جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأحد، 17 مارس 2013

إنسانيات "5" - الإنسان بين الملء .. والتفريغ

http://www.elraees.com/index.php/ahmedragaey/item/3278
إنسانيات - 5

الإنســـان بين المــلء .. والتفــريغ
بقلم فارس السيف والقلم :
اللواء أحمد رجائى عطية

منذ خلق الله الإنسان وأسكنه الأرض .. وهو محاط بالمخاطر .. وتجلى ذلك فى قوله الله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان فى كبد) سورة البلد الآية (4) .. وقال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) صدق الله العظيم سورة الأحزاب الآية (72).  فكانت أولى هذه المخاطر هى الطبيعة من حرارة وبرودة وأمطار وصواعق وسيول .. ثم تلتها الحيوانات المفترسة .. وغيرها.

إلى أن تكاثر الإنسان .. فأصبح هو نفسه خطر على نفسه وعلى الغير .. مع أن الخطر الرئيسى على الإنسان هو الشيطان الذى راهن ربه حين أقسم بإغواء العباد قال تعالى: (قال فبعزتك لأغوينـهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) سورة ص الآية (82/83).

ومع مرور الزمن أصبح الإنسان فى عائلات ثم قبائل وعصبيات .. وقد اختلفت بينهم المصالح والأفكار والعقائد .. حتى تضاءلت قيمة العداء الأساسى للإنسان ..ألا وهو الشيطان قال تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقـر ومتـاع إلى حين) سورة البقرة الآية (36) .. وإن كان الشـيطان هو نفسـه المحـرك الأساسى لأى عداوات بين البشر.

الدولـة:

مع تطور الزمن أصبحت تتكاثر هذه القبائل لتتجمع فى شكل منظم لها حدودها الجغرافية حسب مصلحتها .. تحكم فيما بينهم بقوانين وشرائع .. وهى ما يسمى بالدولة .. والدولة هنا هى الركن الأول فى تشكيل الوطـن .. أى الركن المادى – أما المعنـوى فهو اللغـة والعقيـدة والثقافة .. وهو الركن الثانى للوطن.

وأصبح الوطن له قدسية مادية وقدسية معنوية أوروحية وما بين الماديات والروحانيات المرتبطة بمصالح الوطن الواحد صارت هناك صراعات لا تنتهى – وانتهى الأمر بأن المصلحة العليا هى الوطن .. وذابت القبلية والعنصرية والعقائدية أمام كلمة الوطن. وذابت القدسية الروحية أمام القدسية المادية .. أى الوطن الواحد.

ولكن منذ أكثر من 1400 عام وبظهور الدين الإسلامى وانتشار اللغة العربية بجانب الدين الإسلامى فى عدة أوطان وانتشار ثقافة الإسلام بتعاليمه .. وقد حددت هذه الأوطان جغرافية المصالح المشتركة .. وهنا ولأول مرة تسمى مجموعة من الأوطان باسم لغتها وهى الأمة العربية – ولم يسبقها أو تبعها هذا الاسم وهى كلمة أمة فى أى تجمع وطنى وكان العامل الرئيسى لهذا التجمع هو اللغة –  وتقاربت هذه الأوطان من بعضها نتيجة اللغة والثقافة والمصالح الجغرافية .. لدرجة أنه فى الإمكان أن تقول الوطن العربى .. كما تقول الأمة العربية حتى الدول التى اعتنقت الإسلام ولم تعتنق اللغة العربية يطلق عليها العالم الإسلامى متضمنة الأمة العربية .. لكننا لا يمكن أن نقول عما سبق الأمة الرومانية أو الإنجليزية.

بل الإمبراطـورية .. ولا على التجمعات الحالية الأمة الأوربية أو الأمريكيـة بل الاتحـاد الأوربى أو الولايات المتحدة الأمريكية.

وهنا استفردت الأوطان الناطقة باللغة العربية وما يتبعها من ثقافة اللغة وتقاليد بكلمة الأمة العربية.

وقد فطن العالم أجمع وخاصة العالم الغربى إلى خطورة هذا التجمع الكبير وهو الأمة العربية .. والذى وقف للأمة العربية بالمرصاد وقد وجدت الصهيونية العالمية ضالتها فى هذا العداء .. فكان تواجدهم مجتمعين فى مصلحة مشتركة.

لقد وجد الغرب نفسه فى خطر من هذه الأمة عندما صار المد العربى ووصل إلى حدود فرنسا الجنوبية من جهة غرب القـارة الأوربية وإلى حدود بولندا من شرق القـارة. فهى لم تنس هذا أبدًا واستغلت الحرب العالمية الأولى والثانية لتقسيم هذه الأمة إلى أوطان مرة أخرى حين وصلت هذه الأمة تحت الحكم العثمانى (600عام) على درجة كبيرة من الضعف فى آخر أيامها.

وبعد أن قسم الغرب هذه الأمة إلى دول وزرعت فى قلبها حـامياً لهذا التقسيم .. ألا وهى الصهيونية .. ولم تكتفِ بهذا التقسـيم .. بل تحـاول جاهـدة حاليـا تجزئة المقسم .. وتقسيم المجزأ.

وهذا ظاهر بوادره حاليا فى بعض أوطان الأمة العربية مثل فلسطين والسودان والعراق .. وهناك تمهيد يجرى على أرض مصر ولبنان والجزائر.

لقد نجح الغرب فى تقسيم الأمة إلى أوطان متفرقة وزرعت الصهيونية للحفاظ على ذلك .. ولكن يتم الآن المحاولة إلى تقسيم الوطن الواحد إلى دويلات. بل ومحافظات لقد درس العدو أسباب تواجد هذه الأمة ولم تجدها إلا فى عنصرين الأول اللغة .. والثانية الثقافة.

اللغـة:

هى التى انتشرت بانتشار الدين الإسلامى حيث نزل القرآن الكريم بلسان عربى – وحتى الديانات الأخرى من مسيحيين أو يهود .. اختلطوا بالعربية وصارت لغتهم الأصلية .. حيث إن القدسية المادية وهـى الوطن .. ذابت فيها كل الأديان وقد ظهر هذا حاليا فى مصـر أو بلاد الشام والمغرب.

إن لغتنا العربية غنية بمفرداتها وتعبيرها .. حتى الكلمة الواحدة لها أكثر من معنى فى موقع الجملة – بل إن من غنى لغتنا أصبح للكلمة نفسها القوة التى تؤدى إلى تعميق المعنى .. وتتمتع الجملة العربية بواقع موسيقى يعمق المعنى أيضا .. والمعـروف أن المصدر الأساسى لهذا كله هو فى قراءة القرآن الكريم.

الثقافـة: تتجلى ثقافة المجتمع فى الملبس وأسلوبه .. والمأكل وطريقته .. والتحدث وآدابه .. وأعراف الزواج والأسرة والجار والمجتمع .. ومظاهر الحزن والفرح .. والمسكن وتقاليده .. إن الأداء لكل هذا وغيره كثير هو نتاج ثقافة المجتمع وقد تختلف من مجتمع لآخر داخل الوطن الواحد .. إلا أن تقاربها يجعل التعايش بين المجتمعات فى الوطن الواحد سمه من سمات أصل هذا الوطن– حيث إن ثقافة المجتمع تأتى من المعتقدات الدينية والعادات المتوارثة .. وكلها فى الأمة العربية من ديانات سمحة وعادات مسالمة وأعراف متحابة تتواءم مع بعضها البعض منذ آلاف السنين.

وإن كان هناك بعض الفروق فى هذه الأعراف نتيجة العرقيات التى يتكون منها الوطن الواحد .. كذا الفروق الطفيفة نتيجة المعتقدات الدينية .. إلا أنها تواءمت أمام المصلحة المادية وهى الوطن .. وتجمعت هذه الأوطان لتشكيل أمة واحدة.

الملء .. والتفريغ: إن دعامات الأمة العربية هى اللغة العربية والثقافة – وبعد إن استطاع العدو الأوحد للأمة العربية وهو الغرب والصهيونية إلى تقسيم هذه الأمة إلى دول وأوطان .. صار لها هـدف تالٍ وهو تجزئة المقسم.

ولن يتحقـق لها ذلك إلا بتفريغ الوطن الواحد من مضمونـه والذى يتمثل فى اللغة العربية .. والثقافة .. والأرض.

إن صور الاستعمار الجديد هى:

تفريغ اللغة من مضمونها.

تفريغ الثقافة من مضمونها.

تفريغ الأرض من مواطنيه.

تفريغ وجـدان المواطن من الأرض .. ليعيش لاجئاً على أرضه.

اللغة العربية:

وهناك طريقتان لتفريغ الأمة العربية من لغتها.

الأولى: وهى تفريغ الكلمة من معناها – وعلى سبيل المثال .. لقد بات واستقر فى وجدان الإنسان العربى نتيجة تقاليده .. ودينه أن الدفاع عن المال والعرض والأرض هو جهاد مشروع .. بل وفى دياناته أنه شهيد له الجنة .. ولكن الآن صار العدو يرسخ فى الأذهان أن من يدافع عن الأرض أو العرض يعنى إرهاب وأن من يمارس حقه فى ذلك فهو إرهابى.

وأن من يمارس فينا القتل والسـفك والطرد من أراضينا وتهجيرنا من أرضنا .. فهـو رجـل حـق مادام يرفع شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان .. حتى لو كان هذا الإنسان هو المعتدى نفسه .. فأصبحت حقوق الإنسان للمعتدى فقط وكُرِمَ بيننا على أنه رجل حق وعلى مشهد من العالم.

كما فُرغ السلام من مضمونه ليصبح استسلاما .. وأن السلام لا تحميه القوة .. بل يحميه الخنوع والذى صار شعارًا للحكمة.

لقد كانت كلمة التجارة تساوى الأمانة لما أُمِرتْ به أعرافنا وديننا .. لكن صار تعميق أن التجارة تساوى شطارة لا يحدها أى مبدأ أو قوانين.

حتى شهامة الموقف حل محلها ندالة الموقف ولا حياء .. عندما تراقص بالسيف أحد ملوك العرب مع رئيس دولـة اعتدى على وطن عربى – وعندما حاصرت بعض دول عربية شعب غـزة مشاركة للعدو الصهيونى وأصبح العمل الوطنى خيانة – والتعامل مع العدو تطبيع.

إن الأمثلة كثيرة وكثيرة من تفريغ الكلمة المجردة من معناها أو تفريغ كلمة الموقف من مضمونها– وقد تكاثر الإعلام الغربى والصهيونى وحتى الوطنى فى تعميق هذه المعانى الجديدة البديلة لكلمة الأصل وكلمة الموقف .. حتى صارت وباتت مطمئنة داخل الوجدان العربى وهذا هو التفريغ الأول للغة العربية حتى الآيات القـرآنية والقصص التى تحض على ذلك حذفت من مناهج المدارس.

أما التفريغ الثانى أو ما يسمى بالتفريغ الكامل .. وهو إحلال لغات أجنبية محل اللغة العربية .. سواء ذلك فى التحدث أو عناوين المنشآت وملابسنا ويتم ذلك التفريغ عن طريق التعليم والتعاملات اليومية تجارة وصناعة.

الثقـافة كما ذكرت من قبل أن ثقافات الأعراق والأديان داخل الوطن العربى قد تواءمت داخل الوطن الواحد .. بل وداخل الأمة العربية لتتعايش مكونة أمة عربية واحدة وذلك بالتنازلات والتسامح فيما بينهما.

ولكن لكى يجزئ العدو المقسم من الأمة .. لجأ إلى إحياء الخلافات العرقية ودق الإسفين بين الأديان .. بل تعميق الهوّة داخل الدين الواحد وتقسيمه إلى شيع ومذاهب .. لخلق نوع من الفرقة وعدم التواءم والتى وصلت إلى الحروب الأهلية .. وترهيب فئة لفئات أخرى وهذا كثير مثل نوبى ودرزى وطوارق وعرب وأفارقة وغيرها كثير والأمثلة كثيرة بين الأديان وحتى فى الدين الواحد.

وقد أطلق الغرب طابوره الخامـس للعمل على ذلك الفرقة .. بل إن مخابرات الصهيونية أنشأت وحدات خاصة لهذا العمل وهى تتمثل فى وحده أيجوز .. وخَاروف .. ودجانيم وماكام .. والماتكال .. والوحدة 242 .. والتى تخصصت كل وحدة داخل هذه المجتمعات وتم زرعها لاحياء هذه النزعات وهذا الشقاق.

إن إحياء هذه النزعات يبدل من ثقافة الأمة إلى عدة ثقافات فى المأكل والمشرب والملبس والعادات بدون تواءم بينها والذى تجمع عبر آلاف السنين .. وبالتالى يدفع بثقافته إلى مجتمعاتنا بديلا عن هذه الثقافات.

الأرض: هى جغرافية الوطن .. والتى يتم تفريغها من مفهومها – فإن أهمية جغرافية الأرض والتى تمثل الوطن .. تكونت أساسا حسب منفعة سكانها من هذه الرقعة من الأرض وهى تمثل جغرافية الوطن.

فقد عمد الغرب إلى إفشال ما كانت تنتج الأرض من غذاء .. وقَبِلنَا ذلك إما عن جهل أو عن خيانة أفراد. وأن يصنع ما يحلو له أن يصنع .. لأنه هو المتحكم فى تصنيع المصانع الصانعة لما نريد أن نصنعه .. بل إنه فرض أن تصنّْع ما ينفعه هو كمستعمر .. لا ما يفيدنا نحن كشعب.

وإن تاجرنا .. فإننا نتاجر تحت مظلته باسم التجارة العالمية .. لا كمـا يمكننا أن نتاجر به بين أوطاننا كافة أو كأمة مع المناطق الحرة.

لقد حاول العدو تفريغ الأرض من المواطن .. مثل ما يتم بالمشروع الإسرائيلى فى فلسطين ويحاول استكماله فى الضفة الغربيـة وغزة – أو كما فعل فى العراق (7 ملايين مهاجر معظمهم من المفكرين والعلماء) (وخمسة ملايين طفل يتيم) سوف يتم نشأته كما يحلو له أى عدو.

ولكن هناك تفريغًا أكثر خطورة .. وهو تفـريغ المواطن من الأرض وذلك بتقليـل قيمة الأرض واستغلالها لصالح المواطن وهنـاك يشعر المواطن أن لا قيمة للأرض التى تشكل جغرافية الوطن.

كل ما سبق كان صور التفريغ التى يتبعها الغرب والصهيونية لإذابة الأمة العربية .. ولكن ذوبان فى ماذا.. حتى هذا لم نكتشف مداه بعد أن قسم الأمة العربية وجزَّأ الأوطان العربية.

ولكن كيف نسترجع الأمة ونحافظ على هذا الاسترجاع.. وهو ما يسمى بالملء.

مع بداية القرن العشرين تم تقسيم الأمة .. ومع نهاية القرن العشرين يتم تجزئة المقسم .. ثم ذوبان المجزئ .. ولكن فى ماذا .. الله وأعلم!

المـــلء:

أولاً: يجب استرجاع المعنى الأصيل للكلمة التى تغير معناها وذلك من خلال مدارسنا وإعلامنا وكتابنا .. وتحصين التمسك بهذه القيم فى الكلمات التى شوهت معناها.

ثانياً: التمسك باللغة العربية فى إعلاناتنا وخطاباتنا الرسمية ومسميات تعاملاتنا التجارية والصناعية وفى مدارسنا .. وجامعاتنا وهذا لن يأتى إلا إذا فعلنا مثل باقى دول العالم .. ألا وهو ترجمة كل ما هو يصدر من علم وأدب إلى اللغة العربية فإن العـلوم والطب والهندسة يدرس فى جامعات إسرائيل بالعـبرية وفى فرنسا بالفرنسية وألمانيا باللغة الألمانية .. ونحن لسـنا أقل.

لقد كان فى أصل الحضارة القديمة والحديثة هم العرب بلغتهم العربية .. ومازال الكثير من الاختراعات الحديثة يقوم بها عرب ولكن باللغات الأجنبية.

وهذا لا يعنى أن نتجاهل تعليم اللغات الأجنبية فى مدارسنا .. بل هى بالأهمية بما كان .. ولكن نتعلمها للتواصل مع الغـرب لا أن تكون بديلاً عن اللغة العربية فى حياتنا وثقافتنا.

ثالثاً: أن نأخذ من ثقافة الغير ما هو مفيد ونضيفها إلى ثقافتنا .. ولكن لا نأخذ ثقافتهم كعقيدة كما يجب أن ننبه مدارسنا وإعلامنا وأدباءنا وحكماءنا إلى ذلك .. ليدرء كل منهم هذا الخطر المتغلغل فى وجداننا والانتباه إلى الخطورة فى أن المثقفين فى هذه الأمة هم الذين اعتنقوا الثقافة الغربية .. بدلا من أن يعدلوا من ثقافاتنا إلى الأصلح .. فالمسموح هو أن يضيف .. لا أن يستبدل كليًا.

رابعاً: إن جغرافية الأوطان العربية .. يجب أن يعاد عليها توزيع القوة البشرية بما يضمن الأمن القومى العربى والأمن الغذائى والصناعى وخاصة مصر لأنها بمثابة العروة الوثقى بالنسبة للأمة العربية.

كلمة أخيرة .. لقد تفرغت اللغة العربية والثقافة العربية والأرض العربية من جغرافيتها وتضاريسها التى بنيت عليها الكلمة والثقافة والأرض.

فإذا تفرغت اللغة العربية من مضمونها فسوف تتفرغ العروبة من مبـادئها.

إذا تفرغت الثقـافة من مبـادئها .. فسـوف تتفـرغ العروبة من وجدانها.

وإذا تفرغت الأرض من خيراتها .. فسوف تعيش الشعوب العربية لاجئين على أرضهم.

لقد تفرغ الكل من الكل .. وعلينا إعادة الملء.

 حكمة

إذا تفرغت اللغة العربية من مضمونها .. فسوف تتفرغ العـروبة من مبادئها.

إذا تفرغـت الثقافـة من مبـادئها .. فسوف تتفـرغ العروبة من وجدانها.

وإذا تفرغـت الأرض من خـيراتها .. فسوف تعيش الشعوب العربية لاجئين على أرضهم.

لقـد تفـرغ الكل من الكل .. وعلينـا إعادة المـلء.

خاتمة

 كلماتى السابقة التى دونتها فى هذا الكتاب ما هى إلا خبرات وتأملات اكتسبتها من خلال عملى خادمًا لوطنى فى الحياة العسكرية والمدنية ولا أجد حرجًا إن قلت أنها ليست تأملات بل هى نتائج واقعية لحياة نعيشها أحاول أن أنقدها وأبين جيدها ورديئها كى تستفيد الأجيال القادمة من جيدها وأن تعالج الردئ الموجود فيها إن لم يستطع جيلنا فعل ذلك وكتابى ليس بالقرآن فلا يعتريه خطأ وكلامى ليس وحيًا فلا يعتريه خلل وإنما هو كلام بشر يجب قراءته ونقده فإن أحسنت فمن الله وأرجو أن يكافئنى ربى عليه وإن كانت الأخرى فمن نفسى ومن الشيطان وعلى الله قصد السبيل.
                أحمد رجائى عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق