جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الجمعة، 1 مارس 2013

حوار الشتائم والمولوتوف


http://elraees.com/index.php/mian/2013-02-26-21-02-37/item/2744
بقلم : حسين مرسي

الحالة السياسة الآن والمشهد السياسي يدعوان للحسرة والعجب على حال المصريين وحال رجال السياسة والنخبة والمثقفين .. بل على حال كل المصريين.
نعم حال المصريين الآن أصبح لا يسر عدوا ولا حبيبا .. وإن كان العدو المتربص هو المنتفع الأول من الحالة التى وصلنا إليها الآن من تشتت وخلاف وتشرذم .. لقد أصبحنا فى حالة غير مسبوقة من الكراهية لبعضنا البعض ومحاولات تشويه الآخر طالما أنه لايتفق معى فى الفكر أو الاتجاه أو الانتماء السياسي .. فإذا لم تكن معى فأنت ضدى وإذا كنت ضدى فأنت بكل تأكيد عدوى اللدود الذى يجب القضاء عليه بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة والتشويه والردح السياسي على الفضائيات وعلى صفحات الصحف
وأنا شخصيا تعرضت فى الفترة الماضية للعديد من الهجوم بسبب بعض كتاباتى التى اعتبرها البعض دفاعا عن الإخوان المسلمين بل إن البعض قرر مسبقا أنى أصبحت من جماعة الإخوان قلبا وقالبا .. بل إن بعض أصدقائى المقربين الذين يعرفونى أكثر من غيرى وجهوا لى نفس الاتهام بل إن البعض منهم قاطعنى لمجرد أنى كتبت كلاما لايوافق هو عليه أو يخالفه فكريا
ورغم ان الانتماء إلى أى جماعة أو فصيل ليس تهمة حتى أنفيها عن نفسي أو يوجهها لى أحد لأن هذا الأمر يخصنى وحدى فى أن أقتنع بأى فكر قد يختلف أو لا يعجب البعض فهذه هى حرية الرأى التى كانت من أول مطالب الثورة .. إلا أننى لا أنتمى إلى أى فصيل سياسي أو فكرى حتى الآن وسأظل هكذا وكل ما أكتبه وأنشره منذ سنوات طويلة نابع من قناعاتى الشخصية فقط وليس دون توجيه أو ضغط من فرد أو جهة .. ولو كنت ممن يفعلون هذا لكان الحال الآن غير الحال ولكنت الآن ضمن كتائب تظهر على الفضائيات وتنتشر فى الصحف انتشار النار فى الهشيم
كانت كتاباتى كلها أثناء النظام السابق تهاجم الكثير من رموز النظام مثل بطرس غالى ونظيف وغيرهما من المسئولين .. فقد كنت أرفض ما يستحق الرفض وأهاجم ما يستحق الهجوم ..كنا نشيد بما يستحق الإشادة ونرفض غير ذلك وأعتقد أن هذا هو الحياد والموضوعية التى يطالب بها البعض الآن
أما الإخوان المسلمون فقد كتبت ضدهم فى مواقف كثيرة وهاجمت الرئيس مرسي عندما أصدر قراراته بالعفو الشامل عن العديد ممن صدر ضدهم أحكام فى قضايا سياسية وجنائية .. وهاجمته فى موضوع من أخطر ما واجه مصر بعد الثورة وهو موضوع أنفاق غزة التى تهدد أمن مصر القومى .. وهاجمته عندما أصدر قرارا بضم بعض قتلى عمليات اقتحام السجون والهجوم على الشرطة والجيش إلى شهداء الثورة .. وهاجمت الحكومة ونقدتها نقدا لاذعا فى مقال بعنوان "حكومة تحت التمرين" ..
وعندما كتبت مؤيدا للرئيس مرسي فى بعض قراراته التى رأيت لأنها تصحيح لوضع خاطئ من وجهة نظرى هاجمنى البعض واتهمونى أنى أصبحت من الإخوان بل إن بعض الأصدقاء المقربين قالها صريحة إن الإخوان "اشترونى " وإذا كان هذا هو الحال بين الأصدقاء فكيف يكون بيننا كشعب أصبح يسعى للخلاف قبل أن يبحث عن نقاط الاتفاق والتلاقى
أصبحنا نبحث عن نقاط الخلاف لنؤججها ونشعلها .. ونختلف لمجرد الاختلاف ونرفض الآخر لمجرد خلافه معنا فى الرأى .. ونسعى لتشويه الآخرين لمجرد انهم قالوا مألايعجبنا أو ما لا يتفق مع توجهاتنا او على الأصح مع مصالحنا وما سيعود علينا من فائدة
هذا هو باختصار الوضع فى مصر الآن .. اختلف معى وسأقتلك وإن لم يكن قتلا صريحا فهو قتل معنوى .. وإما ان ترى ما أرى وتقول ما أقول وتكتب ما أريد وإلا فالويل كل الويل لك .. وهنا تصبح أنت العميل والخائن للوطن والرافض للثورة والخائن لدماء الشهداء .. هذه العبارة التى فقدت معناها ومضمونها وأصبحت مقولة حق يراد به باطل بعد أن أصبح الشهداء على كل شكل ولون فى حين أن الشهداء الحقيقيين لايهتم بهم أحد
للأسف أصبحنا فى عصر نرفض فيه الحوار ونرفض فيه الآخر أيا كان حتى ولو كان من نفس دينى وليس من دين آخر .. أصبحنا نتهم الآخرين ونتطاول عليهم لمجرد الخلاف فى الرأى الذى يفترض فيه كما تعودنا دائما أنه لايفسد للود قضية .. فأصبحت القضية الآن هى الخلاف أولا والاتهامات والسباب أولا ..والتطاول والتلفيق والكذب أولا .. والضرب والحرق أحيانا بل غالبا أولا .. ثم بعد كل هذا يأتى الود أو لا يأتى ويكون الحوار أو لايكون فهذا لايهم .. المهم والأهم هو أن يكون الصوت العالى هو وسيلة الحوار ويكون الاتهام بالعمالة والخيانة هو مضمون الحوار .. وأن يكون السباب والشتم هو لغة الحوار .. ولا مانع فى النهاية من الوصول للمولوتوف والخرطوش والرصاص الحى إذا احتاج الأمر
أقول كل هذا مع احترامى لكل الفصائل السياسية والحزبية التى اتفق معها او أختلف لأنى فى النهاية لاأكتب إلا ما أراه وأعتقده صوابا دون توجيه من أحد فنحن نقيم الأحداث والمواقف كل حسب حالته وليس حسب شخصية من فعل الحدث أو انتمائه فإذا اخطأ الرئيس قلنا له أنت مخطئ وإذا أصاب نقول له أنت على حق ..أما الرافضون دائما والواقفون على خط العصيان بشكل دائم اعتقادا منهم أن المعارضة هى الرفض الدائم وبلا تراجع فهم وما يعتقدون ونحن وما نعتقد .. وفى النهاية نحن مع الحق والصواب فقط فإذا أصاب الحاكم أيدناه وإذا أخطأ قومناه كما قال أبو الصديق رضى الله عنه .. فلسنا من نوعية المؤيدين على طول الخط أو الرافضين على طول الخط ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق