جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 فبراير 2013

عبقرية محمد - صلى الله عليه وسلم - كما عرضها "محامي العباقرة"


http://www.elraees.com/index.php/news/art/item/2656
الكتاب الذى أبكانى

عبقرية محمد - صلى الله عليه وسلم -


كما عرضها "محامي العباقرة"

 عرض وتقديم
محمد عبد الشافي القوصي
 

من بين مئات الكتب التي حوتها "المكتبة المحمدية" أعجبني كتاب (عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم) للمرحوم "عباس محمود العقاد"! لعرض فكرته ورؤيته، ومعرفة بواعث تأليفه ودوافعه، والمنهج الذي سلكه في عرض الأحداث وتقديمها، لاعتقادنا أن هذا الكتاب هو الأهم من نوعه، وهو الأكثر ذيوعاً بين الناس .. ولطالما تمنيّتُ لوْ أن رسول الله بيننا لتقرأ عليه صفحاته! بلْ؛ إنني والله ما أبكاني شيء مثل هذا الكتاب! وما وقع تحت نظري؛ إلاَّ وترحمتُ على مؤلفه! وقد وقفت –منذ عام- أمام قبره، وقلتُ له: هنيئاً لك يا سيد الأدباء ... فلن يخزيك الله أبداً، ولن يخذلك حبيبك محمد أبداً !! فمن طبعه ان يكافئ على القليل ... فما الظن بمن أهداه أعظم كتاب عرفه القرن العشرون؟؟
يقول العقاد في كتابه (على الأثير): "سألني كثيرون: لِمَ اخترت الكتابة في عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وجوابي عن هذا السؤال: إنني سُئلتُ قبل ثلاثين سنة: لِمَ لا تكتب كتاباًُ عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وعندي أن السؤال الأول قبل ثلاثين سنة أحق بالتوجيه من السؤال الأخير.
فمازلت مولعاً بالسير والتراجم أكتبها وأقرؤها وأقرأ عنها .. ومازال في ودّي أن أكتب عن النبي العربي صلى الله عليه وسلم كتابة إنسانية على النمط الذي تعرف به العظمة في كل مكان وفي كل لسان ... وإذا وضعت كتاباً عن النبي العربي صلى الله عليه وسلم فما في ذلك عجب، بل العجب ألا أضعه قبل الآن، وهذا عجب حق يجب أن يجيش في نفس كل قارئ، ولكن العجب كما يقال يبطله عرفان السبب، والسبب أن محمداً صلى الله عليه وسلم أعظم من كتبتُ عنهم من العظماء .. فالتهيّب لموضوعه أعظم، والتردد فيه أولى، والاستعداد له أحرى أن يطول .. وقد طال، ولله الحمد على ذلك".
   وتنبّه "العقاد" مبكراً إلى ذلك اللغط الذي سيقع من الرافضين لوصف النبي بـ"العبقري" فأوضح أنه لا يصف الرسول بالعبقرية من حيث هو رسول من الله، ولا النبوة التي هي اصطفاء إلهي، فالغرض من كتابه هذا –على حد قوله-: "ليس سرداً للسيرة النبوية أو شرح للإسلام، بل هو"تقدير لعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم الأمر الذي يراه شاملاً المسلم وغير المسلم، لأن إيتاء العظمة حقها لازم في كل آونة وبين كل قبيل، خاصة وأن الناس في عصرنا هذا قد اجترأوا على العظمة .. بقدر حاجتهم إلى هدايتها فهم ينظرون إلى أقطاب الدنيا كأن الأصل في النظر إليهم أن يتجنوا عليهم ويثلبوا كرامتهم، ولا يثوبوا إلى الاعتراف لهم بالفضل إلا مكرهين، بعد أن تفرغ عندهم وسائل التجني والثلب والافتراء".
 ويستهل العقاد كتابه (عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم( بقصة جرتْ في ضاحية العباسية بالقاهرة قبل ثلاثين سنة من كتابة العبقرية، فيقول: "في يوم من أيام المولد الشريف، كان الكاتب الأيقوسي العظيم توماس كارليل هو محور الحديث كله، لأنه كما يعلم الكثيرون بين قراء العربية صاحب كتاب الأبطال الذي عقد فصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعله نموذج البطولة النبوية بين أبطال العالم الذين اختارهم للوصف والتدليل".
وبينما نحن كذلك في ثنائنا على النبي صلى الله عليه وسلم ، إذْ بدرت من أحد الحاضرين الأجانب كلمة نابية غضبنا لها واستنكرناها، لما فيها من سوء الأدب وسوء الذوق وسوء الطوية، ففحوى ما قاله أن بطولة محمد إنما هي بطولة سيف ودماء.
قلت: ويحك! ما سوّغ أحد السيف كما سوغته أنت بهذه القولة النابية!
وارتفعت لهجة النقاش، ثم سألني بعض الإخوان: ما بالك يا فلان لا تضع لقراء العربية كتاباً عن محمد صلى الله عليه وسلم على النمط الحديث؟
قلت: افعل، وأرجو أن يتم ذلك في وقت قريب، ولكنه لم يتم في قريب .. بل تم بعد ثلاثين سنة!
في مقدمة العبقرية يقول العقاد: "سيرى القارئ أن عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم عنوان يؤدي معناه في حدوده المقصودة ولا يتعداها، فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والإفرنجية التي حفلت بها المكتبة المحمدية حتى الآن، لأننا لم نقصد وقائع السيرة لذاتها في هذه الصفحات، على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار في هذا الموضوع، ثم لا يقال إنه استنفد كل الاستنفاد، وليس الكتاب شرحاً للإسلام أو لبعض أحكامه، أو دفاعاً عنه، أو مجادلة لخصومه، فهذه أغراض مستوفاة في مواطن شتى يكتب فيها من هم ذووها ولهم دراية بها وقدرة عليها .. إنما الكتاب تقدير لعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم بالمقدار الذي يدين به كل إنسان ولا يدين به المسلم وكفى، وبالحق الذي يبث له الحب في قلب كل إنسان، وليس في قلب كل مسلم وكفى .. فمحمد هنا عظيم، لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها المخلصون لجميع الناس، عظيم لأنه على خُلُقٍ عظيم".
والواقع أن هذا الكتاب –بمثابة- اتجاه أو مذهب أو مدرسة جديدة في عالم الفكر والفن والبيان، ابتكرها "العقاد" لأول مرة في عالم الكتابة والإبداع، إنها "مدرسة تقدير العبقريات" فلا هي من السيرة، ولا من التراجم، ولا هي دراسة أو تأريخاً!
هذه المدرسة الجديدة، اتبع فيها العقاد عناصر المنهج التحليلي الغائر فيما وراء السطور والحوادث والأشياء .. والربط بين مقدمات كل شيء ونتائجه بلا تخلف .. ليخرج من كل أولئك بنظرية إنْ لم يصغها قوانين ومبادئ وحيثيات .. فقد صاغها أسلوب بحث، وطريقة عرض، ومنهج تحليل .. والدليل على ذلك أن هذه الترجمة التحليلية الرائعة تستقطب بالفعل كل أبعاد التراجم الأخرى، وتتجاوزها في كنه طبيعتها كترجمة تحليلية نفسية لم يسبق لها مثيل!
عبقرية المثل الأعلى
ومضى -العقاد- يرسم في صورة محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الشخصية الدينية القدسية مستمداً من التاريخ الذي لا خلاف فيه، غير معنيّ بما يروى من الخوارق التي رافقت  ميلاده، وقيل إنها كانت إرهاصاً لرسالته، لأن وراءها من حوادث الكون وحقائق التاريخ ما يصور حاجة الدنيا حينئذ إلى الرسالة المحمدية حاجة يوضحها الواقع أكثر مما يوضحها الخيال.
وهو واقع مثّل -العقاد- من خلاله عبقرية محمد النبي الداعي بكل ما تخلقت فيه من أشعة آدمية كفلت إبلاغ الدعوة التي ارتكزت على مخاطبة العقل وفصاحة اللسان، وعبقرية محمد الرجل التام الرجولة في شجاعته وحروبه وملكاته الإدارية، وعبقرية محمد الإنسان في رحمته وبرّه وعطفه وشرفه ونزاهته الذي عاش وفاقاً لأسمى مبادئ الخلق الاجتماعي والإنساني معيشة لو لم تقترن برسالته النبوية لكان حقاً على الإنسانية أن تعده عبقرياً بملكاته النفسية العظيمة .. وهي ملكات نفذ من خلالها العقاد لدحض ما يتقوّله خصوم الإسلام على المثل الكامل من تعدد أزواجه ومن حمله السلاح، وهو لم يحمله إلا بأمر ربه ودفاعاً عن دعوته. 
وعبر فصول الكتاب ومباحثه: "عبقرية الداعي"، و"عبقرية محمد العسكرية، و"عبقرية محمد الإدارية"، و"محمد البليغ"، و"محمد الرئيس"، و"محمد الزوج"، و"محمد الأب"، و"محمد السيد"، و"محمد العابد"، و"محمد الرجل"، و"محمد في التاريخ" .. فلا نرى في ذلك سرداً أو ما يشبه السرد، وإنما نرى منهجاً تحليلياً متوهجاً في كل الفصول .. كي يؤسس من خلالها عبقرية بلا أنداد!
فالعقاد- رحمه الله- ديدنه الإصرار على تقصي السلائق النفسية، واستقصاء الملكات الشخصية، والدخول الباحث إلى ممالك الذات بلا فكاك .. فنراه يرفض التعويل على الخوارق واعتماد الفعل والباعث في تحليل الظواهر ودراسة الشخصية والمقارنات التي لا تكلّ بين "العبقري" وبين أنداده من الغابرين والمعاصرين.
أصلح رجل للنجاة
وتحت عنوان "رجل" يرى –العقاد- أن العالم كان يتطلع إلي نبي! وأيّ قبيلة وبيت وأبوان أصلح ما يكونون لإنجاب ذلك النبي؟! فالنبي صلى الله عليه وسلم نبيلاً عريق النسب، وكان فقيراً لا يطغيه بأس الأغنياء، وكان يتيماً بين رحماء .. فليس هو المدلل وليس هو المهجور المنبوذ الذي تقتله القسوة، وقد نشأ النبي خبيراً بضروب العيش في البادية والحضر تربى في الصحراء وألف المدينة، رعى القطعان واشتغل بالتجارة وشهد الحروب، واقترب من السراة ولم يبتعد من الفقراء، ولو اشتغل زعيماً بين قومه لصلح للزعامة، ولكن الزعامة لا تستوفي كل ما فيه صلى الله عليه وسلم من قدرة واستعداد، فهو صلَّى الله عليه وآله وسلم خلاصة الكفاية العربية في خير ما تكون ..
لذلك كان أصلح رجل من أصلح بيت في أصلح زمان لرسالة النجاة المرقوبة، قد ظهر ومكة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه والجزيرة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه والدنيا مهيأة لظهوره لأنها محتاجة إليه، لقد كانت الدنيا في حاجة إلى رسالة .. وقالت حقائق التاريخ :لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب تلك الرسالة، ولا كلمة لقائل بعد علامة الكون وعلامة التاريخ".
عبقرية الداعــــــي
   ويحدثنا –العقاد- عن الصفات التي ينبغي توافرها في الداعية، فيراها مجتمعة ومكتملة ومستوفاة في شخصية الرسول، حيث يقول: "فكان محمد صلى الله عليه وسلم مستكملاً للصفات التي لا غناء عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ، كانت له فصاحة اللسان واللغة.. وكانت لديه القدرة على تأليف القلوب وجمع الثقة.. وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة على نجاحها.
وعن خُلُق "الإيمان والغيرة" على وجه الخصوص، يقول المؤلف: "من المحقق أن هذه الموافقات على كثرته وهذه الشمائل على ندرتها لا تزال تتوقف على صفة أخرى يحتاج إليه الداعي أشد من احتياجه إلى الفصاحة والصباحة.. وهي إيمانه بدعوته وغيرته على نجاحها، ولم ينجح قط داع كبير يعوزه الإيمان بصواب ما يدعوا إليه والغيرة عليه".
ولا يجد -المؤلف- سراً مكتوماً، أوْ لغزاً غامضاً وراء نجاح الدعوة المحمدية، فهي أوضح شيء فهماً لمن أحب أن يفهم! فيقول: "إنه ما من حركة كبرى في التاريخ تتضح للفهم إن لم يكن نجاح الدعوة المحمدية مفهوماً بأسبابه الواضحة المستقيمة التي لا عوج في تأويلها .. إنما نجحت دعوة الإسلام لأنها دعوة طلبتها الدنيا ومهدت لها الحوادث، وقام بها داع تهيأ لها بعناية ربه وموافقة أحواله وصفاته، فلا حاجة بها إلى خارقة ينكرها العقل أو إلى علة عوجاء يلتوي بها ذوو أهواء، فهي أوضح شيء فهماً لمن أحب أن يفهم، وهي أقوم شيء سبيلاً لمن استقام".
محمـــــد الرئيـــــس
   فصل آخر بعنوان (محمد الرئيس) يوضح العقاد كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم للرئاسة معنى الصداقة المختارة فمحمد صلى الله عليه وسلم الرئيس هو الصديق الأكبر لمرؤوسيه!
ويشير –المؤلف- إلى أن البعض زعم أن تقديم الرحمة على العدل في تطبيق الشريعة من دعوات المحدثين وهى دعوة النبي العربي صلى الله عليه وسلم التي كررها ولم يدع قط إلى غيرها فقال: "إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب على نفسه، إن رحمتي تغلب غضبى"، وقال :"إن الله تعالى لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً ميسراً، وروى عنه أنه ما خير بين حكمين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه خرق للدين".
وكان يوصي الضعفاء ويقول لصحبه :"ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم"، ويذم الترفع على الخدم والفقراء "فما استكبر من أكل مع خادمه، وركب الحمار بالأسواق واعتقل الشاه حتى حلبها" لكنه مع الرحمة بالصغير لا ينسى حق الكبير "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا".. إذ ليس الإنصاف حراما على الكبراء حلالاً لمن صغر دون من كبر ،فلكل حق ولكل إنصاف، وإنزال الناس منازلهم كما أمر قومه هو خير شعار تستقيم عليه الحكومة، وتنعكس أمور الأمم بانعكاسه.
محمد الصديق
    ومن الفصول الجميلة في العبقرية فصل (محمد الصديق) وكيف كان صلى الله عليه وسلم عطوفاً يرأم من حوله ويودهم، ويدوم لهم على المودة طول حياته وإن تفاوت ما بينه وبينهم من سن وعرق ومقام. فليس في سجل الإنسانية -كما قال العقاد- أجمل ولا أكرم من حنانه على مرضعته حليمة، ومن حفاوته بها وقد جاوز الأربعين فيلقاها هاتفاً بها: أُمي! أُمي! ويفرش لها رداءه لتجلس عليه!
إلى جانب ذلك، كان صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفساً، وقد اتسع عطفه صلى الله عليه وسلم فلم يقتصر على البشر فقط فالحيوان أيضاً كان له نصيب من هذا العطف والحنان، فكان يصفي الإناء للهرة لتشرب، وأوصي المسلمين "إذا ركبتم الدواب فأعطوها حظها من المنازل ولا تكونوا عليها شياطين". وكرر الوصاة بها أن "اتقوا الله في البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة". بل الجماد كذلك له حظ من الود فقد كان له قصعة يقال لها الغراء، وكان له سيف محلى يسمي ذو الفقار، ودرع موشحة بنحاس تسمى ذات الفضول، وسرج يسمى الداج، وبساط يسمى الكز، ومرآة تسمى المدلة .. وفي تسمية تلك الأشياء بالأسماء معنى الألفة التي تجعلها أشبه بالأحياء المعروفين، وكأن لها "شخصية" مقربة تميزها بين مثيلاتها، كما يتميز الأحباب بالوجوه والملامح وبالكنى والألقاب!
وعن علاقته مع الناس يصف -العقاد- كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد منهم فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وغيرها الكثير من المواقف التي تدل على مدى الرحمة والعطف والود.
محمد في التاريخ
   أما "الفصل الأخير" فجاء بعنوان "محمد صلى الله عليه وسلم في التاريخ" يقول فيه –العقاد-: "لأن العالم كله صفحات تنبئنا بمكان محمد صلى الله عليه وسلم فيه .. فالتاريخ كله بعد محمد صلى الله عليه وسلم متصل به، مرهون بعمله، وأن حادثاً واحداً من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد صلى الله عليه وسلم وظهور عمله، فلا فتوح الشرق والغرب، ولا حركات في أوروبا العصور الوسطي، ولا الحروب الصليبية، ولا نهضة العلوم بعد تلك الحروب، ولا كشف القارة الأمريكية، ولا مساجلة الصراع بين الأوربيين والآسيويين والإفريقيين، ولا الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات، ولا الحروب العالمية، ولا حادثة قومية أو عالمية مما يتخلل ذلك جميعه كانت واقعة في الدنيا كما وقعت لولا ذلك اليتيم الذي ولد في شبه الجزيرة العربية بعد خمسمائة وإحدى وسبعين سنة من مولد المسيح!
المستقبل للإيمان
يختتم "العقاد" كتابه بسؤال غاية في الأهمية حول أسباب الحيرة والقلق والضياع الذي يلفّ هذا العالم، فيقول: فيمَ يُحار؟! في طلب المستقبل، في طلب العقيدة، في طلب المسوغ للوجود، لأن الوجود وحده لا يكفي الإنسان إلاَّ أن يكون على طبقة مع الحيوان. فالإيمان للمستقبل ... وعسى أن يكون المستقبل للإيمان.
وعسى أن يستجد العالم عزاء باقياً من يوم الغار ومن صاحب يوم الغار صلى الله عليه وسلم "!

  رحم الله –محامي العباقرة- وألحقه بهم، وجمعه معهم في جناتٍ ونهر، في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق