جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 5 مارس 2013

نريد نقيباً للصحفيين .. نريد رئيساً لكل المصريين


http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/2918
كتب : مؤنس زهيري

نقابة الصحفيين هي الإنعكاس الحقيقي لما يحدث علي أرض الوطن ..

ما حدث في انتخابات نقابة الصحفيين المصرية يوم الجمعة الماضي هو الانعكاس الحقيقي لما يحدث علي أرض الوطن .. اضطرابات و تناقضات و اعتداءات .. و هو ما دعاني إلي الربط بين نقابة الصحفيين و الوطن .. فكل منهما حالة تشبه الأخري ..

في هذه الأيام و بعد أكثر من سبعين عاماً من مولد نقابة الصحفيين اختفت النقابة في معناها وبقي مبناها .. أيضاً و بعد مرور أكثر من عامين علي ثورة الشعب اختفت مصر التي قامت بالثورة ولم يتبقَ من ذكراها إلا حوادث إزهاق الأرواح ..

اختفي النقيب واختلف أعضاء مجلس النقابة فيما بينهم .. و كذلك اختفي الرئيس فلم يظهر موضحاً شارحاً حقيقة ما يحدث في كثير من القضايا التي تشغل الرأي العام بشفافية ، وإختلف المتحاورون من أعضاء جهاز الحكم و قيادات المعارضة فتاهت المعلومات الموثقة المؤكدة ، واختلطت الحقائق مع بعضها البعض دون معرفة أين جانب الصواب و أين جانب الخطأ ..

نقابة بدأت قوية لأنها اعتمدت علي اتفاق وهدف وعمل وإخلاص ، وخلصت الآن إلي شقاق وتنافر واختلاف وتباعد وشجار .. و كذلك ثورة الوطن بدأت باتفاق علي كل استحقاقات الثورة وانتهت إلي خلافات حول كل موضوعات الثورة ..

نقابة تأسست قوية عظيمة قائدة تنقد ولا تخاف ، تهاجم ولا تجزع ، وخلصت إلي ضعف واستكانة وتقوقع وخوف وترقب .. و كذلك ثورة الوطن قامت قوية شابة تشتعل بالحيوية والنشاط وخلصت إلي ضعف واستكانة و ترقب لما سيحدث لها تنتظر مصيراً لا تعرفه ..

نقابة بدأت قتالها دفاعا عن المهنة ووجودها وتأثيرها وقوتها ، وخلصت إلي مبني حجري مصمت جامد ساكن كئيب فرت منه الحياة .. و كذلك ثورة الوطن بدأت سلمية بيضاء دفاعاً عن حق الحياة بحرية و كرامة اجتماعية ، وخلصت إلي عنف وتقاتل وشوارع مخضبة بدم شهداء من أبناء الشعب مازالوا يتساقطون حتي اليوم ..

نقابة بدأت مع الصحفي فكانت ملكاً للصحفي تدافع عن وجوده سبعين عاما ، وخلصت ضد الصحفي الذي يعتصم بمبناها فلا يجد مدافعاً عنه .. و كذلك ثورة الوطن بدأت بالشعب ومع الشعب و خلصت إلي شعب لا يجد ملاذاً يحتمي به من أعداء الداخل و الخارج ..

نقابة بدأت مكاناً للفكر والثقافة والرؤية والبصيرة للمهنة وللوطن ،وخلصت إلي مكان لتقديم الشكاوي ضد رؤساء التحرير الجبابرة .. و كذلك ثورة الوطن بدأت مكاناً لتأكيد الحق في الحريات والحياة ، وخلصت إلي مكان للحبس والاعتقال وكتابة شهادات الوفاة ..

نقابة بدأت تحمي الصحفي ليقوم بمهمته الوطنية كما يمليه عليه ضميره ، وخلصت تتوسط بين الصحفي ورئيسه حتي لا يضره في قوته .. و كذلك ثورة الوطن بدأت تحمي الوطن والشعب ، وخلصت إلي الخوف من تهديدات خارجية للوطن والشعب ..

نقابة بدأت قوية لأنها كانت مع أبنائها تحميهم فكانت ملاذاً آمناً لهم ، وخلصت ضعيفة مستكينة لأنها اعتمدت علي استجداء الموارد للحياة .. و كذلك ثورة الوطن بدأت قوية يلتف حولها أبناؤها ، وخلصت إلي تفرق وتشتت وتباغض بين نفس الأبناء ..

نقابة بدأت قوية مكاناً لوطنية الصحفيين يؤثرون في أحداث الوطن ، وخلصت مكاناً لمبيت صحفي يلوذ بها يعتصم بها من ظلم رئيسه .. و كذلك ثورة الوطن بدأت قوية عفية شابة كانت حاضنة لكل من شارك فيها و خلصت طاردة لبعض من اشتركوا فيها و قاموا بها ..

نقابة بدأت بنقيب قوي ومجلس نقابة قوي قضيتهم مهنة الصحفي وحياته ، وخلصت إلي نقيب اختفي و انزوي فغاب صوت النقابة عن الوطن .. و كذلك ثورة الوطن بدأت قوية قضيتها قضية شعب قوي ، وخلصت إلي شعب تفرق وتباعد بسبب القوي الداخلية والخارجية ، وتشعبت قضاياه وتحولت إلي قضايا شخصية هدفها المصلحة الشخصية لصاحبها وعزوته ..

نقابة بدأت بمجلس نقابة متفاهم متجانس يعزف نوتة مهنية واحدة ، وخلصت إلي مجلس متنافر مختلف متشاجر لا يتفق إلا علي خلاف .. و كذلك ثورة الوطن بدأت تغني أغنية وطنية واحدة عنوانها الشعب والوطن ، وخلصت إلي مجرد أهات ألم تعبر عن الوهن الذي أصاب كل مفاصل الوطن ..

نريد نقيباً قوياً فاعلاً خادماً أميناً علي مهنة الصحافة وأصحابها .. و كذلك نريد رئيساً قوياً فاعلاً خادماً أميناً علي الوطن وكل شعب الوطن ..

نريد نقيباً لا يحول النقابة إلي مكان لمبيت الأعضاء المظلومين المتضررين من رؤسائهم أصحاب البطش والنفوذ .. و كذلك نريد رئيساً يدرس تاريخ الوطن ويضع خطة النهوض به كما يستحق لما وراء ظهره من تاريخ وحضارة وقيمة ومكانة تشفع له أن يكون وطناً رأئداً عن حق ..

نريد نقيباً لا يحني قامة المهنة أمام رئيس الدولة أياً من كان ذلك الرئيس .. و كذلك نريد رئيساً لا يحني قامة الوطن أمام أي دولة أخري أياً ما كانت تلك الدولة ..

نريد نقيباً مع المهنة لا ضدها مع الصحفي لا مع رئيس الصحفي .. و كذلك نريد رئيساً مع الوطن والشعب لا ضده ..

نريد نقيباً يفتح باب الانتماء إلي المهنة لكل من يحبها ويخلص لها .. و كذلك نريد رئيساً يفتح باب خدمة الوطن أمام كل القوي السياسية في الوطن مناوئين و معارضين ولا يقصر فتح الباب علي فصيل بعينه ..

نريد نقيباً للصحفيين و كذلك نريد رئيساً للمصريين .. كل المصريين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق