جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الجمعة، 8 مارس 2013

حانوتى الإخوان ..!!

http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/3001
برقيات

بقلم : جيهان عبد الرحمن

بعيدا عن التفاصيل الرهيبة التى تؤرخ لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الخاص الذى يتعبد لله بقتل النفس التى حَرَّمَ الله الا بالحق ، وبعيدا عن إباحة كل المحظورات الشرعية من كذب ونفاق وتدليس وشهادة زور وكثير من الموبقات باستخدام القياس الفاسد والعياذ بالله ، وبعيدا عن الدسائس والتقارير والوشاية ببعضهم البعض لدى أمن الدولة وأكلهم لحوم إخوانهم دون وجل أو رمشة جفن ، ، لم أجد تشبيها أدق وأعمق لوصف علاقة الفرد الإخوانى بجماعته القائمة على السمع والطاعة سوى الوصف الذى استخدمه الأستاذ ثروت الخرباوى فى كتابه قلب الإخوان ، ومن بعده كتاب سر المعبد من أن الإخوانى بين يد مرشده يجب أن يكون مثل الميت بين يد من يغسله ..!!

رغم قسوة التشبيه إلا أنه كما يقال بلغة أهل القانون تعبير جامع مانع ، فهم يكرهون من يمتلك نعمة التفكير بدليل الفشل الذريع وحالة الانهيار التى تعيشها البلاد والعباد بعدما تولت الجماعة حكم مصر وكأنه لا يوجد رجل رشيد من بينهم ،فكلهم جميعا دون استثناء ذلك الميت بين يدى مغسله فهل تنتظر من الميت شئ ؟ والمغسل هنا للأسف هو ذلك الرجل القابع فى المقطم الذى يبدى حزنه وأسفه لموت النباتات ولم يبد أي أسف أو ندم لكل تلك الدماء الطاهرة الزكية التى تروى بها كل محافظات مصر من خيرة شبابها ، وللأسف ايضا حين تستمع أو تحلل أو تراقب أداء الرئاسة ومصر فى حالة فورة واشتعال وازمات متلاحقة تجد الميت هنا هو رئيس مصرنا المنتخب الشرعى القادم عبر الصناديق الملوثة ـ عفوا المقدسة ـ مثلها مثل عجل أبيس .

وأرجو أن لا تنزعج من التشبيهات فهى من صنعهم ومن نتاج أفكار من خالطهم واكتوى بحبهم وانتسب إليهم.
إنهم يكرهون نعمة العقل والتفكير ويتخلصون بطرقهم الخاصة من كل ذى عقل انضوى تحت لوائهم مبهورا بفكر الدعوة ، وتطبيق شرع الله ، ويكفي أن تقرأ حكاية الأستاذ الخرباوى فى بداية التحاقه بالجماعة وكان فى معسكر تأهيلى فى رأس سدر ، وفى حفلة سمرهم أخذ أمرا مكتوبا يجب تنفيذه بالحرف وهو أن يحمل كوبا زجاجيا من مطبخ الفيلا ويذهب به الى الشاطئ ثم يقوم بدفنه تحت كومة رمال ..وإذا جاء له من يطلب تسليمه الكوب فلا يجيبه ويدافع عن الكوب المخبوء بكل قوة ثم يستخرجه ويعود به سليما الى المطبخ.

الأستاذ الخرباوى استخدم الحيلة ودفن الكوب بالقرب من الفيلا ثم ذهب الى الشاطئ وأقام فيه كومة وهمية من الرمال ووقف عندها ليحرسها ، حتى فوجئ بأخوين من أبطال الجمهورية فى الرياضة العنيفة .. المصارعة أو الكنغ فو ، يطلبان الكوب الذى سيأخذانه منه مهما كلفهم الأمر تنفيذا للأوامر الصادرة لهم ،حتى لوحدث اشتباك شديد لا تحمد عقباه ، وقتها أعمل الأستاذ حيلته ونثر على وجهيهما حفنة من الرمال وذهب مسرعا حيث استخرج كوبه وعاد به سليما إلى مطبخ الفيلا بلا قتال ظنا منه أنه انتصر.

لكن وفقا لمنطق الجماعة فإن الخرباوى قد خالف مبدأ السمع والطاعة وهو ما استحق عليه اللوم والتأنيب لأنه دافع عن الكوب بعقله لا بجسده كما هو مكتوب له فى الأمر ، وكان من نصيبه أن كتب المسئول الإخوانى عنه تقريرا يفيد عدم صلاحيته كأخ إخوانى عامل لأنه يفكر !! ولولا علاقته الطيبة وقتها بمختار نوح وقيادات أخرى بالتنظيم لكان خارج الجماعة قبل أن يبدأ الانخراط فيها !!

الحقيقه بعد قراءة تاريخ الإخوان لم أعد أندهش أبدا من أداء الرئيس محمد مرسى ، ولم يصبنى ما أصاب غيرى من صدمة حوار ( وش الصبح ) الذى تحدث فيه عن أشياء حفظها عن ظهر قلب وأخذ يرددها بلا كلل أو ملل يحسد عليه ، وكلنا يعلم أنه مجرد كلام أجوف بلا معنى ولا يمت للحقيقه بصلة ، لم أتعجب لأن الميت بعدما انتهى مغسله من تلقينه ما يريد .. أخذ يردد ما تلقاه فالميت لا وعى له .

كل من فكر داخل الجماعة حِيكَت له الدسائس والمؤامرات الدنيئة ليكون خارج ذلك التنظيم السرى ومن أمثلة هؤلاء الدكتور السيد عبد الستار المليجى الذى كتب كتابه تجربتى مع الإخوان من الدعوة الى التنظيم السرى ؛ وهو حافل بالأسرار التى تؤكد كل المعانى السابقة.

أيضا لم يصبني الفزع أو الاستياء الذي أصاب البعض عقب نشر جريدة الحرية والعدالة مقالا عن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين تناولت منهجه وأفكاره وكانت تعقب اسم البنا بلفظة (رضى الله عنه ) وكأنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لِمَ العجب فهم يروجون لأفكار تلقفوها بعدما وصلوا الى درجة أخ ميت ، فهم أموات تحت تأثير حانوتى الإخوان ، فهل تتوقع خيرا لبلد يريد أن ينهض وقوامه مجموعة من الموتى بين يد مغسلهم؟

الذى يحيرنى فعلا هم أولئك الذين يعرفون تاريخ الإخوان جيدا ومع ذلك وقفوا الى جانب المرشح الإخوانى ونصروا الجماعة بتاريخها الملوث بالدماء ، ولكن هاهو الاستاذ مختار نوح المحامى الإخوانى الشهير يتوقع نهاية حكم محمد مرسى خلال ثلاثة أشهر على ألاكثر لأسباب صحية تتعلق بصحة الرئيس وأخرى واقعية تتعلق بأداء الرئاسة وعدم تطبيق الشريعة..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق