جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الجمعة، 15 مارس 2013

لِمَنْ شَاءَ أَن يَدَّبَّرَ (3)


http://www.elraees.com/index.php/abdelfatahneyazey/item/3261
لِمَنْ شَاءَ أَن يَّدَّبَّرَ (3)

رياض الأطفال

بقلم عبد الفتاح نيازي

قلنا في المقال السابق من هذه السلسلة (لِمَنْ شَاءَ أَن يَّدَّبَّرّ) إن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح التعليم ، وأوضحنا أن التعليم يبدأ منذ اللحظات الأولى في حياة الإنسان ، وقلنا إن الطفل هو آلة تسجيل شديدة الحساسية عالية الدقة ، وتكلمنا عن أخطر مرحلة تمر بالإنسان وهي مرحلة الرضاعة ، وكيف أن ظروف المعيشة وضغط الحاجة والعوز قد دفع معظم الأمهات أن يلقين بأطفالهن في شهورهم الأولى بين أيدي بلا قلوب في دور حضانة غير مجهزة تجهيزا سليما وأناس غير متخصصين وغير مدربين ، وأكدنا أن هؤلاء الأطفال الذين انتزعوا من أحضان أمهاتهم الدافئة الحنونة في هذه المرحلة المبكرة من عمرهم هم قنابل موقوتة سوف تنفجر حتما في وجه المجتمع يوما ما ..

وهناك مرحلة تلي مرحلة الحضانة وهي مرحلة رياض الأطفال التي صارت جزءا أساسيا في كل مدرسة ، وفي هذه المرحلة تكون المعلمات غالبا متخصصات ؛ حيث هناك كليات لرياض الأطفال تقوم بتخريج المتخصصات في هذا العمل ، ومعظمهن يقمن بعملهن بحب وتفانٍ وإخلاص ، إلا أن هناك عوار يصيب هذه المرحلة في مقتل ويهدد ـ إن لم يمحُ ـ براءة الأطفال .. هذا العوار هو وجود رياض الأطفال ضمن مؤسسة ومنظومة واحدة تضم رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ، وأحيانا تنضم إليهما المرحلتان الإعدادية والثانوية في المدارس المسماة افتراءا بالتجريبية والتي أصر على أنها (تخريبية) ..

إن وجود الأطفال اعتبارا من سن الرابعة في روضة أطفال مستقلة بعيدا عن تلاميذ المراحل الدراسية لهو أمر شديد الأهمية والضرورة للحفاظ على براءة هؤلاء الأطفال والتمكن من غرس القيم والمبادئ الصالحة في عقولهم ونفوسهم دون أن يفسد ذلك تدخل خارجي ، وأقصد بالتدخل الخارجي هذا الاختلاط بين أطفال مرحلة الروضة وتلاميذ الابتدائي والإعدادي بل والثانوي ، والذي يؤدي حتما ورغم أنف الجميع إلى أن يتشرب أطفال الروضة أخلاق وسلوكيات من هم أكبر منهم سِنًّا ؛ فيفقدون براءتهم ونقاءهم ويكبرون (قبل الأوان) .. لذا فإنني أعتبر أن مثل هذه المدارس الجامعة لكل المراحل أشبه ماتكون بمؤسسات الرعاية الاجتماعية للأحداث التي يدخلها الطفل ساذجا بريئا فيتحول داخلها ـ مع اختلاطه بمن يكبرونه ـ إلى منحرف سلوكيا أو شاذ فكريا ..

بناءا على ما تقدم فإنني أوصي بتعديل المنظومة بحيث يبقى طفل الروضة في روضته بعيدا عمن يكبرونه ليسعد بطفولته ويتعلم كريم الخصال والخلال بحيث ينتقل إلى المرحلة الابتدائية وقد ترسخت في نفسه وثبتت في عقله وروحه صفات الوداعة والمسالمة والمحبة للآخرين ولمجتمعه ووطنه ، ليبدأ مرحلة تربوية جديدة لها من الظروف والخصائص والأساليب التربوية والتعليمية ما يتناسب مع السن التي وصل إليها الطفل ..

ولهذه المرحلة (الابتدائية) حديث خاص أستأذن القارئ الكريم في إرجائه لمقال قادم إن شاء ربنا وقدر وكان في العمر بقية !!

عبد الفتاح نيازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق