جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 5 مارس 2013

الداخلية تنسحب من الميدان !!!


http://elraees.com/index.php/component/k2/item/2884
بقلم اللواء : نبيل أبو النجا *

معالي وزير الداخلية..هل أنت جاد فيما أعلنت وقلت؟! إنني لا أصدق أنك أعلنت على الملأ ترك قطعة من الوطن في قلب العاصمة بلا شرطة ولا تأمين, إن كان ذلك صحيحا فإنني أناشد معاليك الانسحاب من حياة مصر نهائيا وترك الوزارة لمن يستطع أن يفرض الأمن على ربوع الوطن ويبسط يدا حديدية في كل شبر من أرجائه دون الرجوع لرئيس أو غفير لأنك رجل الأمن الداخلي الأول في مصر المحروسة بكم.

هل تعلم يامعالي الوزير أن رجال المباحث في وزارة الداخلية التي هى وزارتك يواجهون الموت مرات عديدة في اليوم الواحد وهم يداهمون أوكار تجار المخدرات والسلاح والبلطجية والخارجين عن القانون وهم عرضة للموت من أجل أن تحيا مصر حرة كريمة سالمة, هل تعلم يامعالي الوزير أن شهداء الشرطة من الجنود والأمناء والضباط قدموا الروح والدم من أجل أن تعيش مصر في أمن وأمان, هل سمعت عن الملازم أول الشهيد أمام سجن بورسعيد والأمين البطل اللذان قدما حياتهما قربانا لمصر, هل سمعت عن لواء شرطة شهيد بطل يسمى البطران رفض فتح أبواب السجن لعتاة الإجرام وأصحاب السوابق حتى يحافظ على أمن مصر؟!!

أغلب الظن أنك لم تسمع عن هؤلاء لأن موقعك في كوكب آخر غير أرض التضحية من أجل الوطن, هل عندك قاموس يوضح لنا ماهية عمل رجل الشرطة الذي يسهر على راحة الشعب وأمنه وخدمته, معالي الوزير إنها أسمى مهنة لأفضل رجال يقدمون حياتهم فداءً لمصر الوطن الحبيب, أناشدك أن لا تجعل تضحيات الأبناء من رجال الشرطة الشرفاء رخيصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن, واجب عليك يامعالي الوزير أن تبذل الغالي والنفيس من أجل مصر لأن مرتبة الشهادة شرف يتمناه أي إنسان على وجه الأرض لأنه يلاقي ربه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

معالي الوزير..تنسحب من أين ولماذا وكيف؟!! أنا أعلم أنك تريد أن تحقن الدماء بحكمة في غير موضعها, ولكن هل الحكمة تقتضي ترك البلطجية والخارجين عن القانون يدوسون على شرف شرطة مصر وعلى رجال الأمن بالأحذية؟ هل تخوفك ممن يطلقون على أنفسهم نشطاء الثورة وأعضاء حقوق الإنسان يجعلك تفسح المجال أمام البلطجية وأصحاب السوابق والعملاء لتدمير مصر, إنك تتصدى للخارجين عن القانون بكل السبل لأن الثوري لا يقتحم وزارة الداخلية ولا يغلق الميدان والشوارع أمام المارة والمواطنين ولا يغلق مجمع التحرير في وجه مصالح العامة من الشعب, إن الثوري لا يلقي زجاجات المولوتوف على قوات الأمن المركزي وسياراته وعلى المصالح الحكومية والمدارس ولا يطلق النار الحي والخرطوش على رجال الشرطة والمواطنين على السواء لتدمير الوطن وإحراقه, إن الثوار لا يهاجمون وزارة الداخلية ومحيطها في شوارع محمد محمود والقصر العيني ولا مجلسي الشعب والشورى ولا المدارس ولا المجمع العلمي لأنها ملك لمصر ونحن الذين ندفع الثمن من ميزانية الدولة التي توشك أن تفلس والأهم من ذلك الأنفس الطاهرة التي تزهق بأيدي بعضنا البعض ويراق الدم المصري على أرض الوطن بدلا من الدفاع عن الحدود في مواجهة العدو الصهيوني الذي وضع المسجد الأقصى تحت الإحتلال ونحن حتى الآن نترك من يستبيح حرمات الإسلام والوطن وننسحب أمام مجموعات من البلطجية والمأجورين الذين يروعون الشعب ويفرضون إرادتهم (آسف إنهم مسلوبي الإرادة ولا إرادة ولا كيان لهم) أقصد رغبتهم في فرض حالة التسيب حتى يستفيدوا منها في ترويج المخدرات وتجارة الأسلحة وفتح أسواق تكتظ بالباعة الجائلين في أهم ميادين العاصمة, قاهرة المعز لدين الله الفاطمي, معالي الوزير هناك العديد من المحلات مغلقة وأصحابها معرضون للإفلاس هم وأسرهم, هناك مصالح كثيرة معطلة وأوقات ضائعة لا حصر لها تعطل الشعب عن الوصول لمصالحه وتتعطل حركة المرور بالساعات ونستهلك وقود سيارات ضائع بملايين الجنيهات ونحن نعاني من شح الموارد والإقتصاد المنهار, هل تخيلت يامعالي الوزير سيارة إسعاف بها مريض ينزف بين الحياة والموت ولا تستطع سيارة الإسعاف الوصول للمستشفى لأن الميدان مغلق بواسطة بعض الصبية حاملي المولوتوف والخرطوش والسلاح, هناك سكان تلك المناطق لا يستطيعون قضاء احتياجاتهم وهم يعانون من الغازات التي تخنقهم ليل نهار وقد يلقى أطفال حتفهم بسبب ذلك.

معالي الوزير..هل تريد المزيد حتى تقتنع بمواصلة أداء عملك في حماية الوطن وفرض هيبة الدولة بيد من حديد والقبض على كل من تسول له نفسه حرق الوطن وتعطيل مصالح البشر وتقدم هؤلاء البلطجية للعدالة ليحاكموا بتهمة الخيانة العظمي أمام محاكم خاصة عاجلة حتى يكون العقاب رادعا لهؤلاء الشرذمة من الرعاع, أية حقوق إنسان هذه التي تحرم القصاص من الخونة الذين يروعون الوطن والشعب, من هم الذين يهاجمون المنشآت الحكومية ورجال الشرطة والجيش, من هم الذين يغلقون الشوارع والميادين, إنني أناشدك سرعة القبض على كل من يغلق طريقا أو يهاجم منشأة أو يحرق سيارات أو يستخدم السلاح أو المولوتوف في تهديد أمن مصر, معالي الوزير احكم سيطرتك على ربوع مصر واعلم أننا ننام في منازلنا وأنتم تقدمون الروح والدم من أجل أمننا وسلامتنا وهى أسمى رسالة على وجه الأرض.

معالي الوزير..أنا ضابط صاعقة سابق, وعايشت نكسة 1967 وحرب الاستنزاف وحرب العاشر من رمضان / أكتوبر 1973 ولي أقارب من الدرجة الأولى في الشرطة وكثيرا ماقلت لهم إن تضحياتنا في القوات المسلحة المصرية لا تصل إلى تضحياتكم من أجل الوطن, فأنا حاربت عدة مرات عبر سنوات طوال من الخدمة في سلاح الصاعقة لكن رجل الشرطة يواجه الموت كل يوم بل كل ساعة حين يواجه أوكار الإجرام والبؤر الإرهابية والبلطجية ولا يعلم من أين يأتيه الرصاص ولا مكان محدد لعدو واضح أمامه وهى طبيعة عمل فدائي خطر ليل نهار, أليس ذلك الأمر بجدير بالإحترام والتقدير.

معالي الوزير..رد للشرطة كرامتها وهيبتها واحترامها وحب الشعب لها, نريد أن نأمن على النساء والأطفال والشيوخ في الشوارع, نريدك أن تردع عتاة الإجرام والبلطجية ولا تتهاون مع أحد بل بيد من حديد وسيطرة كاملة على مفاصل الدولة, أريدك أن تشرك الشعب المصري معك في المواكب الجنائزية لشهداء الشرطة من الجنود والأمناء قبل الضباط وأن يشارك الشعب في تأبينهم فهم لايقلون عن أي زعيم أعطى حياته قربانا لحرية وطنه.

الأخ محمد إبراهيم..إنني ألاحظ أن الأمن ليلا ضعيف هذه الأيام وأنت تعلم أن خفافيش الإجرام والبلطجية وأصحاب السوابق يتخذون من جنح الظلام ملاذا آمنا لهم في تنفيذ جرائمهم, بينما تنشط الشرطة نهارا وخاصة حول الأماكن الرئاسية والوزارية وأصحاب المقامات العالية ونحن نناشدك عودة عساكر الدورية وسيارات النجدة الليلية وخفراء الدرك والدوريات السيارة في كافة المناطق وطبعا كل ذلك يتطلب إمكانيات وأولها الدعم البشري وطبعا هذا متوفر في بلد مثل مصر به نسبة عالية من البطالة ويمكن توظيفها بعد تطبيق الحد الأعلى والأدنى للأجور حيث لن نجد بعد الآن مدير أمن محافظة يحصل على مئات الألوف شهريا من نسبة مخالفات المرور والكنتين والمخدرات والسلاح وما إلى ذلك.

أناشدك يامعالي الوزير..لا تنسحب بل أعد لمصر كرامتها ولجهاز الشرطة هيبته واجعل البلطجية يلعبون عسكر وحرامية في أماكن يذهبون إليها ولا يعودون وإن عادوا عادوا رجالا يحافظون على أمن الوطن والمواطن, كفى طبطبة ودلع فالوضع الآن لا يحتمل التهاون مع هذه الشرذمة الخارجة عن القانون.

ولأصحاب حقوق الإنسان أقول هل من حق الإنسان أن يغلق الطريق في وجه المارة ويعطل المصالح ويتسبب في وفيات أنفس في سيارات أسعاف ويغلق محال وراء أصحابها أسر تعيش على دخولها, هل من حق إنسان يختلف مع جهة في الرأي أن يهاجمها بالمولوتوف والخرطوش والسلاح ويقذف الرجال بالطوب والحجارة ويحرق السيارات والمنشآت, هل من حق إنسان بلده ينهار واقتصاده أوشك على الكساد أن يقطع سكة حديد أو يشل إنتاج مصنع أو شركة لعرض مطالبه الفئوية, هل هذا هو الأسلوب الأمثل في هذه الظروف أو تحت أية ظروف؟

كلنا نختلف في اتجاهاتنا وأشكالنا وسلوكياتنا ولكننا واحد تحت طائل حكم القانون وإذا تركنا القصاص لكل منا ضاعت واختلطت الحقوق وأصبحنا في غابة شريعتها للأقوى مالا وصوتا وصراخا وسلطة, اتركوا المظاهرات والصراخ والهتافات واتجهوا للعمل مخلصين لوجه الله ثم للوطن ومن كان عنده مظلمة فليرفعها عبر القنوات الشرعية وبالتسلسل القانوني لأولي الأمر وكفانا تخلفا وتخوينا وتعطيلا للعمل وتدميرا للوطن وإذا استمر الحال على ماهو عليه من تردي للأوضاع وضياع هيبة الدولة وانتشار البلطجة والفساد فعلى أولي الأمر ترك مناصبهم لمن يستطع أن يصلح ويتحمل ونحن نتحمل معه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق