جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 فبراير 2013

الـوادى المقـدس .. طـوى


http://www.elraees.com/index.php/mian/writers/item/2658
بقلم فارس السيف والقلم :
اللواء أحمد رجائى عطية

من أجل عيـونك يا سينا وعشقت المـوت
ودعت دارى وركنت فاسى ومسكت النبوت
وحلفت ما يجرى فيران على أرضك
ولا يعيــش فى ســـماك عنكبــوت
وآه

سيناء .. وبوجه عام أقسم الله بها فى قرآنه الكريم (والتين والزيتون .. وطور سنين .. وهذا البلد الأمين).. حيث أن سيناء كان من أسمائها عبر القرون : (سينين – سيناى – سين – وسيناء).
كما مر بها معظم الأنبياء والرسل بدءاً من سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء إلى محمد صلى الله عليه وسلم وذلك فى رحلة الإسراء إلى بيت المقدس.
كما أنه لم تتشرف أى بقعه على الأرض فى القرآن الكريم بالقدسيه غير مكانين أو بقعتين .. الأولى جبال القدس .. بل سميت بذلك – والثانيـة الوادى المقدس طوى وذلك فى قوله: (يا موسى اخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى). وإذا كانت البقعة الأولى تخص بلاد الشام .. وكانت عبر السنين مركزًا لصراعات الأديان.
إلا أن وادى طـوى .. وعلى مدى آلاف السـنين تخص
مصر .. ولكن ماذا فعلت مصر بهذه المنطقة المقدسة ؟!! فمنذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا .. أى منذ نزول القرآن الكريم وظهور الإسلام فى مصر بعد عشرين عاما تقريباً .. ماذا فعلنا بهذا الأمر الربانى بتقديس هذه البقعة ووضعها فى مكانتها اللائقة واستغلالها كمد روحى .. وغذاء وجدانى.
إن هذا الوادى .. خصه الله بالقدسية.
إن هذا الوادى .. انطلق فيه صوت الله .. والذى لا يعلمه أحد .. أو يتخيـله أو بأى لغة .. حيث كلم الله موسى تكليما.
هذا الوادى الذى أستوقد الله فيه نارًا من عنده ليجذب إليه موسى عليه السلام.
هذا الوادى الذى استسقى فيه الله بنى إسرائيل .. بمعجزة أن ضرب موسى الحجر فانفجرت منه إثنى عشرة عينا.
هذا الوادى الذى أنزل الله فيه الألواح متضمنة تعاليم وكلام الله إلى رسوله موسى.
هذا الوادى الذى حصلت فيه أن تبدلت عصا موسى وكأنها حيه تسعى .. ثم ردت إلى أصلـها مره أخرى بإذن الله .. هذا الوداى الذى طهر فيه الله موسى من جريمـة قتل النفس .. بأن قال (أدخـل يدك فى جيبك تخـرج بيضاء من غير سوء).
هذا الوادى .. ماذا فعلنا به !! .. لا شىء .. ولماذا؟
ولكن بعد أن طال  الزمان.. وطالت غفلتنا .. ماذا حدث لهذا الواد المقدس طوى – أو ماذا يحاك له تحت أبصارنا.
إن الوادى المقدس طوى يقع على شماله مباشرة جبل المناجاة .. حيث ناجى موسى ربه .. وبجانبه ملتصقا به جبل موسى والذى يقع أسفله دير وكنيسة سانت كاترين .. ثم جبل أبو رميل والذى يشكل مع الجبلين السابقين مثلثاً.. وهو أعلى قمة جبل فيها.
وعلى يمين وادى طوى وعمودى عليه يوجد وادى جباليا ثم مطلع وادى جباليا ليتلاقى مع وادى الزواتين إلى وادى طلاح .. حيث تتجه يمينا إلى مطلع جبل قصر عباس أو يساراً إلى وادى أم سيخا والذى ينتهى عند سلسلة جبال سربال .. حيث مدينة الطور.
فى أثناء الحكم الرومانى لمصر .. حيث كان اضطهاد الملة الأرثوذكسية على أشدها من قبل الرومان – مما دفع رهبان أقباط مصر الأرثوذكس يهربون إلى صحراء وادى النطرون وصحراء صعيد مصر .. وهرب رهبان مسيحى اليونانيين الأرثوذكس إلى سيناء.
وفى العصر الحديث ظل الرهبان الموجودون فى دير سانت كاترين ملتزمون بالحـدود التى بنيت عليـها الدير وجزء من الوادى الذى أمام الدير لزراعته بأشجار الزيتون وبعض الفاكهة والخضروات والتى يتعايشون عليها .. وكانت تحركاتهم تحت إدارة سلاح الحدود.
لقد بنيت الدير ..بناء على أن أحد الرهبان الهاربين إلى سيناء .. شاهد القديسة كاترين والتى كانت تقطن الإسكندرية وكأن خيالها يهبط فى هذا المكان بعد أن قتلها الرومان بالإسكندرية.
كما أنه ليس هناك أى ارتباط بين هؤلاء الرهبان الأرثوذكس وبين الكنيسة القبطية .. وليس هناك أى سلطة أدبية أو مادية من بابا الكنيسة القبطية قبلهم .. حتى أن البابا شنودة عندما زار دير سانت كاترين .. لم يقم كبير الرهبان باستقباله .. الاستقبال المناسب لمكانته الدينية .. وكان استقبالا عادياً.
ولكن وفى منتصف الثمانيات للقرن العشرين بدأ نشاطًا مشبوها فى هذه المنطقة المقدسة وفى التراب المصرى وتحـت أبصارنا .. بل وبمباركة المسـئولين سواء من وزارة الثقافة (هيئة الآثار) أو أجهزة الأمن سواء الداخلية أو الحربية .. أو الحكم الإدارى والمحلى – وقد تمثلت هذه التصرفات فى:
تغير أسم وادى طوى .. إلى اسم وادى الأربعين على كافه الخرائط الرسمية أو السياحية – والأربعين هذه نسبة إلى مقتل أربعين راهب منهم أيام الحكم الرومانى فى هذا المكان.
بدأ الدير فى شراء الوديان المؤدية إلى المنطقة من البدو حيث يبدأ فى بناء سور على كافة أضلاع الوادى أو المنطقة .. إلى أن يصل السور فى بعض منهم إلى ثلاثة أمتار ثم أقامة بوابة على المكان بعد وضع الصلبان على كافة السور والبوابات.
    وهذه الوديان هى :
  * وادى التلعـة .. وهو المطل على سهل الراحة من الجهة الشمالية.
  * وادى جباليـا .. وهو المسـلك الوحيـد إلى مدينة الطور عبر جبال
سربال.
* منطقة النبى هـارون .. وهى المطلة على سهل الراحة ومفترق الطرق
لهذه المنطقة.
* وادى الطرفـة .. وهى منطـقة حاكمـة فى وادى فيران المؤدى إلى
   الدير وبه
   الطريق المؤدى إلى شرم الشيخ .. فى مساحة لا تقل عن 3000 فدان.
     * مدخل سهل الراحة عند جبل النبى صالح.
      * والطامة الكبرى فى وادى طوى .. فلم يكتفوا بتبديل
اسمه إلى وادى الأربعين – بل تعمدوا إخفاء أثر الاثنتا عشرة عيناً والذى أمر الله موسـى بأن يضرب
الحجر (الجبل) فتنزل المياه من كل ضربه بالمياه العذبة .. حتى يعلم كل من قوم إسرائيل بمشربه نسبه إلى الاثنى عشر سبطاً .. قال تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين). سورة البقرة الآية (60).
لقد أقاموا على حرف هذا الجبل من ضمن السور الذى تم بناءه .. سور عالى ثم أهالوا حجارة الجبل علبة .. فاختفى هذا الأثر – أنه بالتحديد على بعد مسيرة حوالى 15 دقيقة من مدخل الوادى.
    أن جميع هذه الأراضي المسورة خالية تماما من أى بشر أو أى حيـاة .. حتى أن المـكان المغتصب عند  وادى الطرفة .. بدعوى أنه دير للراهبات .. وليس به أى راهبـه .. ولا أى شخص .. اللهم أنه فى كل أسبوع يأتى إليها راهبين من دير سانت كاترين ليبيتوا
فيه ثم يغادروه فى اليوم التالى.
    ومن الغريب أن الاتحاد الأوربي تبرع بمشروع لمد مياه النيل والتى وصلت حتى منطقة رأس سدر ولمسافة حوالى 270 كم على الأقل لكى تصل إلى منطقة سانت كاترين .. وبتكلفة مبدئية مائة مليون دولار .. وفى الحقيقة لم أرى أى سواد عيون .. يقام لها هذا المشروع .. غير هذا المشروع الاستيطاني – والذى لم يستغل فيه أى مصرى أو حتى من البدو الموجودين بالمنطقة.
بل العكس تماما .. فعندما يحفر أى .. من البدو بئر لكى يقيم حديقة بجانب سكنه أو لرعى الأغنام تقوم كافة السلطات بردم البئر .. وتوقيع الغرامات!!
لقد اتضحت الرؤية المستقبلية تماما .. فعندما تصل مياه النيـل إلى هـذه الوديـان المسورة .. سـتملأ تدريجياً
بمستقدمين من الخارج تحت أسمه الرهبنة لأحياء الأرض بالزراعات وصناعتها .. لتكوين مجتمع غريب عن الجسم
المصرى .. وفى شكل مستعمرات .. سوف يصير لها حقوق على أرض مصر تحميها البدع الجـديدة من جمعيــات حقوق الإنسان .. والبدعة الكبرى .. والتى تسمى بمجلس الأمن.
لقد أثرت هذا الموضع أكثر من مره أمام كافة الأجهزة.. ولا مجيب حتى مدعىّ الوطنية من خلال الجرائد والفضائيات والذين يملئون الدنيا صراخا بقبضات اليد على موائد الفضائيات .. تنحوا .. وابتعدوا عن أثاره هذا الموضوع .. بل أن أحدى معدى برنامج بأحدى الفضائيات .. قال لى .. هناك خطوط حمرا.
ولا أعلم أين تقف خطوطنا الحمراء لنقف عندها بعد التعدى على تراب الوطن ويبدو أن خطوطنا الحمراء للأمن القومى المصرى تقف عند الخطوط الزرقاء لنجمة داود .. أو عند الخطوط الحمراء للعلم الأمريكى.
أطـالب:
أولاً: أن يقـام فى مدخل الوادى المقدس طوى جامع يليق
بقدسية هذا المكان .. وأن يكون ملحق به مركز أبحاث عالمى فى علوم القرآن .. وفى زراعة النباتات الطبية والتى تختص به هذه المنطقة.
ثانياً: أن يتحرك كل مسئول عن تراب الوطـن لإيقـاف
هذا العبث قبل أن تضيع أهم قطعة فى أرض الوطن .. دينياً .. وتاريخيا.
حيث أن هذه المساحة تشمل ما يقرب من خمسة إلى ستة آلاف كيلو متر مربع .. وهى تمثل 10% من مساحة سيناء .. وما يقرب من مساحة 20% من مساحة جنوب سيناء – حيث أنها تشمل مربع .. الضلع الغربى يبدأ من جبال أم بجمى عند مدخل وادى بَرَجَ مارا بوادى فيران إلى جبال كسب الأسود حتى سلسلة جبال سربال – ومن جهة الشرق من جبل جنه على جبل العاط.
وأن غفل المسئولين عن ذلك .. فليتحـرك إلى كل وادى من هذه الوديان .. وهى فارغة حتى الآن من البشر .. خمسة مجموعات من الشباب كل مجموعة من مـائة شاب وفتاه .. ليقيموا فى هذه الوديـان الخمسة لاستقبال مياه النيل وزراعة هذه الوديان وليكن الشباب من نقابات الزراعيين .. والتجاريين – والأطباء (بشرى – بيطرى) – والمحامين – والصحفيين) وذلك بنسب الاحتياج – على أن تتولى النقـابات الصــرف عليهم من ميزانيـة النقابات
والتبرعات – وليكن هذا نواه لتعمير هذه المنطقة بالأسر من الشباب المصرى ..
ولما لا .. فالأرض .. أرضنا المصرية.
والنيل .. نيـلنا الذى يجرى فى عروقنـا.
ولا يبقى غير عرقنا.
ثالثاً: تجهـيز الوادى المقدس طوى .. بالصوت والضوء
      لقصة سيدنا موسى فى هذه المنطقة.
رابعاً: تغيير اسم محمية كاترين إلى اسم محمية طوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق