جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

السبت، 9 مارس 2013

هل سيطيح الأمن المركزي بالرئيس مرسى؟

http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/302
رؤى

هل سيطيح الأمن المركزي بالرئيس مرسى؟

بقلم : علاء عريبى
Alaaalaa321@hotmail.com

الأخبار التي تصلنا عن تمرد ضباط وأمناء وجنود الأمن المركزي فى بعض المحافظات مثل الإسماعيلية والدقهلية والغربية وبورسعيد تطرح علينا سؤالا حان وقت طرحه، وهو: هل سيتطور التمرد إلى عصيان كامل لضباط وأمناء وجنود الشرطة ضد وزير الداخلية وضد سياسة الرئيس محمد مرسى؟، هل ستشهد الأيام القادمة انقلاب الشرطة ضد وزيرهم؟، هل سيرفض الضباط والأمناء تنفيذ الأوامر بالنزول للشوارع والتصدى للمتظاهرين الرافضين لسياسة الرئيس مرسى؟، وماذا لو استيقظنا صباحا واكتشفنا انسحاب الضباط والأمناء والجنود من الشوارع؟، وهل هذا الانقلاب من الممكن أن يطيح بالرئيس المنتخب أو يجبره على التنحى؟، هل عصا النظام(الشرطة) سوف تحقق حلم الثائرين بالشوارع وتطيح بالإخوان المسلمين ورئيسهم؟، وماذا لو رفض د.مرسى التنحى وتمسكت الشرطة بالتمرد والعصيان؟، هل سيساند الشعب أولاده فى الداخلية ضد النظام؟، ما هى تفاصيل المشهد اليومى بدون الشرطة؟، من الذى سيحمى أولادنا وأسرنا فى المنازل والشوارع والمواصلات وفى العمل؟، ما الذى يجبر الضباط والأمناء والجنود على الدخول فى معركة مع المواطنين قد تنتهى بوفاة بعضهم؟، ما الذى يعود على ضابط أو أمين او جندى من اشتباكه مع شباب ثائر شد النظام؟، ما الذى سيستفيده إذا بترت ساقه أو يده أو أصيب بعمى أو شلل لا قدر الله؟، لماذا يضحى الضابط أو الأمين أو المجند بحياته أو بمستقبل أسرته؟.
تابعت بسعادة بالغة موقف ضباط وجنود الأمن المركزى فى الدقهلية والإسماعيلية وبور سعيد، ورفضهم القاطع النزول إلى الشوارع والتصدى للمتظاهرين، واستمعت وقرأت بعض تصريحات لضباط وأمناء شرطة لوسائل الإعلام، وأكد بعضهم أن بعض الجنود والأمناء والضباط رفضوا إطلاق النار على الشباب الثائر، وأن بعضهم رفض كذلك التصدى لهم بالضرب المبرح، وقد صرح البعض أن النظام زج بهم إلى معركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وأنهم يودعون أسرهم عند نزولهم إلى العمل، وجميعهم يصلون لله ويتلون الشهادة قبل خروجهم لمواجهة المظاهرات، وقيل أيضا أن معظمهم يترك وصيته مكتوبة لأنه أصبح على يقين أنه لن يعود مرة أخرى إلى المعسكر، بل سينقل إلى المستشفى أو إلى ثلاجة المشرحة، وأظن أننا لو جمعنا الرسائل التى يكتبها الجنود والأمناء والضباط الشباب قبل خروجهم للعمل فى الشوارع سوف نتألم كثيرا لدرجة البكاء، وأستطيع أن أذكر لكم بعض مما أوصى به أحد المجندين زملائه، فقد حكي لي ضابطا كبيرا أن المجند أوصى زملائه أن يرسلوا راتبه إلى والدته لأنها فى حاجه شديدة إليه لكي تنفق على أشقائه، وذكر لى أن أحد الضباط كان سينزل لكى يتم زيجته.
على أية حال جميع التصريحات التى صدرت من الضباط المحتجين توضح أن معظمهم يدرك تماما أنهم يتحملون عبء القرارات والسياسات الفاشلة للرئيس محمد مرسى وحكومته، حيث يدفع بهم النظام إلى قمع الشباب الرافض لهذه السياسات أو التصدى لاندفاع وجموح بعضهم بهدف حماية المنشآت العامة، وهو ما يجعل الشباب يواجه بعضه البعض( فى الشرطة وفى الشارع)، وتنشب المعارك وتنتهى كالعادة بقتلى وإصابات من الطرفين، وبالطبع الدماء التى تسال تشحن النفوس بالغضب والكراهية وتشجع على الثأر، وينزل كل من الطرفين فى اليوم التالى متربصا بالآخر ساعيا إلى الثأر والانتقام، وتبدأ عمليات التحرش بالحجارة والغاز وتتطور إلى الخرطوش والرصاص الحى والمولوتوف وتقع الإصابات والوفيات ويستمر المسلسل.
والمؤسف فى هذه المشاهد أن مصر هى الخاسر الحقيقى من المواجهات وليس النظام الحاكم أو أتباعه وفلوله، لأن مصر تفقد هنا أعز ما تملك وهو شبابها بالموت أو الإصابة، حيث أن المواجهات تقع بين الشباب من الشرطة والشباب من المتظاهرين.
لهذا علينا أن نثمن الموقف الذى اتخذه ضباط وأمناء وجنود الأمن فى الدقهلية والإسماعيلية وبورسعيد، والمنطقي أن نساندهم فى رفضهم ليس لكى يطيحوا بالنظام الحاكم، بل لكى نحقن دماء الشباب التى تسيل على الإسفلت من الطرفين، فجميعهم أولادنا، وبدون الشباب لن تكتمل ثورتنا ولن تقوم نهضتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق