافة وحتى سعت جاهدة لاعتقال الإحساس النفسى السوى لكى تعيش فى المناخ الذى نشأت فيه وتتعامل مع الجماعة السجينه بداخل نفس واحدة على مر سنوات طويلة فهل يستطيع المرض أن يسيطر على باقى الجسد السليم أم ستكون هناك مقاومة لطرد ورفض الخرس والاستبداد الذى عاد من محبسه ليفرغ العقد النفسية ويحقد على العقول السوية والنفوس الناضجة والعقول المتفتحة المثقفة .
يا ترى من يكون له البقاء فى ظل هذا الظلام الداكن الذى نصرخ لكى يأتى الحق ليهزمه ويقضى عليه ويضئ الحياة لتنبض القلوب بالحب وتغرد النفوس وتهدأ الأرواح وتشفى أم الدنيا وتستيقظ من أزمتها ..عودى يا أمى يا مصر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق