جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 فبراير 2013

الشرطة فى عهد الإخوان - 3

بقلم الكاتب والخبير الأمنى :
مصطفى المليجى
 
يمر أكثر من عامين على الإطاحة بالنظام السابق، وحكومته، وعلى كشف كل أنواع الفساد بعد ما استقبل الوجدان المصري صرخة احتجاج قوية ضد الشرطة المصرية في يوم عيدها، لأنها لم تكن في خدمة المواطنين بقدر خدمتها لرجال النظام السابق. وبالطبع لم تتبن أجهزة الإعلام في مصر، خطابا إعلاميا مناسبا، يتسق مع سياسات الأمن في هذه المرحلة، ويتوافق مع الواقع فيها، وتحليلا وبالصوت  وبالصورة.
 وارتكب وسائل الإعلام خلال العامين السابقين، ومازالت حماقات سواء عن قصد، أو عن جهل وعدم معرفة، إذ صورت بعض الفضائييات مايفعله  البلطجية من تدمير وتخريب على أنه سبق إعلامي تتميز به في إطار المنافسة الإعلامية، التي تجر عليهم ربحا من الإعلانات، وتضامنت مع الخارجين على القانون بزعم أن الثورة مستمرة، ولجأت إلى التزييف والتزوير لتفبرك الأخبار، وتبنت فكرة أنه ليس من حق الدولة أن تستخدم العنف ضد الثوار.الذين بدأوا يغتالون الحياة في مصر.
وصنعت بعض الفضائيات من بعض القتلة أبطالا، ومن البعض مجنيا عليهم، دون مراعاة لأي مواثيق شرف، إنسانية، أو مهنية، ودون إدراك أن مايحدث  يضعف أجهزة الشرطة المصرية، ويقلل من كفائتها، ويفقدها ثقتها بنفسها، وهي التي سبق تصنيفها عالميا من قبل كواحدة من أحسن نظم الشرطة في العالم.
وسيذكر التاريخ أن الفضائيات الحالية، ومن يعملون بها لم يكونوا أبرياء، ولا وطنيين، وأنهم تبنوا خطابا إعلاميا عدائيا ضد المخلصين من أبناء الوطن ولم يفرقوا بين كراهيتهم للنظام الحاكم،  وتجاهلهم لأبناء الشرطة اللذين يعملون ليل نهار لصالح المواطنين، واللذين قدموا مئات الشهداء منذ الثورة حتى الآن.
وساهم الإعلام بمهارة فائقة في غياب لغة الحوار، والخلط بين الحرية، والجرأة على القانون، وهجر الإعلاميين رسالة التنوير والإستنارة ، وتنمية الولاء للوطن، وتبنوا وجهة نظر واحدة، ولم يتحروا الدقة فيما يذاع أو ينشر، ولم تكن لهم الرغبة في ذلك.
وقد أدى ذلك إلى سيطرة العنف على الشارع المصري، وإرتفاع معدلات الجرائم خاصة القتل، والسرقة بالإكراه، وزاد عدد البلطجية إلى 93 ألف بلطجي ومسجل خطر، ولكي  نحافظ على مابقى من مصر حتى الآن، على الشرطة ألا تتأثر بفكر سياسي معين، وألا تكون ضحية لتجار الفضائيات.
على الفضائيات، والعاملين بها ونخبتها الخائبة ألا يناقشوا هذه الأيام أنشطة الشرطة المصرية، فأمام مصلحة البلد لا نقاش في سلوكيات حتى ولو كانت خاطئة وألا يجعلوا من المجرمين اللذين يستبيحوا لأنفسهم حرمة الدم أبطالا، وأن يمهدوا لفكرة الردع، وتنفيذ القوانين على جميع طوائف الشعب.
وأخيرا على الجميع أن يدرك أن الاعلام والأمن دعامتان للبناء، والتنمية.
http://www.elraees.com/index.php/mian/writers/item/2663

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق