جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 12 مارس 2013

حماية .. والسلام


http://www.elraees.com/index.php/abdelrazeq/item/3121
بقلم : عبد الرازق أحمد الشاعر *

عام 2007، سأل السناتور الديمقراطي بايدن  المأسوف على بياض أسنانها كونداليزا رايسإن كانوا يخططون لعبور الحدود العراقية والتوغل في الأراضي السورية أو الإيرانية لمطاردة "قواعد الإرهاب المتنقلة". ويومها أجابت كوندا: "واضح أن رئيسنا يفعل كل ما يستطيع لحماية قواتنا هناك، كل ما يهمنا الآن أن نجتث خلايا الإرهابيين من العراق. أعتقد أننا جميعا ندرك أن من واجب الرئيس أن يفعل أي شيئ لحماية قواتنا."
لكن إجابة رايس اللزجة وقفت ككتلة دهن دسمة في حلق السيناتور الجمهوري تشاك هاجل الذي اشتهر بعدائه لسياسات الإدارة الأمريكية التي "تجيد ارتكاب الأخطاء في الوقت المناسب"، فقال متهكما: "، سيدتي وزيرة الخارجية، يذكر بعضنا ما حدث عام 1970، حين كذبت الإدارة الأمريكية على شعبها وقالت أنها لم تعبر حدود كمبوديا، رغم أننا كنا قد تجاوزناها بالفعل. أعرف شخصيا بعض التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر، وأعتقد أن بعض أعضاء لجنتنا الموقرة يعرفون ما أعرف. لهذا أجد أن محاولتك تمرير مخططات الرئيس أمر خطير للغاية."
لكن الحدود عند المحتلين - سيد هاجل -  ليست لها تلك القدسية التي يراها طالبوا اللجوء السياسي أو الراغبون في الحصول على تأشيرة عمل في دولة نفطية أو المهاجرون في قوارب آيلة للغرق كفئران حقل نحو الشواطئ الأوروبية. فالحدود عند صانعيها من بني جنسكم نجيل صناعي يبسط عند الحاجة ويطوى بضغطة زر.
الحدود أشواك صناعية يغرسها طغاتكم على جنبات معابرنا وهم يحملون أوزارهم ليعودوا من حيث أتوا غير مأسوف على خطاهم. وهم وحدهم يملكون شيفرة النزيف، وخارطة الألغام، لهذا تظل مخيلة الشعوب الزاحفة نحو الحرية محدودة بأسلاك وهمية تفتش عن أي طريق يحملها نحو أي خلاص، فلا تجد إلا طريق التبعية.
يذهب المحتلون حين يذهبون وفي طيات حمولة أكتافهم أحلام موثّقة بالعودة القريبة على أعناق المنادين بالحرية والمطالبين بالاستقلال. ولأنهم غير مضطرين لحمل جوازات سفر أو أوراق هوية، تراهم يتنقلون بين حدودنا المؤقتة كيفما عن لهم دون الحاجة للبحث عن مبرر أخلاقي كذلك الذي صدعتنا به أمريكا وحكوماتها المتعاقبة عن حقها في حماية قواتها ورعاياها.
وكذبت حكومة بوش كما كذبت حكومة نيكسون، وقصفت أمريكا سواحلنا كما قصفت طائرات ب 52 الساحل الكمبودي ذات تمرد. لكنها توغلت في بلادنا اليوم أضعاف ما توغلت في كمبوديا، وقصفت في بلادنا ما تورعت عن قصفه هناك. لكنهم ليسوا مضطرين هنا  لتبرير عبثهم بالحدود لأنهم صانعوها. ولا يجدون في أنفسهم حرجا من الوقوف أمام الكاميرات والإعلان مرة بعد مرة أنهم يدافعون عن قواتهم المغروزة في شرايين بلادنا كنبت شيطاني.
نعم تجاوزت قواتكم حدودنا سيد بايدن، ولم تجد عند خفر السواحل أو صالات الجوازات من يوقفها ويفتش أمتعتها لأنكم سيد بايدن تأتوننا اليوم بطلب من مجالسنا النيابية وأحزابنا اليسارية وشعوبنا المنهكة. هأنتم اليوم تغزون حدودنا سيد هاجل ولا تجدون قوى ممانعة ولا حرس حدود لأنكم تأتون اليوم لحراستنا من أنفسنا ومن قوات الأمن في بلادنا. دمتم لنا سيدة رايس ودام دعم حكوماتكم المتعاقبة لثوراتنا الربيعية ضدكم. سيوفنا معكم، وقلوبنا ضدكم، وحدودنا حدودكم وعلى قواتكم السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق