جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 26 مارس 2013

هل العريان مصرى؟

http://www.elraees.com/index.php/mian/files/item/3602
بقلم : فريدة الشوباشى

من الصعوبة بمكان متابعة سيل التصريحات التى يطلقها القيادى الإخوانى عصام العريان، التى تشبه قنابل الدخان أو بالونات الاختبار، بحيث تصرف الانتباه عن الأخطر والكاشف فيها، ويوم أمس الأول أطلق العريان سهاماً فى كل الاتجاهات، وفى المقدمة «الهدف الأثير» لدى جماعته، وهو الهجوم على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وقد أظهر الهجوم الأخير -والذى لن يكون الأخير بالطبع- أن العريان استقى معلوماته من جميع الجهات التى عادت مصر «المشروع الناصرى»، الذى لا يحتاج جهداً كبيراً لمعرفة أبعاده وماذا حقق للشعب المصرى؟ ولماذا تكالبت عليه -بالتالى- كل قوى الشر لإجهاضه؟ وعندما لاحت معالمه فى الأفق رافعاً راية العدالة الاجتماعية، التى هى جوهر مشروع ناصر، فى ثورة يناير، اشتعلت نيران الغضب والفزع فى قلوب أعداء العدالة على كل صعيد، وفى اعتقادى أن العريان كان يريد من خلال هجومه الهيستيرى على عبدالناصر تمرير أمر فى غاية الخطورة والأهمية تعليقاً على مظاهرات جمعة استرداد الكرامة، فقد كتب على حسابه الشخصى تويتة، قال فيها: لو لم يتدخل الجيش المصرى لحمايتنا سوف نستدعى «جيشنا» ونحاصر الحدود المصرية، ولن يهنأ مصرى واحد فى منزله!!؟؟ إذن يعتبر العريان أن على «الجيش المصرى» أن يحمى جماعة الإخوان المسلمين وأن يحذو بذلك حذو الشرطة، وعلى اعتبار أن كل مصر يجب أن تكون فى خدمتهم وحمايتهم وتحت إمرتهم؟!
ويميز العريان بوضوح بين الجيش المصرى الذى يأمره بحماية جماعة الإخوان، وكأن هذه المهمة هى عقيدة الجيش «المصرى» الذى هو غير جيش العريان، حيث يهدد فى حالة تقاعس «الجيش المصرى» أنهم سوف يستدعون جيشهم؟! قال العريان سوف نستدعى جيشنا، وهو كما يبدو واضحاً تمام الوضوح جيش آخر غير الجيش المصرى الذى عشنا معه وعاش معنا منذ عهد مينا، إنه يتحدث عن جيش ليس مصرياً، أضاف العريان تهديداً متصلاً بقوله: ونحاصر الحدود؟! تُرى ما جنسية «الجيش» الذى سوف يحاصر حدودنا؟ هل هو ذاته الذى شن حروبه الوحشية وتكررت اعتداءاته انطلاقاً من حدودنا الشرقية؟ ولم يَفُت العريان أن يحذر شعب مصر من جبروت «جيش الجماعة»، إذ قال: ولن يهنأ مصرى واحد فى منزله!! وكلام العريان هذا الذى «تاه» فى عاصفة هجومه على الزعيم الراحل يؤكد أنه لا يعتبر نفسه «مصرياً»، فإذا كان اقتحام جيشه ومحاصرة حدود الوطن الذى نعيش فى كنفه ونشرب من نيله لن يدع مصرياً واحداً يهنأ فى بيته، فهذا يؤكد بلا لبس أن العريان ومن كان على شاكلته ليسوا مصريين وإلا لدخل فى زمرة الذين لن «يهنأوا فى منازلهم!».. صحيح والله.. جابوا الخير لمصر!.. ويبدو أن خيراً كثيراً ما زال ينتظرنا على أيدى هذه الجماعة، مثل حصار حدودنا وقض مضاجعنا بحيث لا يهنأ أى منا فى منزله.. هل هذه دعوة لحرب أهلية؟ وهل هى تهديد لجيشنا بأن للجماعة جيشاً رهن الاستدعاء لمحاصرة الحدود «المصرية»؟! فقط أريد -وأعتقد أن كل المصريين يريدون- معرفة جنسية جيش العريان وجماعته!
وعلى فكرة «نحن المصريين» سنكون «إيد واحدة»، جيشاً وشعباً ضد أى جيش غازٍ أو متطاول على أرضنا وحدودنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق