جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 5 مارس 2013

الأولتراس .. استعراض قوة .. أم بلطجة ؟!


http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/2882
بقلم : حسين مرسى

الأولتراس يقطع طريق صلاح سالم .. الأولتراس يقطع كوبرى 6 أكتوبر .. الأولتراس يقطع خط المترو .. الأولتراس يغلق البنك المركزى ويمنع الموظفين من الدخول .. الأولتراس يقطع .. الأولتراس يحرق .. الأولتراس يمنع .. هكذا أصبح الأولتراس فى مصر دولة داخل الدولة وقوة فوق القوة ونظاما فوق النظام وحكما فوق الحكم .. وقل عنه ما تشاء إلى ما تشاء

ما فعله الأولتراس فى أيام سابقة علقوا عليه بقولهم إنه مجرد إنذار فقط لما يمكن أن يحدث يوم 9 /3 يوم صدور الحكم على المتهمين فى مجزرة ستاد بورسعيد رغم أن الحكم الصادر فى 26 يناير كان فى صالح الأولتراس وهو ما أشعل نيران لم تنطفئ فى بورسعيد حتى الآن .. فهل يبدو أن القضاء سيغير من موقفه ويحكم حكما يخالف ضمير القاضى ..

ولنفرض أن المحكمة رأت أن المتهمين الباقين ليسوا مدانين وأن التحقيقات برأتهم من التهم الموجهة إليهم .. وبالتالى فمن الضرورى أن تحكم المحكمة بالبراءة .. فهل فى هذه الحالة سيحرق الأولتراس مصر لمجرد أن الحكم ليس عالى مزاجه

أقولها بكل صدق إن الحالة المتردية للأمن فى مصر أصبحت تثير داخلى مشاعر من القلق والخوف على مصر ومستقبل مصر خاصة مع وجود مثل هذه العناصر التى لاتدرك معنى الوطن ولا التضحية من اجل الوطن وكل ما يهمها هو حق تسعى للحصول عليه سواء كان بالحق أو بالباطل ولا يهم بعدها ماذا يحدث .. فمن ضمن التهديدات والشعارات التى أصبحت تملأ جدران مصر وشوارعها وجدت عبارة أثارت داخلى حالة من "القرف" من كاتبى هذه الشعارات .. العبارة تقول " عمار يا دماغى خراب يابلادى " .. نعم وبكل بجاحة يعلنها كاتب هذه الرسالة فكل ما يهمه هو دماغه ومزاجه وليذهب الوطن إلى الجحيم .. كل ما يعنيه فى الأمر هو أن تكون دماغه معدولة بالمزاج العالى ولا يهم بعدها أن تحترق البلد على من فيها ولايهم بعدها أن تضيع مصر ولا أن تقع تحت سيطرة جهات معادية أو يتم تقسيمها أو التدخل فى شئونها الداخلية من دول أخرى .. لايهم أن ينهار الاقتصاد المنهار أصلا حتى حل الخراب ووطد أركانه فى المحروسة أو بالأصح التى كانت محروسة ولم تعد كذلك بسبب رعونة أبنائها وطيش شبابها
أصبحت مصر الآن تحت حكم الأولتراس هكذا وبكل صراحة وبكل بساطة أيضا وهذا الكلام حقيقة لالبس فيها ولا يمكن لأحد أن ينكرها وإلا فما معنى ما يحدث من فوضى يدعمها بعض الكبار ويدفعون الصغار لإشعال الفتنة حتى يصلوا هم لأهدافهم الخبيثة .. وإن كانوا بالطبع يدركون أن الفوضى الت نتجت وتنتج عما يحدث من انفلات وعشوائية وضياع لن يكون من السهل أبدا القضاء عليها فى وقت قصير وإلا فهم واهمون

نعم هناك من يحرك الأحداث ويستغل شبابا صغيرا ويغرر به ولا أعتقد أن الأمر هنا له علاقة بثوار أو غير ثوار ولا بسلمية وغير سلمية .. الأمر ياسادة أخطر وأعقد أن النتائج ستكون كارثية

انظروا لما حدث فى العراق هذه الدولة التى لايزيد عدد سكانها على عشرين مليونا .. ولكنها وصلت إلى حالة من الانقسام والتفتت والتشرذم بشكل غير مسبوق حتى انتهت كدولة كان لها ثقلها وجيشها الذى كان يخشاه الكثيرون حتى أصبحت الآن مسخا بلا جيش ولا شرطة ومازالت الفوضى تضربها ليل نهار وما زال القتلى يتساقطون يوميا هناك بلا طائل فلا أنت عرفت القاتل ولا أنت عرفت القتيل حتى أصبح الشعب كله ضحية

هذا يحدث فى دولة لايصل تعدادها إلى ربع تعداد مصر ولا مساحتها فما بالكم لو حدث هذا فى مصر .. وما بالكم لو زادت الفوضى والانفلات الأمنى عما نحن فيه الآن ؟ هل تعتقدون أن العبث بمصير تسعين مليون مصرى أمر بسيط وهل تعتقدون أن الأمر سيكون كالعراق مثلا .. الأمر بالطبع سيكون أسوأ .. ومن كتب اليوم فخورا بدماغه العالى العامر بالمخدرات سيكون أول من يدفع الثمن لأنه سيكون وقتها أدى دوره المطلوب منه وينتهى أمره

إن العنف الذى يحكم مصر لابد وأن ينتهى بأى شكل .. فليس هناك ما يمكن أن يصبر عليه الشعب بعد الآن .. ولو ثار الشعب على مرتكبى الفوضى والعبث بمصر أمنها ومستقبلها فالنتيجة لن تكون على هوى من سعوا لتدمير مصر وشعبها فالشعب لن يرحم من يسعى لتدميره .. ولو كان البعض يعتقد أن المصريين من صفاتهم الصبر والصمت فهو مخطئ فالصبر له حدود والصمت له نهاية والنهاية ستكون مؤلمة بلا شك

الأولتراس ليس فوق القانون وإذا كان البعض يعتقد أن مصر ليس بها قانون الآن فغدا لن يكون على هواه .. لأن مرحلة اللادولة التى نعيشها الآن لن تستمر وسيكون هناك نهاية قريبة لكل ما يجرى على الساحة من عبث سواء من بعض لاعبى السيرك السياسي الذين يهدفون لمصالحهم الشخصية فقط ولتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم .. أو عن طريق من يستغلهم هؤلاء الساسة المدعين من شباب صغير لايدرك ما يفعل بمصر وشعبها

كلمة أخيرة أقولها لمن ينفخون فى النار لتزيد وتحرق الأخضر واليابس : التاريخ لن يرحمكم وساعتها ستكونوا مجرد ذكرى فى مزبلة التاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق