جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الاثنين، 4 مارس 2013

سر الليل !


http://elraees.com/index.php/mian/writers/item/2812
عمار يا مصر

سر الليل  !

بقلم : محمد يوسف العزيزى
mohamedalazizi@yahoo.com

جماعة الإخوان منذ نشأت فى عشرينيات القرن الماضى..و هى تعمل معظم الوقت تحت الارض..هكذا اختارت أن يكون منهجها..وقد يكون ذلك مقبولا عند النشأة أو فى طور التكوبن..لكن العمل استمر سرا..فتحولت الجماعة إلى تنظيم مغلق على أعضائه وهذا الانغلاق استلزم بالضرورة أن تتصرف الجماعة وفق منهج السرية وعدم الإفصاح وانتهاج أسلوب الإنكار على طول الخط إذا انكشف عمل من أعمال أو تصرفت الجماعة تصرفا خاطئا..فيبدأ رد الفعل بالتبرير المفضوح على كل مسؤل فى الجماعة بكلمات محددة ونغمة واحدة أو بالإنكار بثبات دون تراجع وفى أضعف الإيمان إلقاء المسؤلية على صاحب الرأس أو مرتكب الفعل الخطأ.

هذه السرية التى فرضها تنظيم الإخوان على نفسه جعلته متخوفا من الآخرـدائماـ أن يدخل عالمه أو يعرف أسراره..حتى أصبحت السرية منهجا لا يملكون الخروج عنه تحت أى ظرف لأنه صار جزءاً من العقيدة التى يدينون بها وتحول الانغلاق على أفراد الجماعة إلى فقه يسيرون به..فهم كما صرحوا لا يتزوجون أو يزوجون إلا من داخل الجماعة خشية اختراقها..رغم أنها تسعى لاختراق كل شئ فى الوطن!

العمل السرى للجماعة أفقدها القدرة على التكيف مع الحياة فى ضوء النهار..و كأن النهار يكشف سرهم أو يفضح عوراتهم رغم أنهم كانوا دائما يهتكون ستر غيرهم..حتى تمكنوا ليس عن نضال حقيقى لصالح الوطن و أمنه و رفاهيته..لكن من أجل الجماعة و التنظيم الدولى للإخوان..وهم حتى هذه اللحظة لا يعترفون بحدود للوطن أو بمصر الوطنية..هم يعتقدون فقط فى الأمة الإسلامية والخلافة التى لا يمكن أن تتحقق فى هذا الزمان بعد زوال عرش الخلافة العثمانية التى انتشر فيها الفساد حتى سقطت..والعيب هذا ليس بالقطع والتأكيد فى الإسلام كدين وعقيدة..لكن العيب بالقطع والتأكيد أيضا فى المسلمين والإسلاميين الذين يفتقرون للرؤية الواضحة التى تدعو للتطور والعمل من أجل رفاهية البشر ومن بينهم المسلمين.

لذلك ورغم وصول الإخوان للسلطة..أظنهم حتى الآن لا يصدقون أنهم يحكمون و يبدو أنهم يعيشون حلم الحكم رغم أنه تحقق ولذلك مازالت السرية والتبرير والإنكار والإقصاء يحكم أفعالهم وردود أفعالهم..لأن القضية عندهم هى فقدان الثقة فى الآخر حتى وإن كان ينتمى للتيار الإسلامى من حيث المنهج السياسى..لأننا جميعا مسلمون ولا يستطيع أحد كائنا من كان أن ينكر علينا إسلامنا ومصريتنا ووطنيتنا إلا أنهم هم من يفعلون ذلك! لأنهم يتصورون الغير دائما غير مسلم أو أن الغير من عجينة غير عجينتهم وهذا ما سببه الانغلاق والسرية التى عاشوا فيها منذ النشأة!

من أجل ذلك رأينا وتابعنا منذ تولى الإخوان سدة الحكم كيف تصدر قراراتهم ومتى تصدر..و رأينا حجم التردد والتوترالذى يصاحب إصدار القرارات..ورأينا كيف يطلقون بالونات الاختبار قبل كل قرار لجس النبض ومع ذلك لا يفهمون ردود الأفعال أو الرسائل التى ترتد إليهم ويصرون على إصدار قوانين وتصريحات دائماً تخلق المشاكل وتزيد الطينة بلة.
الأمثلة على ذلك كثيرة وكلها تقريباً كانت تحدث ليلاً أو كان يعقبها يوم أجازة..أو كانت تصدر وتنشر فى الجريدة الرسمية قبل الإعلان عنها..باختصار تحولت كل القرارات والقوانين والتصريحات التى تصدر عن الرئاسة أو حزب الحرية والعدالة إلى أشياء تدخل فى إطار السرية التامة رغم أنها كلها فى إطار العلنية بحكم ارتباطها بالشعب والمواطن فى كل مكان وبحكم أنها من أعمال الرئاسة وإدارة الوطن.

حولت الجماعة ممثلة فى الرئيس حكم البلاد الى عمل سرى لأن هذا النمط هو ما تملكه الجماعة وما تعودت عليه..فقد صدر الإعلان الدستورى الكارثة ليلاً وقبل الإعلان عنه رسمياً..وتم تكليف الفريق أول عبد الفتاح السيسى قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع فى سرية تامة أعلن عنها بعد ذلك وبعد إقصاء طنطاوى وعنان من المجلس العسكرى..وصدر قانون ضريبة المبيعات ليلاً وتم الرجوع عنه فى صباح اليوم التالى بعد الاعتراض عليه!! والغريب أن الجميع تبرأ منه وغسل يديه منه بمجرد تجميده خوفاً من تأثر شعبية الإخوان..واعتماد قانون الانتخابات بعد تعديله فى الشورى ثم الإعلان عن ذلك فى اليوم التالى..و ..و ..أخيراً  ًكان حوار الرئيس الذى أذيع فى الثانية بعد منتصف الليل وامتد حتى الرابعة فجراً رغم أنه كان مسجلاً قبل ذلك!! وبصرف النظر عن ملابسات الحوار وما تم فيه وعليه من مونتاج أساء إلى مؤسسة الرئاسة التى تحكم شعباً صار واعياً فى مثل هذه المواقف إلا أنه أذيع ليلاً ايضاً.

الحقيقة العارية أن الجماعة والرئاسة تخاف من النور لأنها تعودت على العمل تحت جنح الظلام وفى سرية تامة..ويبدو أنه مطلوب وبشدة أن يقول أحد للجماعة وللرئاسة أنهم يحكمون الآن الوطن ولم يعد هناك مبرر او سبباً للسرية أو الانغلاق خصوصاً بعد أن أصبح للجماعة ذراعاً طويلاً تعمل فى العلن السياسى اسمها حزب الحرية والعدالة التى بفضلها تلفظ الحرية أنفاسها وتغيب العدالة فى حضورها.

والحقيقة المرة أن هناك قناعات لدى الرئيس والجماعة لن تتغير..فقد قال الرئيس فى حواره إنه لا لزوم للمعارضة..إننا جميعاً نريد ان ننتقل وأن كل من يطالب بحقه بشكل سلمى على العين والرأس يقول ما يشاء!!..وأنا أقول له : يا "سيادة الرئيس قالها مبارك من قبل"قولوا ما تشاؤون ونحن سوف نفعل ما نريد!!.

ها هناك طريقة تؤدى الى تحقيق المطالب والأهداف بدون ضغط أو احتجاج مستمر طالما أن الرئاسة والسلطة لا تستجيب؟!..إذا كانت هناك طريقة أو أن سيادتك سوف تستجيب..قل لنا متى؟!

الرئاسة والجماعة لا تؤمن بالديموقراطية..لأنها لو كانت تؤمن بها لاحترمت دور المعارضة واعتبرتها شريكاً فى الحكم!!لكن هذه هى سياسة الجماعة التى مازالت متشرنقة لا ترى غير ما تراه..ولا تسعى اإا لتحيق مصالح الجماعة والتنظيم الدولى لأن الجماعة فى مصر هى الأم!!
"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا "
صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق