جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 9 مارس 2013

مشوار حياة .. ورحلة ذكريات ـ 13


http://elraees.com/index.php/nasrmosa/item/3043
مشوار حياة ورحلة ذكريات 13

تعلم طيران المج 21 بسرعة

كمن يجرى فى مضمار سباق

بقلم : اللواء نصر موسى*

لم نكن نعلم أن استكمال الطيران على هذة الطائرة ليس بالسهل و لكن من الصعوبة لعدد اثنين من الزملاء لعدم الوصول الى المستوى المطلوب لاستكمال الطيران و الحقيقة كنا كمن يجرى فى مضمار سباق بالسرعة القصوى وان بعض الزملاء لم يستطيعوا استكمال الجرى نتيجة الارهاق والتعب فقاموا بالتوقف والتقاط الانفاس .

هذا التشبيه أقرب الى الواقع كانت فرقة الطيران أسرع من تحمل البعض منا فالطائرة قوية تحتاج الى كل قدرات الإنسان وقوة تحمل كبيرة .

وفى رأى أن هذة الفرقة لو كانت ممتدة على مدار سنتين مثلأ لكانت أسهل بكثير كما يفعل الجزائريين و العراقيين ولكن نحن نختلف إختلاف كلى وجذئى حيث ان المطلوب منا هو سرعة التحصيل وسرعة الإستيعاب لتعلم الطيران فى خمسة أشهر فقط من يوليو 70 الى نوفمبر 1970 وهذا تحدى كبير لم يلاحقة الزميلان الذين فقدناهم وتم رجوعهم الى مصر فى أوائل أغسطس70 ليستكملوا طيرانهم على طرازات أخرى غير المج 21 .

أرجع مرة أخرى لتشبية فرقة الطيران فى هذة المدة المحدودة والجرى فى مضمار السباق فمن المعروف أن العدائين اثناء الجرى لايكونوا على خط واحد جنبأ الى جنب ولكن يكونوا على مسافات وراء بعضهم البعض آى ان يكون البعض متقدم و البعض الأخر وراءهم بمسافة والبعض الأخر بمسافة اخرى خلفهم وهكذا ......

أقصد من هذا التشبية أن مستوى الطيران والتحصيل متفاوت بين الطيارين وبعضهم وذلك لإختلاف درجة إستيعاب كل منهم للطيران وسرعة إلإستجابة لتعلم الطيران وهنا يأتى تحديد مستوى الطيارين بالطيران على الأنواع المختلفة من الطائرات .
وهذا ماحدث بالفعل بعد العودة لمصر لم يسطيع بعض منا إستكمال الطيران على الميج21 وتم تحويلهمالى الطائرات الأخرى مثل الميج17 والهلوكبتر وطائرات النقل وذلك خلال الطيران المكثف عامى 71 -72 إستعدادأ لحرب اكتوبر ..

وصلنا الى المرحلة النهائية من فرقة الطيران بعدد (16 طيار ) وهى مرحلة تنقية الطيران من الأخطاء السابقة فى بداية الفرقة وبداية الإحتراف فى إستخدام الطائرة على اقصى قدرة والشعور بأنى والطائرة جذء واحد وكأنها لعبة فى الهواء تسطيع أن تفعل بها ماتشاء من سرعات متفاوتة على إرتفاعات مختلفة كأن تقترب من الأرض بسرعة عالية وترتفع عن الأرض بسرعة عالية جدأ تشق عنان السماء تبتعد عن الأرض فى وضع عمودى بسرعة مزهلة وتتضائل المنازل والمبانى والعربات حتى تصبح فى حجم السنتيمترات والمليمترات وتعود تدريجيأ الى حجمها الطبيعى عند الإقتراب مرة أخرى من الأرض بالسرعة العالية .

أصبح التشقلب فى الجو من آى وضع والى آى وضع شئ عادى جدأ ولا يوجد آى إحساس غريب او خطير . أصبح الطيران كأنة شيئ يجرى فى الدم وأصبح لدى رغبة كبيرة فى الإستمرار فى الجو لفترات كبيرة افضل من المشى على الأرض ...أحببت الطير ان بشدة وكأننى خلقت أن اكون طيار ..

حب الطيران جعلنى لا اهاب اخطارة وذلك لحفظى الحالات الإضطرارية عن ظهر قلب بالرغم من وجود كتيب صغير يوضع مربوطأ على الفخذ الأيسر مكتوب فية جميع الحالات الإضطرارية وتستطيع ان تقرأ كل حالة على حدة فى حالة حدوثها .

تم نقل المدرس الطيار الخاص بمجموعتى الى قاعدة آخرى وتم تعيين مدرس أخر صغير السن برتبة ملازم طيار وكان اول مرة يقوم بالتدريس لأجانب مما آثار القلق لمجموعتى المكونة من (نصر موسى –عبد المنعم همام- محمد على سليمان ) فتبادلنا الحديث بيننا (حانعمل إية دلوقتى وحايعلمنا اية دة احنا يمكن نكون احسن منة ) هو رتبة صغيرة فعلأ ولكن سنة حوالى ( 29 -30 سنة ) .

كان تلقين ماقبل الطيران لهذا المدرس ضعيف لحد ما نظرأ لخبرتة القليلة ولكن فى اول طلعة بطائرة مزدوجة وبعد إنتهاء الطلعة واثناء العودة الى المطار وعلى إرتفاع 5 كم طلب من طلب غريب جدأ ...

قال ( ناصر .....إقفل المحرك ) ترددت لحظة وقلت لة تأكيدأ ( أقفل المحرك ؟ لية هى دى حالة إضطرارية دة شئ غير مسموح بة أنت كدة حاترجعنى مصر وانت حاتروح فى داهية يافلاديمر حاتروح سيبيريا ) فرد قائلأ ببرود ( إسمع كلامى أنا عايز أعلمك حاجة محدش من زمايلك عملها قبل كدة ولا حد يقدر يعملها فى روسيا كلها وعلشان إنتوا حاسيين إنى مدرس آى كلام ) واكمل حديثة السريع ( أنا عايزك تحس إحساس عطل المحرك فى الجو اثناء الطيران وتتعلم إزاى تعمل إدارة ناجحة ودة تدريب حايفيدك جدأ لما يحصل معاك هذة الحالة الإضطرارية )........وهذا ماحدث بالفعل سنة 1974 .....
فقمت بسحب خانق الوقود للخلف وبدأ صوت المحرك ينخفض وعدد لفاتة تقل وتوقف المحرك ...........

ونكمل فى المقال القادم إن شاء اللة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق