جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الجمعة، 8 مارس 2013

هل لابد أن ينطق بها أحمد منصور؟


http://elraees.com/index.php/mian/files/item/3011
بقلم : نادر بكار

تصادف أن أتانى نبأ قرار المحكمة الإدارية العليا بإرجاء الانتخابات أثناء مطالعتى مقال الأستاذ أحمد منصور «عشوائية القرار الرئاسى بشأن الدولار».. فقلت فى نفسى هل لابد أن يخرج «أحمد منصور» عن صمته أو يتخلى عن تأييده المطلق لكى تشعر الرئاسة بحجم الخطر المحدق بالبلاد؟
سيقول ُهواة ُ التبرير إنى لا أريد غير إظهارِ شماتةٍ وماعدت ُأفرح إلا بأى نكايةٍ تحدث للرئاسة أو لجماعة الإخوان ــ وكلاهما صار الآن سيانا فى حسِ كل المصريين بمن فيهم كتائب التشويه ــ ورغم ما فى اتهاماتهم من جناية  واضحة حذرت كثيرا من منافاتها لقواعد الشريعة التى نهت عن التفتيش وراء النيات واستنكرت على من ينصب نفسه قاضيا على ما غُيب فى القلوب «أشققت عن صدره»، هذا فضلا عن كونها سلاحا ذا حدين سرعان ما يرتد إلى صدر مستخدمه طعنا متبادلا فى نيته... أقول على الرغم من هذا التحذير لكنى سأتجاوز التذكير به هذه المرة لألفت انتباه من لا يريد إلا المغالاة فى موالاته لفصيله وتياره ولو على حساب الحق الواضح؛ ألفت انتباهه إلى حقيقة أن من يضع نفسه موضع انتقاد الناس أو حتى سخريتهم وشماتتهم لسوء تقديره تارة وعناده تارة أخرى وتعاليه على قبول النصح مراتٍ ومراتٍ فلا يلومن إلا نفسه.. فهو الذى أسقط هيبته بيديه وانتزع احترامه من قلوب الناس انتزاعا بقرارات عشوائية ــ وطالما أن أحمد منصور نفسه قالها فلا غضاضة هنالك البتة ــ أو على أقل تقدير تفتقر إلى الدراسة الوافية والاستشارة الكافية.
نبهت بصورةٍ متدرجة وبداية من انقضاء أول شهرٍ للرئيس فى موقعه أن ثمة خللا واضحا فى عملية صناعة القرار داخل أروقة القصر وقلت بالحرف يوم أزمة النائب العام الأولى: « كشفت أزمة النائب العام عن قصورٍ واضح فى عملية صناعة القرار داخل أروقة مؤسسة الرئاسة لابد من وضع اليد على مواطنه سريعا؛ فليس ورود الخطأ هو ما يتصيده العقلاء رغبة فى التشفى إذ إن أعرق مؤسسات الحكم وأكبرها معرضة ٌ للوقوع فى الخطأ؛ إنما تكرر الخطأ الناتج عن خلل منظومة اتخاذ القرار هو الأمر الخطير الذى يستوجب التوقف عنده».
وقد تكرر الخطأ بعدها كثيرا وبصورةٍ باعثةٍ على القلق بل والقلق الشديد على طريقة إدارة البلاد فى هذا التوقيت بالغ الحساسية.
من هم المائة والخمسون شخصية سياسية الذين ذكر الرئيس أنه قد استشارهم قبل الإقدام على إعلانه «المتسرع» لانتخاباتٍ على قانونٍ باطلٍ من الأساس؟ من هم الذين أعطوا له الضوء الأخضر ــ اللهم إلا لو كانوا جميعا من أعضاء الإخوان المسلمين ــ للقيام بخطوة كهذه إذا كانت كل الأطراف المحايدة بل والمستشار الخضيرى المحسوب على حزب الحرية والعدالة نفسه قد حذرت من عوار قانون الانتخابات الجديد وتنبأت بحتمية الطعن على مجلس النواب المقبل ومن ثم الحكم بحله فى تكرارٍ مملٍ سخيف لسيناريو سابق كلف البلاد ملايين الجنيهات وطاقات البشر المهدرة وحجم هائل من الإحباط الشعبى؟
سيادة الرئيس قد أخذت علينا العهد أن نعينك إذا أحسنت وأن نبادر إلى تقويم مسارك إن أسأت.. فنحن الآن نوفى بعهدنا معك.. هلا أعدت النظر فيمن تستشيرهم؟ هلا جنبتنا ونفسك والبلاد صراعاتٍ لا تنتهى إلا لتبدأ من جديد؟ هلا أنصتَّ لمن يسدى إليك النصح حتى وإن كنت كارها له بدلا من حلقة «اتخاذ قرارٍ ثم العدول عنه» المفرغة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق