جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 2 مارس 2013

نزيف حاد فى جسد السياسة !!


http://elraees.com/index.php/mian/writers/item/2773
همسة صدق

حنان خيرى

وسط الاضطرابات التى نعيشها فى هذه المرحلة الفارقة الصعبة بعد ثورة أدت إلى تحولات كبرى مثلها مثل التحولات التى تحدث بعد الثورات عبر التاريخ ومن ثم مصر تمر بمنعطفات حاسمة خلال هذه المرحلة ؛ فالرؤية السياسية ممتلئة بالكثير من التفاصيل .. محاكمات .. فوضى مليونيات .. غضب .. شك واتهامات بين
جميع الأطراف ..المهم أنها كارثة تهدم وطنا ؛ فعندما يصاب جسد السياسة بجروح دامية تؤدي إلى نزيف حاد يترتب عليه دخولها فى غيبوبة قد تنتهى بالموت !

فلابد أن نكون على يقين بأن المشكلة عميقة وصعبة حيث إن الرؤى أصبحت تائهة بين المصريين والأسباب كامنة بداخل الثوار ..البسطاء.. المثقفين ..الأغنياء ..الفقراء ..الإسلاميين ..اللبراليين ..وغير ذلك من الانقسامات التى لاتعرف إلا الشك والقلق والالتباس والصورة تحولت فى النفوس والعقول إلى ملامح مطموسة لاتدرى بما سوف نعيشه فى المستقبل !! وبالتالى لم نعد نستطيع أن نتعرف على ما يحدث من حولنا بهدوء لكى نصل إلى لغة الحوار الذى نتفق عليه لنصل إلى حلول إيجابية تنقذ السياسة من أياد تصر على استمرار النزيف حتى الموت ، وتتصور أنها ستكون الوريث الوحيد لوضع دستور خاص بالخلافة التى تعرفها الجماعة منذ نشأتها فى ظروف قاسية أى منذ ميلادها وهى لم تجد الأب الذى يعترف بها لتعيش مثل الآخرين فى النور ومن هنا تكوَّن بداخلهم الجمود والكراهية وعدم الاعتراف بمن ليس منهم حيث إنهم يكنون فى نفوسهم السيطرة والانتقام لأنفسهم من الظلام الذى عاشوا فيه ولم يعرفوا النور طوال حياتهم ..

فهل من ذاق العذاب بسبب عدم الاعتراف به يكون سوياً فى تكوينه النفسى وعلاقاته الاجتماعية مع من ليس مثله ؟؟ وهل هذه الشخصية التى تم مسح فكرها ليتبدل بفكرجماعة يكون صاحب قراره....وهل يتحمل مسؤلية قرارسياسى دون التأثير عليه من جماعته كما نشأ !!؟؟ ومن هنا لم يعد أمامنا سوى تفهم الأمور بوضوح ونعمل جاهدين على تحليل سليم للأمور ، وتاريخهم سيجعلنا نقف على أرضية سياسية ثابتة وليست هشَّة ضعيفة تنهار بالجميع .. وأتمنى أن نكون على وعى ويقين بأن انهيار البيت يكون بسبب ضعف أهله وجهلهم .. أما البيت القوى الثابت فلا يستطيع أحد اقتحامه أو التمكن منه ..ولذلك علينا أن نعود لصوابنا كمصريين وننقذ بلدنا مما يحدث اليوم !! فالوضع الحالى مشحون بالعبثية والتخبط بين كافة الجهات ..

وهذه الصورة القاتمة تبث بداخلنا شعور سلبي ومصدره الخوف من "الخراب" السياسي والاجتماعي فلابد أن نسعى بكل ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا أن نعبر هذا النفق المظلم المرعب !! فمن المؤكد أن الشخصية المصرية السوية إيجابية وليست سلبية وترفض الخنوع وتأليه الحاكم وتميل إلى النكتة والمواجهة وهذا كان واضحاً فى ثورة 25 يناير ؛ فكانت صورة المصريين رائعة وسمات شخصياتهم تميزت بالحب والولاء والانتماء والترابط والتعاون والتآلف والتعاطف .. فهذه الصفات كانت مكبوتة بداخلهم بسبب السيطرة والظلم ولكنها عادت أكثر قوة وثباتاً وأصالة .. ولذلك لم يسمحوا بالممارسات التى كانت فى العهد السابق ، ولكن ستعود روح الثورة ويتفقون على الإصلاح فى ظل سياسة ناضجة سوية .. الخلاصة مصر والمصريون يفهمون دينهم جيداً ومتدينون بطبيعتهم وليسوا بحاجة لأشخاص لكي يفهموهم الدين ولكنهم يريدون تطبيق مبادئ الدين وقيمه السمحاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق