جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 14 مارس 2013

اكذب.. واستمتع


http://www.elraees.com/index.php/mian/opinions/item/3205
بقلم : مدحت رزق

جوزيف جويلز وزير دعاية هتلر له مقولة شهيرة مفادها «أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون.. ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك» هذه المقولة تشير إلى الحيز الكبير الذى يحتله «الكذب» فى الحياة السياسية.. ويبدو ان هذا المفهوم هو عنوان المرحلة السياسية التى نعيشها الآن خاصة ونحن على أبواب انتخابات برلمانية، وما أدراك ما الانتخابات البرلمانية التى تتحول إلى سوق كبير بضاعته الرائجة والمضمونة هى «الكذب». وقد اثبتت التجارب السابقة ان «المرشح» لا يجد غضاضة فى إطلاق الوعود الكبيرة، رغم علمه المسبق بعجزه عن تحقيقها حتى اعتاد «الناخب» بدوره على تقبل الشعارات الكاذبة والوعود الخادعة وهو على يقين تام بأن أكثر تلك الوعود غير قابل للتحقيق واذا تحقق بعضها فالمرشحون كالمنجمين..يكذبون حتى لو صدقوا وفى الانتخابات تطل علينا وجوه تجيد فن الكذب.. وهؤلاء على قناعة تامة بأن السياسة هى فن الكذب والتلون واللعب على كل الحبال والمرشح الناجح ــ من وجهة نظر هؤلاء تتسع أكاذيبه السياسية التى يسهل تصديقها لاستهداف المواطنين البسطاء لتدغدغ طموحاتهم وتداعب أحلامهم وتواسى الامهم، فما أسهل من استهداف مواطن بسيط يعانى من أزمات اقتصادية وأمنية واجتماعية لإقناعه بممارسة الطرف الثانى من معادلة «الكذب السياسى» فى تصديق الوعود وهو يعرف مسبقا انها كاذبة لتتحقق للمعادلة طرفيها.. «المرشح والناخب» ليمارس كل منهما دوره بمهارة فى الكذب. يبدو أننا كشعوب تنتمى الى دول العالم الثالث قد أدمنا الكذب السياسى والميل الدائم نحو من يكذبون علينا، بل تشجيع السياسيين على الكذب والتظاهر باننا نصدقهم.. وهنا يتحقق الاستمتاع المزدوج، فالساسة لديهم قناعة بانهم يكذبون لإسعاد شعوبهم.. وفى المقابل الشعوب تحب من يكذب عليها وتتقبله بكل سعادة.. وهنا تتحقق مقولة جوبلز الشهيرة «اكذب حتى يصدقك الآخر.. واكذب أكثر حتى تصدق نفسك»
 والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة الآن : هل نحن على استعداد لممارسة لعبة الكذب السياسى بعد ثورة 25 يناير فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
أعتقد أن الجميع مهيأ لذلك.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق