جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الاثنين، 18 مارس 2013

رسالة مفتوحة من عبد الله نصار إلى رئيس تحرير الجمهورية


http://www.elraees.com/index.php/mian/opinions/item/3325
من عبد الله نصار إلى سيد عبد العظيم البابلى
هذه هى الرسالة الثالثة
الأولى أرسلت لكم فى مظروف مغلق حول المضايقات والرذالات التى تعرض لها مقالى منذ تكليفكم برئاسة التحرير فى ظروف هى الأسوأ فى تاريخ الصحافة المصرية على الإطلاق
الثانية- هو اتصال هاتفى منكم بعد اتصالى بكم ولم ترد وفوجئت بأنك تطلبنى وتستفسر عن صاحب الرقم رغم أنك لم تتوقف من قبل عن الاتصال بى
إما للشكوى من ظروف ومضايقات تعانى منها بعد هبوطك من رحلة البحرين الطويلة أو طلب مساعدة لشقيقك وقد تم إنجازها له منذ عامين ومد خدمته فى إحدى الشركات الصناعية رغم أن هذا نادر جدا ولايحدث وتم والحمد لله يعنى رقمى معروف ولكنها المرواغة
المهم
طلبت منى الاختيار بين الكتابة فى العدد الأسبوعى أو الكتابة اليومية لمقالى "تساؤلات" الذى لم يسخّر لمنفعة أو طلبا منذ عام 1980 ووافقت على التفرغ للكتابة اليومية وبخاصة أننى ومنذ أول نوفمبر 2012 أكتب متطوعا وبدون أجر بعد انتهاء عقد الاستعانة لبلوغى الستين عاما
وبرغم هذا فإن مقالاتى تتعرض للحذف والإلغاء دون إخطار أو تو ضيح
وبرغم أن فى الجريدة والمؤسسة زملاء تجاوزت أعمارهم السبعين عاما ويتم الاستعانة بهم وليس بينهم كاتب مقال يومى أو من أضاف للجمهورية ودار التحرير مثلى ولكن هذا ما يجرى فى ظل أوضاع مقلوبة وتصفية حسابات لا أدرى أننى أسات لك أو لغيرك يوما وحسبنا الله ونعم الوكيل اا
ووافقت على الاستمرار فى الكتابة متطوعا لصحيفة اعطيتها 37 عاما من عمرى الصحفى ولم أغادرها إلى مكان آخر وبرغم العروض والإغراءات التى لم يكن من بينها العمل موظفا بالمراسم أو التشهيلات أو توصيل الزوار من الأبواب إلى المصاعد وغيرها ولكنها أعمال صحفية بامتياز وأحتفظ بها الآن ولا أشعر بالندم على رفضها ولم أحصد أموالا ولكنى حافظت على كرامتى برغم الخسائر المادية ولكن لاقيمة لها أمام الكرامة والاحترام .. وأن تظل مرفوع الرأس ولاتركع إلا لله
ولن أخوض فى التاريخ لأنك تدرك أننى أحتفظ بذاكرة موثقة لكل شئ وأعرفك جيداً وأعرف عنك ما لايعرفه غيرى ولكن يمنعنى الأدب والحياء من الخوض فى السيرة الشخصية لأحد .
وإذا كان الزميل الأستاذ السيد هانى قد نصحك فى نهاية رسالته بتدبر أمرك
فإننى لا أنصحك لأنك لن تستجيب وقد سقطت فى بئر سحيقة ليس فيها كفاءة مهنية وتعتمد على الاستعلاء والغرور القاتل الفارغ من المضمون ويخصم مما تبقى لك من رصيد
ولم تضبط طوال تاريخك الصحفى أو العمل فى البلاط الأميرى بموقف يدل على مراعاة المشاعر الإنسانية وأبسط القيم فى المعاملات
وليس عيبا أن تسافر وتحصد أموالا وتعود وتقفز إلى منصب رئاسة التحرير فهذه تدابير القدر وعصر الإخوان الذى نتجرع مرارته وسيزول وسترحل وسيرحل كل مغرور وظالم ومتغطرس طال الوقت أو قصر
ولكن العيب كله أن تنسى أو تتناسى من أخلصوا للمهنة وقاوموا الفساد فى وقت كنت فى حالة انشغال بمتابعة الأرصده بالبنوك وتصدير الهدايا إلى من سمحوا لك بالكتابة طوال المهمة التى تزيد على نصف قرن فى البلاط الأميرى البحرينى وكأنك تعيش بيننا
وهل تتذكر اتصالاتك معى تشكو من رفع مقالك وعدم نشره فى الجمهورية أيام رئاسة تحرير محمد على إبراهيم  الذى قال لك اكتب فى العالم اليوم وهى الجريدة التى تساهم فيها
وغيرها من المواقف يمنعنى الأدب والترفع عن الخوض فيها
ولهذا فقد قررت التوقف بإراداتى عن الكتابة فى الجمهورية قبل أن أمنحك هذه الفرصة حتى تؤكد لنفسك أنك أصبحت رئيسا لتحرير الجمهورية
ولن أخسر كثيرا بالتوقف عن الكتابة فى الجمهورية ولكنى لحماية اسمى وسمعتى الصحفية من الاستمرار فى صحيفة تحولت إلى ملحق ردئ لجريدة الحرية والعدالة كما أن مقالى يتعرض للتشويه والحذف والإلغاء فى سوابق لم تحدث من قبل حتى فى أيام المخلوع حسنى مبارك .
إن عملك خارج الدائرة الصحفية سنوات طويلة وهى كل حياتك المهنية جعلك تنسى أبسط قواعد المهنية والاحترام للكفاءات وحتى تبدو رئيسا تحاول ذبح الكبار والتخلص منهم وتعتمد على مجموعة التفوا حولك لمناداتك بكلمة "ياريس" التى كنت تفتقدها طوال حياتك المهنية والصحفية .. فقد غادرت الجمهورية محررا صغيرا وعدت إليها لتحصل قبل رئاسة التحرير على ترقية بالأقدمية فقط ولم تمارس عملاً يؤهلك للقيادة أو التعامل بروح الفريق وهو الضمان لنجاح أى عمل وفى الصحافه بالذات
إننى لاأشعر بالندم على قرار أشعر أنه صحيح فى الوقت الصحيح وربما أكون ممن لايحسنون الكلام عن أنفسهم ولكن من يراجع الجمهورية والمساء منذعام 1972 يدرك جهدى وعملى الصحفى وآمل أن تتاح لك الفرصة للاطلاع على محاضر مجلس الإدارة لدار التحرير من اكتوبر 2005 حتى اكتوبر 2009 حتى تدرك ماذا فعلت أنا من أجل هذه الدار التى قفزت عليها . وفى المحاضر الموجودة عند ساكن الدور الــ 15 موقفى من رفض الهدايا فى مؤسسة خاسرة وموقفى من صندوق العاملين الذى يواجه التصفية وهو أمر لايدخل فى اهتمامك لأنها مبالغ تافهة بالنسبة لك ولكنها
تعنى الكثير للعاملين البؤساء فى دار التحرير .. كما أن ملفات الأجهزة الرقابية حافلة بما قدمته من مقترحات لإنقاذ المؤسسة ولم يستمع أحد وقد أرضيت ضميرى وأشعر براحة البال التى يفتقدها البعض وحاولت تقديم مشروع فى عدالة الأجور والدخول بين كافة العاملين بما يحفظ كرامة مهنة الصحافه وأن لايزيد الدخل لأى من العاملين عن 25 ألف جنيه شهريا مهما كان وأن يزيد الحد الأدنى للأجور إلى 1500 جنيه وكل هذا من موارد ذاتية ولكن بالعداله تتحقق ولكنها لاتزال غائبة ويمكن أن تعود إلى دفتر اجتماعات مجلس الإدارة وكل هذا مسجل وكان يمكن أن يحمى المؤسسة من السقوط والانهيار
فأين كنت وأنا أواجه هذا كله فى ظل البطش والظلم الذى كان قائما ولايزال للأسف !!
ولهذا قررت الابتعاد ورفضت ترشيحى لرئاسة المؤسسة إلا بتقديم مساندة مالية من مجلس الشورى قبل قدوم مصطفى هديب واسأله عن فحوى مكالمته معى قبل تعيينه بنحو72 ساعة عندما طلبنى يستفسر عن المرتب والمزايا وأوضاع المؤسسة وكنت صريحا معه بحكم علاقه قديمة كانت وانتهت عندما ظهر فى الدور الـ 15 رغم أننى لست حريصا على ذلك فهو الذى أنهى العلاقه التى كانت وهو مايسعدنى لأنه يدرك مصلحته فقط ولم تخدعنى صفحات سيرته الذاتية التى نشرها لأننى أعرفه ولن أخوض فى ذلك ليس خوفا ولكن أدباً وحياء من كشف العورات. وقلت له أحوال المؤسسة فى مكالمة استمرت قرابة ساعتين وأننى رفضت العرض نهائيا وهذه مكالمة تؤكد له ولك أننى كنت عازفا عن المنصب وأى منصب لا أستطيع من خلاله أن أقوم بواجبى نحو زملائى على الوجه الأكمل فليس من عادتى أو سلوكى الوعود أو الغدر والخيانة والانتقام وهى صفات تلازم الكثيرين هذه الأيام أو الخداع الذى يتقن البعض أساليبه أو كسب الوقت على حساب زملائى وإخوتى وأبنائى فى دار التحرير التى تواجه مصيرا غامضا ومؤلما ولايوافقنى ضميرى فى المتاجرة بالأوضاع المؤلمة ولست من مدمنى الوعود أو التسويف أو التلاعب بمستقبل زملائى فى دار التحرير
وسترحل كما رحل غيرك وسيرحل أيضا ساكن الدور الـ 15 ولاتبقى إلا السيرة الطيبة والاحترام ممن حولك لمن يفهم ويدرك أن الحقيقه تختفى ولاتغيب ولايبقى إلا حسن السيرة والسمعة الطيبة والكرامة
وكلمتى الأخيرة التى ربما لم ترد فى قاموسك أبدا .. لا أنت ولاهو :
الاستغناء قوة
الكاتب الصحفى : عبد الله نصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق