جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 9 مارس 2013

من نقد الحكام إلى التطاول على رموز الإسلام


http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/3030
(وإن عدتم عدنا)

بقلم المهندس : عبد الحليم نصر

توالت مقالات أخي أ. موسى حال بالنقد اللاذع لشخصية سيدنا عثمان ابن عفان وسياسته ، حتى بلغ به مبلغ الجور إلى أن ( ضرب به المثل في استبداد الحكام ،ووصفه بأنه ضعيفأ وكان فوق ضعفه سئ التصرف فى أدارته للدوله الأسلاميه ، وهو أول من أرسى مبدأ هيمنة العصبيه والأهل والعشيره ،و أساء التصرف فى تعيين الولاه وإنفاق الأموال الكثيره لمشيئه بنى أمية ،وأنه أتجه إلى التنكيل بالمعارضه بمختلف أنواع التنكيل وأن الرأى الذى يأخذه عثمان موجه من مروان ابن الحكم الذي يوجهه معاوية رضي الله ، ملمحا بكونه ألعوبة في يد الآخرين) مما أبدى استيائه من طريقته ورفضه لسياسة خلافته
وترجيح خيانته لأمانة الحكم وما بقي له إلا الانقياد وراء غلاة الشيعة الذين يصفون عثمان رضي الله عنه ليس بالخيانة، أو النفاق، بل بالكفر صراحة دون أي نوع من المواربة، ومثله أبو بكر وعمر أيضا، فأني يؤفكون .

فعندما قرأت كلامه لحقتني روعة، وملكتني لوعة. ، ورأيت من مقاله ما أوحش جناب الأنس، وأراني الظلمة في مطلع الشمس ، فهو من حيث لا يدري كذب الله وكذب رسوله وكذب إجماع أمة الإسلام ، وسيأتي في بيان ذلك الكلام، ووالله لوكان غيره ، لظنناه تطرف في التشيع ويتخذ التقية ، ولكنا نعرفه ونسبر خبره وهو ليس كذلك .
ولكننا قوم كما يعرفنا ، والحمد لله في الذب عن محارم الله ، لساننا يغيض البحور. ويفلق الصخور. ويسمع الصم، ويستنزل العصم، لا تناله حبسة، ولا ترتهنه لكنة، ولا تتمشى في خطابنا رتة، ولا تتسلط على حوارتنا فترة، ولا يتحيف بياننا عجمة، ولا يعترض لساننا عقدة ،ذلك بأقلام جمة المحاسن، بعيدة عن المطاعن. تعاصي الكاسر المعاصر، فتمانع الغامز القاصر، تشابه الحرير في ألوانها، وتضاهي الذهب في لمعانها .

ومع أن هذا النقض والنقد لمقام ذي النورين ، ما أظنني ابتدأته، حتى اختمته، ولا افتتحته حتى استتمته،، ولا لمحته، حتى استوفيته، ولا نشرته، حتى طويته، ولم أبدأ به حتى استكمل، وقارب الآخر الأول ، منتقص الأطراف، متقطع الأكناف، أبتر الجوارح، مضطرب الجوانح، فلا أرى منه إلا هباء منثورا، وهواء منشورا ، فهو شنشة نعرفها من أخزم العاق، وعادة أهل الحقد والنفاق ، ولكن مقدار كاتبه عندي جليل ، وقدره في نفسي كبير فهممت أن أآثر السلامة، ولكن دعاني داعي الدفاع عن مقام سيدنا عثمان من النهش في سيرته العطرة ، والنيل من سياسته النيرة ، فتمثلت بقول الشاعر:

فتلك خطوب من يغب عن غمارها * ليَسلم ، يقرع بعدها سنَّ نادم

ولإضافة شيء من التشويق أقول : إنها عشرون فرية افتراها مبغضو سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه ، وإن كان القاريء متعجلا لباقي الحلقات فليدخل على أصلها على الإنترنت ويترك هذا التلخيص المقتضب والمتقطع حرصا على أعمارنا من الضياع فإني أظنه تلقاه عن كاتب شيعي متطرف اسمه رائف محمد الويشى ،فإن الخرس أحسن من كلامه، والعي أبلغ من بيانه. خاطره ينبو، وقلمه يكبو، يسهو ويغلط، ويخطئ ويسقط ، ضيق المضطرب، سيء المنقلب. كأنه تعريض متحرز، أو توقيع مبرز ، فسمى حلقته ( (ولاية عثمان وسيطرة أبناء الطلقاء) فليبحث عنها من يريد وسيجد كلاما بمثله يتسلى الأخرس عن بكمه، ويفرح الأصم بصممه. وبمثل ذلك الكلام رزق الصمت المحبة، وأعطي الإنصات الفضيلة ، تنبو عن قبوله لطباع، وتتجافى عن استماعه الأسماع ، وألفاظه تنبو عنها الآذان فتمجها، وتنكرها الطباع فتزجها، فلا يرفع السمع له حجاباً، ولا يفتح القلب لوفده باباً .

وقد آن أن أشرع فيما قصدته على النحو الذي أردته فأقول : نستطيع إجمال الطعون التي اتخذها أستاذنا الحبيب ذريعة لرفض منهجة إلى خمسة تهم :

1- عزل المغير بن شعبه عن الكوفه ، وتولية سعد بن أبى وقاص مكانه ، ثم عزل سعد وتولية الوليد بن عقبة مكانه لكونه أخاه من أمه ، واستدل على عدم صلاحيته للولاية بأنه صلى ذات مره صلاه الصبح وهو سكران فعزله عثمان رضي الله عنه على غير إرادته وانصياعا للرأي العام ، وولى مكانه سعيد بن العاص واعترض بأنه شاب لا تجارب له فى السياسه .

2- عزل ابو موسى الأشعرى عن ولاية البصره وولى مكانه عبد الله بن عامر وهو بن خال عثمان بن عفان وكان لهذا العبد لله من العمر 25 سنه .

3- عزل عمرو بن العاص وولى مكانه عبد الله بن أبى صرح وهو أخاه من الرضاعه .

4- تولية معاويه بن ابى سفيان على الشام ، ومروان بن الحكم كاتبا خاصأ له .

5- تنكيله بأبي ذر الغفارى حيث نفاه الى الربذة .

وبعد تلخيص ما تم زوبعته وفرز ما تمت صنيعته فقد جاء دورنا في الذب عن مقام الصحابة ، فنحن في هذا الأمر والحمد لله لنا يد كأنها ظئر البلاغة، وأم الكتابة، وضرة الريح، وكأن أناملنا الرياح، وخواطرنا البحار. سريعة البنان، بديعة البيان. لا أحبس عنان قلمي، حتى أنثر الدر في كلمي، أخف من حسوة طائر، ولمعة بارق، وخلسة سارق ، بخاطر كالبرق أو أسرع لمعا، والسيف أو أحد قطعا، والماء أو أسلس جريا، والفلك أو أقوم هديا،بفضل من يقول للشيء كن فيكون ، فأقول والله خير مسؤول : رد هذا الافتراء والمراء يكون إجمالا وتفصيلا :

أما الإجمال: فإن خلافة ذي النورين على منهاج النبوة بأدلة القرآن والسنة والإجماع ، والطعن فيها طعن في منهاج النبوة من حيث لا تدري لعدة نقاط وهي:

1- فقد رأيت أنت طريق حكم ذي النورين مستبد وقد رآه رب العالمين صراطا مستقيما وهديا عظيما ، فقد روى الثقات الأثبات عن ترجمان القرآن وحبر الأمة عبدالله ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]. قال: هو عثمان بن عفان . فقد وصفه الله بأن أمره العدل وصراطه المستقيم  ووصفته أنت بالمستبد الضعيف .

2- ولقد رأيت أنت ذي النورين قد أساء التصرف فى تعيين الولاه ، وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تصرفات حكمه على الهدى وهو طريق الحق ؛ فقد روى الثقات عن أبي الأشعث الصنعاني أَنَّ خُطَبَاءَ قَامَتْ بِالشَّامِ وَفِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلاَ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُمْتُ، وَذَكَرَ الْفِتَنَ، فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى. فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ”.

فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في حكمه على هدى ورأيته أنت سيء التصرف في الحكم ، ووقعت في ذم خلق أشبه الناس خلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد روى الثقات عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي، “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته رقية، وهي تغسل رأس عثمان فقال: يَا بُنَيَّةُ، أَحْسِنِي إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ أَشْبَهُ أَصْحَابِي بِي خُلُقًا”. ومع ذلك فقد ضممته أنت إلى أخلاق الخائنين لمحكوميهم .

3- وقد رأيت أنت ولايته غير راشدة لأنه أتجه إلى التنكيل بالمعارضه بمختلف أنواع التنكيل ورأي إجماع الأمه أن خلافته راشده لكونه ثالث الخلفاء الراشدين بالإجماع ،فقد جاء في كتاب الإجماع (أجمع سبعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين والسلف وفقهاء الأمصار على أن السُنة التى مات عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها الرضاء بقضاء الله وقدرة – إلى أن قالو - وأفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على بن ابى طالب رضى الله عنهم أجمعين ) وللحديث الذي رواه أساطين المحدثين وصححوه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة .

فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت . إلى آخر الحديث ولذلك أجمعت الأمة على رشد خلافة ذي النورين لكونها على منهاج النبوة ؛ فوصفوه بالرشد ووصفته بأنه موجه من غيره له أهداف عصبية قبلية
وبعد أن تطرقنا إلى بيان معارضة مقالكم للقرآن والسنة والإجماع .

فلابد لنا من نقده تفصيلا ولكن المجال لا يسمح الآن فنرجئه إلى رسالة أخرى نستفيض فيها في رد هذه التهم الباطلة والعلل الفاشلة ، بإذن الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق