جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 26 مارس 2013

الصهاينة يقيمون الأفراح .. ونحن الأتراح

http://www.elraees.com/index.php/nabielaboelnaga/item/3601
بقلم اللواء نبيل أبو النجا*

لم يستطع الصهاينة إذلال شعب مصر طيلة الحروب المصرية الإسرائيلية وإبان فترة الصراع العربي الإسرائيلي, إن الولاية (51 الأمريكية) تلك الدويلة المغتصبة للأرض والعرض, هذه العصابات التي تسمى "الدياسبورا" أي يهود الشتات في العالم تطرب الآن وتنتشي كل يوم بسماع سقوط قتلى وجرحى من أبناء مصر لأن ذلك يوفر عليهم خوض غمار حروب أخرى وهم يعلمون أننا في رباط إلى يوم الدين ولن نترك الأقصى في أيديهم أبدا حتى يموت آخر رجل منا, إن أخبارنا تصل إليهم تباعا تزف إليهم نبأ استنزاف دماء شعب مصر بأيدى رجالاته وشبابه وقادته المؤمنون بالله وباليوم الآخر والذين يعرفون أو المفروض أنهم يعرفون حرمة دماء المسلم على المسلم وعلى غير المسلم كأخ في الإنسانية وبشر مثلنا له حرية العقيدة وحرية الأديان.

لهم الحق أن يصدروا إلينا كل ما يشعل نار الفتنة ويؤججها لأنهم أساتذة في فن دراسة نفسية الشعوب وثقافتها وعاداتها وتقاليدها ويسخرون الغالي والنفيس من أجل ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الوطني حتى يسيل الدم المصري أنهارا وتنهار مصر لا قدر الله بأيدي شعبها الذي أذل الصهاينة في حرب العاشر من رمضان/أكتوبر 73 وأسر قادة جيوشهم وألحق بهم خسائر جسيمة برغم الدعم الأمريكي المطلق المعتاد للصهاينة, وللأسف نحن دائما مثل قطع الشطرنج يحركنا الغير لصالحهم ونحن نقف موقف المتفرج ونبلع الطعم تلو الطعم ولا نتعلم, إن الصهاينة عندهم سلاح الحرب النفسية على أعلى مستوى من الإعداد حيث يدرس العادات والتقاليد والمزاج النفسي لفئات المجتمع المصري ويكرس كل التقنيات والإمكانيات المادية لتقويض أركان الوطن وغرس الإحباط واليأس في النفوس بغية الإستسلام للهزيمة ونشر الروح الإنهزامية والسلبية والتواكل لدى الشعب حتى نصبح تنابلة سلطان متبلدي الحس فاقدي العزيمة, وليس معنى هذا أننا نعلق أخطاءنا دائما على العدو الصهيوني ولكن الصراع المصري الإسرائيلي مستمر ليوم الدين وكل هدفهم تدمير هذا الشعب العريق الذي أذاقهم مرارة الهزيمة في العاشر من رمضان.

إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية والوحدات الخاصة عندهم تزرع عناصر لهم في سيناء وداخل الوطن ويعيشون منذ الصغر وسط الناس ويتعلمون ويتزوجون ويعيشون كمواطنين منا وعند الحاجة لهم يقومون بتنفيذ ما يطلب منهم, إن هذا الموضوع دقيق وطويل ولا أريد أن أذكر تفاصيله هنا ولكن ما أنشده هو الإحتياط والحذر كل الحذر من "قالوا وقلنا وهمه", من اللي قالوا, لا أحد يعرف ولكن يجب أن نعرف أن الإشاعات المدروسة والمدسوسه والتي تنتشر كما تسري النار في الهشيم تدمر الوطن وتدفع بالشباب المتحمس لأمور لا يحمد عقباها وعاقبتها خراب مصر ودمارها, إذا إتباع الحيطة والحذر الكاملين عند ترديد إية إشاعة وسماعها ويجب التدقيق من أكثر من مصدر موثوق به وإلا كأن لم تكن ولنعلم أن العدو درس ويدرس جيدا سلوكياتنا وما الذي يثيرنا ويخيفنا ويدفعنا لأي عمل أرعن متهور يسفر عن سقوط قتلى وجرحى من أبناء الوطن.

لقد نجح العدو الصهيوني في غرس الخوف من الإسلام في نفوس الشعب المصري المؤمن بالفطرة, بلد الأزهر الشريف, فكل من له لحية كاذب ومنافق ومحتال وقل ما تشاء, هل هذا صحيح؟ هل كل من يعرف الله ويخافه ويعامل الناس بخلق طيب ويواظب على الصلاة ولا يسرق ولا يقترف الكبائر ويحترم أهل الذمة ويدافع عنهم ويصل رحمه ويعاشر جيرانه بالمعروف والإحسان ويكون قدوة للغير في التسامح وفي التعاون على البر والتقوى يكون إرهابيا ومنبوذا من المجتمع؟.

لقد نجحت الصهيونية العالمية وإعلامها المهيمن على مقدرات الشعوب حتى الأمريكان القوة العظمى الوحيدة في العالم الآن في أن تجعل الإسلام دين الإرهاب وسوف تهلل لسقوط مصر لأن الإسلاميين في سدة الحكم ولينظر العالم ما ذا حققوا غير الخراب والدمار!!

لا تعلم دويلة الصهاينة أن الشعب المصري انتخب الرئيس الحالي لأنه متدين ويخاف الله ويراعيه سرا وعلانية, إذا النتيجة هى لا محسوبية ونعم للعدالة الإجتماعية والرخاء والتقدم لأنه لا رشاوي ولا فساد ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ولا ميزة لفصيل على الآخر ولا لجماعة على باقي مصر ولا قصور ولا سيارات فارهة وطائرات خاصة وعلاج للصفوة في الخارج والفقراء يموتون جوعا, لن ينام الرئيس على ريش نعام والشعب ينام في الدويقة واسطبل عنتر والزاوية الحمرا على الأرصفة وفي الشوارع, لن يعين الرئيس ابنه حديث التخرج فورا والآلاف ممن سبقوه لا يجدون وظيفة لأنه ابن الرئيس, لن يترك الرئيس الخلافات والصراعات تصل لحد الإقتتال ويقف موقف المتفرج حتى يسيل الدم المصري أنهارا, لن يترك الرئيس حقيقة إلا وأعلنها على شعبه في شفافية كاملة ولا ضبابية كما حدث في موضوع رفح ونتائج التحقيقات العديدة في الكوارث المتعاقبة التي حلت بالوطن وأوشكت أن تدمره, لن يترك الرئيس الحبل على الغارب للبلطجية ويصبح الأمن في خبر كان ويعيش الشعب غير آمنا على نفسه وأهله وعرضه وممتلكاته, لن يسمح الرئيس بتدهور الحال من سئ إلى أسوأ ولن ينام الليل ولن يدخر وسعا في لم الشمل ودفع عجلة الإقتصاد للأمام واستنهاض الهمم للشعب المصري الذي يرهب العالم جانبه فتاريخه حافل بالنضال والكفاح وكم دحر من الفرنجة والصليبيين والهكسوس والتتار والفرنسيين والإنجليز والصهاينة, إن الشعب المصري جبار في الحق مارد عند الدفاع عن الأرض والعرض وجنده خير أجناد الأرض.

هل عرفنا نحن ما يجب عمله الآن وليس غدا, نبذ العنف بين أبناء الشعب المصري وتوفير الدم للجولات القادمة مع الصهاينة, لنتحد جميعا فيد الله مع الجماعة ولنعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق ولا ندع مباراة كرة قدم تحول بورسعيد المدينة الباسلة لمدينة معادية وهى التي دافعت عن كرامتنا وعزتنا في العدوان الثلاثي 1956 والنكسة 1967 والعاشر من رمضان 73 وهم أهلينا وأبطالنا ويجب أن نلم الشمل سريعا حتى تنهض مصر, ليس هناك إخوان وغير إخوان بل كلنا إخوان في الوطن وشركاء في السراء والضراء يجب أن نحب بعضنا بعضا ونسامح فإن التسامح أسمى مراتب القوة وحب الإنتقام أول مظاهر الضعف, يارب إذا أعطيتني قوة لا تأخذ عقلي وإذا أعطيتني تواضعا لا تأخذ إعتزازي بكرامتي واجعلني أعمل مرضاتك في كل حين قبل أن أصبح تحت الأرض.
-------------------------------------
* لواء متقاعد - وحدات الصاعقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق