جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 7 مارس 2013

الهؤلاء ... والهؤلاء


http://www.elraees.com/index.php/mian/writers/item/2985
الكاتب والخبير الأمني
مصطفى المليجي

بعد أكثر من عامين على ثورة يناير التي أدخلتنا التاريخ من أوسع أبوابه، وجعلتنا نحلم بمجتمع تسوده القيم الإنسانية لم يتحقق الحلم وأصبحنا في معمعة، لا تعرف من ضد، ومن مع.

أي الهؤلاء في مواجهة الهؤلاء، عنفاً وشراسة، وحقد أسود، وقتلاً، وتدميراً، وتدبيراً، وتحريضاً، وإعادة توزيع أدوار، وتغيراً للأماكن، وقطعاً للطرق، وتعطيلاً للأرزاق، وأطلاقاً للشائعات، وعصياناً مدنياً في بورسعيد، وأحداث شغب في مدينتي المحلة والمنصورة بدون أي مبرر.

أنهم الهؤلاء الذين فضلوا انتهازية الشارع، والنخبة السياسية، ويريدون إسقاط الهؤلاء، أصحاب المشروع الإسلامي.

والهؤلاء يدعون الديمقراطية، ويمسكون المولوتوف ويطالبون بالمدنية، ويحررون توكيلات للجيش، وهم الذين هتفوا يوماً بسقوطه، متناسين تاريخه النضالي الوطني على مدى التاريخ.

والهؤلاء هم أنفسهم الذين حاولوا إحداث وقيعة بين الشرطة، والجيش في بورسعيد، وصارعوا إلي نشر الشائعة على جميع مواقع النت، غير مدركين حجم الخسائر النفسية، المادية، والمعنوية، وراء اطلاق هذه الشائعة، وهذه الأمور ليست من سلوك الهؤلاء، ألذين عاشوا لحظة حب، وإخاء، وعطاء، وتوحد في مديان التحرير، بل هو فشل من الهؤلاء الذين قذفوا الحجارة، والنيران، في هجمات متكررة، على قصر الاتحادية، فلم يحرقوا إلا الشجر الأخضر، ولم يشوهوا إلا وجه مصر أمام العالم، عندما عروا أجسادهم، وباعوا ضمائرهم للشيطان، ونبذوا الوحدة، والتألف، وأثاروا الخلاف من أجل مصلحاتهم الشخصية.

والهؤلاء يروج لهم أعلام مزيف مزور، يتبنى وجهة نظرهم، بأن هؤلاء الذين يقذفون المولوتوف بإصرار عجيب على رجال الشرطة، هم شباب مكبوت، لم يأخذ فرصة رغم أن الشاشات تظهر أعمالهم ما بين 11 سنة و15 سنة، وأغلبهم أطفال شوارع من الذين ولدوا على أرصفة النظام السابق، وهم ممولون سواء من الداخل، أو منظمات حقوق الإنسان، لتحقيق أهداف حرب الجيل الرابع، عن طريق تضييع أهداف الثورة وتحويلها إلي تخويف وتدمير، وحرق فنادق، وقطع طرق، ومطالب انتهازية فئوية.

ويتكرر في الأيام الأخيرة مهاجمة الشرطة، وحرق سياراتها ومبانيها لتدميرها، وضياع هيبتها، وانهيارها، وانهيار الشرطة، معناه تفشي الجريمة، وظهور الجريمة المنظمة، وظهور المليشيات، وتصبح الدولة فاشلة، وغير قادرة على إدارة شئونها، وهنا تدخل دولة أخرى لترعاها، وتنفق عليها، وتدير شئونها، بحجة حماية الأجانب، والمصالح.

لكن ذلك لن يحدث، لأن الشرطة تعودت أن تعمل جاهدة في خدمة الشعب، وتعمل على غرس قيمة التضحية، والعطاء، في نفوس أبنائها. وهي التي دفعت فاتورة فساد العهد الماضي، شهداء، ومصابين، ومحاكمات.

ولا تزال تدفع فاتورة الصراعات السياسية، بين الهؤلاء والهؤلاء، وما يفعله المخربون لصالح هؤلاء أو هؤلاء دفاعاً عن أمن الوطن الذي يضم الهؤلاء والهؤلاء.
لكن إلي متى هذا العبث؟ الذي سيقودنا بمعرفة الهؤلاء إلي مزيد من التمزق، والفرقة.
وأخيراً ..

قد يسقط الهؤلاء الهؤلاء، وتبقى مصر. 
ويبقى من يحبها في صدق الفعل، لا مجرد القول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق