جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 فبراير 2013

الأطفال والنظارة الطبية - بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين


http://elraees.com/index.php/family/item/2650

فى بعض الأحيان يقرر طبيب العيون أن يضع أحد الأطفال نظارة طبية وهنا نجد بعض الأطفال يرحب بذلك ويفرح بالنظارة الطبية ربما حبا فى تقليد الكبار خاصة إذا كان أحد والديه يرتدى نظارة .. ولكن تكون المشكلة فى رفض البعض إرتدائها لأنها تعوق حركته أو تقلل من وسامته وتكون المشكلة أكبر إذا كان المجتمع المحيط بالطفل يرفض ذلك وخاصة فى المدرسة حيث قد يتعرض الطفل لمضايقات من زملائه .. ولكن تبقى مشكلة كثرة حركة الأطفال وتعرض النظارة للكسر فى جميع الأحوال ..

ومما يخفف من المشكلة أن العدسات صارت تصنع من مواد بلاستيكية نقية وخفيفة جدا على الأنف والأذنين وتكون متينة إلى حد كبير بحيث تتحمل شقاوة الأطفال وأحيانا تثبت النظارة بحبل أو رباط بلاستيكى خلف الأذنين وإن كان يعيب ذلك تسببها فى الصداع لبعض الأطفال .
ويجب أن يكون الأهل على درجة كبيرة من الوعى وملاحظة أطفالهم فى سنوات الطفولة الأولى فقد يحدث كسل بإحدى العينين - فى العين الأضعف - وقد يتبعها إنحراف فيما يعرف " بالحول " ويمكن اكتشاف هذه الحالة بطريقة بسيطة وهى تغطية كل عين على حدة وأن يقوم الطفل بالتركيز على شئ ما .. وفى حالة ملاحظة فرق ملحوظ يجب العلاج فورا لدى طبيب متخصص فى العيون وسيقوم بتصحيح عيب الإبصار وقد يكون ذلك بإرتداء نظارة طبية حتى تتوازن قدرة كلتا العينين .
ومن الجدير بالذكر أن عدم وضع النظارة يسبب كسلا فى مركز الإبصار بالمخ وقد يحدث – بسبب الإهمال والتأخير – عدم الاستجابة لأى تصحيح فى الإبصار بأى طريقة إذا ما أخر الأبوان العرض على الطبيب بدعوى إنصلاح الوضع تلقائيا وبالتالى يكونا قد حكما على طفلهما بضعف الإبصار طول عمره وبالعمى - لا قدر الله - فى حالات أخرى .
وقد ينزعج بعض الآباء لملاحظة ميل أطفالهم للوقوف قريبا من شاشة التليفزيون ويظنون أن ذلك بسبب ضعف فى الإبصار .. وقد يكون ذلك صحيحا كما يظن بعض الناس أن معظم الأطفال يحبون ذلك لرؤية الصورة أكبر وأن هذا ليس دليلا على ضعف الإبصار .. وحسنا يفعل الآباء بعدم الركون إلى أى من الرأيين وعرض الأطفال على طبيب العيون الذى يرجح الرأى الأصلح .. ولكننا ننصح بأن يكون البعد الآمن عن شاشة التليفزيون مساويا لأربع أضعاف قياس الشاشة وألا يقل البعد عن مترين فى جميع الأحوال .
والجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر واللعب بالألعاب الأليكترونية يتطلب تركيزا شديدا خاصة إذا كان لعدد غير قليل من الساعات مما يسبب إجهادا للعينين وضغطا عليهما نتيجة فتحهما والتحديق بهما لفترات طويلة الأمر الذى يتسبب فى حدوث جفاف أو مضاعفة أى جفاف موجود من قبل .. وهنا يجب بداية عدم السماح بمزاولة هذا النشاط إلا لفترات معقولة وأخذ راحة ربع ساعة كل ساعتين .. كما ينصح أن تكون إضاءة الغرفة كافية .. ومن المفيد كذلك استخدام قطرات العين المرطبة .. كما يجب إستشارة طبيب العيون فى استخدام النظارة الطبية ولو على سبيل الوقاية .
 وهكذا نرى أهمية إرتداء الأطفال للنظارات الطبية متى وجد الأطباء ذلك ضروريا وعلى الأهل تقبل ذلك وإقناع الطفل بإرتدائها وعلى المعلمين تهيئة المناخ المدرسى لتقبل ذلك والتعامل معه بطريقة طبيعية .. حفظ الله الجميع من كل سوء .
وإلى اللقاء فى مقال قادم بحول الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق