جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 27 فبراير 2013

مشوار حياة .. ورحلة ذكريات" 12 "


http://elraees.com/index.php/mian/writers/item/2607
مشوار حياة .. ورحلة ذكريات" 12 "

القفز بالكرسى المنطلق من الطائرة


بقلم اللواء : نصر موسى *

قام ضابط المراقبة الجوية بتكرار أمر القفز ثلاث مرات بحدة و بلغة روسية واضحة
أخذت الطائرة بالهبوط تدريجيآ و فقد الارتفاع بسرعة بدلآ من كسب الارتفاع وإذا بخروج الكرسى المنطلق من كابينة الطائرة كالطلقة من المسدس .
ارتفع الكرسى عن الطائرة قليلآ و انفتح البراشوط حتى يضع الكرسى و الطيار فى وضع افقى ولتقليل السرعة .. ثم انفصل الكرسى عن الطيار آخذآ معة تيلة فتح براشوط الطيار الذى يعدل من وضع الطيار من الوضع الأفقى إلى الوضع الرأسى , وماإن فتح البراشوط بالكامل إذا بالزميل الطيار يلامس الأرض فى آخر لحظة .
عندما يقوم الطيار بشد يد القفز من الطائرة تتم الإجراءات السابقة فى زمن قدرة ( 1,5 ثانية) حتى فتح براشوط الطيار , خلال هذا الزمن غير المحسوب سقطت الطائرة وارتطمت بالأرض محدثة انفجاراً هائلاً .وذلك لأن الطائرة اثناء الإقلاع تكون محملةبكمية كبيرة من الوقود بكامل المستودعات الداخلية للوقود والتى تصل فى هذة الطائرة الى (3 طن ) وقود تقريبآ تستهلكها الطائرة فى (40 دقيقة) فى أحوال الطيران العادية و ( 15_20 دقيقة ) فى حالة القتال الجوى العنيف وأثناء تحميل خزانات وقود معلقة تصل كمية الوقود الكلية الى (5,5 طن) تستهلكها فى (70_80دقيقة ) فى أحوال الطيران العادية و ( 30_40 دقيقة ) فى القتال العنيف .
انطلقت سيارات الإطفاء لإخماد النيران وعربة الإسعاف لإنقاذ الزميل الطيار وذلك لأن الطائرة و الطيار سقطا داخل أسوار المطار وعلى امتداد ممر الإقلاع .كنا فى حالة قلق شديد لأن ارتفاع القفز قليل جدآ وأن خبرة زميلنا قليلة فى التصرف السريع فى مثل هذة الحالة الاضطرارية ولكنة تصرف بسرعة كبيرة لترك الطائرة وهى من أخطر حالات القفز من الطائرة فى لحظة الإقلاع.
وهناك ثلاث حالات للقفز من الطائرة فى حالة حدوث عطل فى المحرك.
الحالة الأولى أثناء الطيران:
يكون لدى الطيار فرصة أكبر لاتخاذ قرار القفز وذلك لأن هناك احتمال لعمل إعادة لإدارة المحرك فى الجو إلا إذا كان العطل كبيراً لأ يسمح بالإدارة , ولذلك يقوم الطيار بالتحكم بزيادة السرعة بوضع مقدمة الطائرة لأسفل أو إقلالها بوضع مقدمة الطائرة لأعلى , كذلك توجية الطائرة بعيدأ عن المناطق الآهلة بالسكان .
الحالة الثانية أثناء الهبوط :
إذا حدث عطل للمحرك ليست هناك أى فرصة لإعادة الإدارة , إذا كان هذا ممكنآ , ولكن هناك قرار يتخذة الطيار وحده إما الهبوط بدون محرك وهذا له توابعة وظروفة وأيضاً خطورتة أو القفز من الطائرة .
الحالة الثالثة أثناء الإقلاع
وهى أخطرهم وخاصة بعد الإقلاع مباشرة لأن هناك قرار واحد فقط .. ولابد للطيار أن يتخذ هذا القرار فى الوقت المناسب و بسرعة البرق  قامت عربات الإطفاء بمحاولات السيطرة على النيران الكثيفة , و عربة الإسعاف بنقل زميلنا بعيدآ عن الحطام متجهة مباشرة إلى المستشفى .
تم الاطمئنان علية من الضباط الطيارين الروس وأنة بحالة جيدة ولكن لابد من الكشف علية بالكامل للتأكد من سلامتة كونة طياراً مبتدئاً وليس لدية الخبرة الكافية لمثل هذة الحالة الاضطرارية والذى مازال يعانى من مشاكل فى الفقرات القطنية حتى وقتنا هذا
كان المشهد عبارة عن درس عملى كامل لأسلوب القفز بالكرسى المنطلق من الطائرة وعلى مسافة قريبة جدآ من مكان المشاهدة للإقلاع والهبوط .
بعد هذا الحادث تم ايقاف الطيران التدريبى لمدة أسبوع لعمل محاضرات مكثفة لإعادة الثقة أولأ لباقى الطيارين , لأن هذا الحادث ربما يؤثر سلبآ لشعور البعض بلحظة تردد من ركوب الطائرات المقاتلة مرة أخرى وهذا ماحدث بالفعل لبعض منا .. ثانيآ للإعادة والإفادة للتصرف السريع لدى الطيارين الجدد مع تنمية سرعة الفعل ورد الفعل والتدريب مراراً و تكرارآ حتى لايحدث تأخير فى مثل هذه الحالات .
و سوف اقوم لاحقآ بشرح كيف أن التدريب وزيادة عدد ساعات الطيران يؤدى إلى إقلال زمن رد الفعل لدى الطيار , أى أن الطيار ذو الخبرة الطويلة يقل الفرق جدآ او يكاد ينعدم تمامآ الفرق مابين التفكير والتنفيذ باليد , أو بمعنى آخر فإن الطيار عندما يفكر فى الفعل أو رد الفعل تقوم أجهزة الجسم بالتنفيذ المباشر .
كان هذا الحادث من الحوادث نادرة الحدوث فى مركز تدريب عالى المستوى مثل هذا لأن التأمين الفنى والصيانة الدورية للطائرات والمحركات على أعلى مستوى كونة مركز تدريب لطيارين جدد .
هذا الحادث كان لة أثر كبير فى التعارف على الطيارين الجزائريين والعراقيين المتدربين فى القاعدة .
وسوف نكمل المشوار فى المقال القادم إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق