جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 13 مارس 2013

عيد ميلاد أمِّنا مصر


http://www.elraees.com/index.php/nabielaboelnaga/item/3149
يد الله مع الجماعة

عيد ميلاد أمنا مصر

مبادرة

بقلم : اللواء نبيل أبو النجا *

كل عام وكل أمهات مصر والعالم بخير وصحة وسعادة, كل عام وانت بخير يا أمي الكبيرة مصر, فكرت أمسح دموعك من على خدك واحضنك واطبب جرحك وأوقف نزيف قلبك وأبعث في شريان حياتك عملا لعله يبعثك من جديد ونحيا على صدرك يا أم الدنيا فأنا أسمع نبضات قلبك تعاتبني وتناديني وتقول لي "جرى إيه ياولاد....الدنيا دي متر أرض وشوية تراب".

خلص الكلام, لم يعد يجدي النصح ولا الإرشاد لأن الله تعالى ختم على قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا لأننا نسيناه فأنسانا أنفسنا, واتجه الجميع للتلاسن والفرقة والتخوين وتدمير الوطن الغالي حيث أشعر بالأسى والحزن على شهداء مصر في حرب العاشر من رمضان وغيرها من الحروب وشهداء الوطن من الشرطة والشباب وكافة فئات المجتمع حتى البلطجية لأنهم جزء من نسيج الوطن يجب معالجته واحتضانه لأنهم مصريون ولم يولدوا مجرمين, عندما كنا نعبر القناة ونقاتل من أجل مصرنا الغالية وهذا واجبنا كنا نتمنى ونأمل أن يصبح الوطن في منزلة رفيعة تتناسب مع قيمة مصر, مصر أم الدنيا, مصر العروبة والحضارة ولكن القلب يدمى حين نعيش وسط ما نحن فيه الآن.

لن نكون تنابلة سلطان, لن يكون شعب مصر كسولا أو متواكلا, العيب كل العيب أن نمد أيدينا للغير ونستجدي ونحن الذين علمنا وحاربنا, علمنا الناس الكرامة وعزة النفس وحاربنا من أجل الأرض والعرض, إن الدول التي تمد يد العون لنا نشكرها من كل قلوبنا لأنهم إخوة لنا في الدين والعروبة والإنسانية وهم يشعرون أن مصر برغم فقرها الحالي تدعم اقتصاديات هذه الدول بالخبراء والعلماء والأطباء والمهندسين والعمال وهم أحد أسباب نهضتها فليس الموضوع "حسنة وأنا سيدك" وإنما تكافل وتراحم بين الإخوة في الإنسانية والمصير المشترك.

كفانا مهاترات وفرقة ومشاحنات, لقد اقترحت تخصيص يوم الجمعة الموافق 22 مارس عيدا لأمنا مصر عقب عيد الأم في 21 مارس وفي هذا اليوم يتجمع سكان كل منزل أمام منزلهم عقب صلاة الجمعة مباشرة ويقومون بدهان الأرصفة وغرس أشجار الزينة وطلاء أعمدة الإنارة إن وجدت ومعالجة أية تسريبات في مواسيرالمياه والصرف الصحي ووضع سلة مهملات وذلك في نطاق حدود المنزل (المواجهة مع الشارع- حد يمين حد يسار) وذلك لمدة ساعتين أو ثلاث ويقوم كبار السن بدراسة الأعمال الجماعية القادمة على مستوى المنزل أو الشارع حيث تتكرر الأعمال كل يوم جمعة لفترة شهر مثلا ويترك مجال إسهامات العمل الجماعي للإبتكار وفقا لطبيعة المكان والبيئة المحيطة مع التركيز على تشكيل مجموعات لمحو أمية العاملين بالجراجات والمنازل والمحلات وغيرها وما إلى ذلك حتى نصل لطلاء واجهات المنازل والشبابيك بلون موحد ونزيل المخلفات من فوق الأسطح حتى نتخلص من القوارض والحشرات ونطلق العنان لعمليات التجميل التي نقوم بها جميعا, وهذا العمل الجماعي سوف يشجع على اتخاذ خطوات أخرى وتالية (القفة اللي ليها ودنين بيشيلوها اثنين).

كفانا مظاهرات وتشنجات وخلافات, كلنا مصريون ونريد الاستقرار والرفاهية لمصر ولكن المطالب لا تؤخذ بالتمني وإنما تؤخذ الدنيا غلابا, عار علينا أن ننتظر رئيس يقول لنا افعل ولا تفعل وكأننا خشب مسندة لا عقل ولا كيان ولا قيمة لنا, وحقيقي "إن الله يفعل بالسلطان ما لا يفعل بالقرآن" لكن قدرنا أن السلطان معه الآن تنابلة سلطان, نريد أن نعمل من أجل مصر, إن المملكة المتحدة البريطانية تلك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تعمل بدون دستور وتعتمد في الإدارة على الأعراف المجتمعية السائدة ونحن نضيع سنوات في دستور ومجلس شورى ومجلس شعب وخلافه, إن هذه المجالس في هذه الفترة التي تضيع مننا فيها مصر الآن لا تتطلب بدلات جلسات وحصص قرعة الحج وحصص شقق إسكان وسيارات فارهة وملايين تنفق على تشنجات إعلامية لجلسات تنتفخ فيها البطون, لنتق الله جميعا ونعمل بدون الإعتماد على أحد سوى الله سبحانه وتعالى.

لقد أوصل حكام مصر الشعب إلى اليأس والإكتئاب ولكن شعب مصر بركان عطاء ولن نرضى بوفاة مصرنا الغالية فنحن سنفتديها بدمائنا وأرواحنا فهى القلب والروح والعقل والوجدان, لقد أصبح الشعب يخاف من كل من له لحية ومن كل من قال قال الله وقال الرسول وأوشك الجميع على التسليم بأن الحكم الإسلامي يجب أن يوجه للدين فقط وليس السياسة,ألم نتعلم من التاريخ وكيف كان الولاة يتصرفون ولا يكذبون ولا ينافقون ويعدلون حتى أن أمير المؤمنين يقتص من ابن الوالي لإبن قبطي من أهل الذمة وليس تعيين ابنه في وظيفة بآلاف مؤلفة متخطيا رقاب الآلاف من زملائه لأنه ابن رئيس جمهورية, ولم يكن في الخلافة الإسلامية أبدا استئثارا بالسلطة ولا دكتاتورية وإنما قمة الشورى "وشاورهم في الأمر", لم يكن في الخلافة الإسلامية ولن يكون أبدا قول وعمل يخالفه, لم يكن هناك أبدا مرشد لتوجيه الناس لرب العالمين لأنه لا شرك بالله فالكتاب بين أيدينا وسنة الرسول هدينا والحلال بين والحرام بين, كيف نتحدث عن العدالة والفقر والعشوائيات ونحن نتناول الطعام في أشهر المحلات الأمريكية وغيرنا جوعان ولا يجد قوت يومه ونحن مسئولون عنه أمام الله, نركب سيارات فارهة تكلف الدولة ملايين الجنيهات ونعيش في ترف ونعيم وأيام ألف ليلة وليلة ونتحدث عن الوضع الإقتصادي السئ وإفلاس مصر, اتحدى مسئول في الدولة يعلن لنا عن ميزانية رئاسة الجمهورية الحالية والرواتب والبدلات والذي منه حتى يثق الشعب في دولة الخلافة وعدلها بعيدا عن القصور الرئاسية واستراحات الرئاسة في المنتزه وفي أنحاء مصر كأنها تركة تورث منذ أيام الملكية الفاسدة والعبودية الغاشمة, لا ياحكام مصر, لن يسكت أحد بعد اليوم ولن يتحدث أحد بل اليوم عمل وغدا عمل وبعد غد تحت الأرض بعد أن نكون قد تركنا بصمة رفاهية وتقدم وسعادة لمصرنا الحبيبة التي ينبض القلب بحبها وتجري في دمائنا وأوصالنا.

أوصيكم جميعا بإبلاغ كافة الأهل والأقارب والجيران بموعدنا إنشاء الله يوم الجمعة 22 مارس عيد أمنا مصر عقب صلاة الجمعة أمام منازلنا وليس لمليونية صراخ وعويل ولطم خدود وميكروفونات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق