جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 6 مارس 2013

هل نحتفل بعيد المرأة المصرية .. بعد ثورة يناير ؟


http://elraees.com/index.php/component/k2/item/2930
بقلم : أ.د سامية خضرصالح

إذا كان العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي في ‏8‏ مارس من كل عام تأسيسا إلي ذكري قيام مجموعة من العاملات بالتظاهر في عام ‏1857‏ بإحدي مصانع النسيج بالولايات المتحدة الأمريكية احتجاجا علي سوء أحوالهن المعيشية والمطالبة بالعدالة والمساواة‏,‏ فإن مصر تحتفل في ‏16‏ مارس بيوم المرأة المصرية حيث كانت بداية انطلاقها لتغيير أوضاعها الجامدة تزامنا مع ثورة ‏1919‏ حين تم تنظيم أول مظاهرة نسائية في ‏16‏ مارس ‏1919,‏ للاحتجاج علي عبث الإنجليز بمقدرات الوطن والتنكيل بالشباب ونفي زعماء الأمة وقد نظمت وقادت هدي شعراوي تلك المظاهرة من النساء اللاتي وصل عددهن إلي ‏530‏ سيدة في وقت لم تكن المرأة المصرية يسهل وجودها في الشارع المصري وسرن في صفين منتظمين هاتفات بالاستقلال والحرية وسقوط الحماية وقد ألهبت تلك المسيرة الثائرة للمصريات حماس الجميع وسط محاصرة الجنود الإنجليز المدججين بالسلاح‏.‏ وإذا حاولنا ان نتبادل الرؤي مابين الصورتين وما أسفر عنهما من أحداث انعكس علي موقف المرأة في البلدين نجد ان الرد كان متساويا فقد أطلق البوليس الأمريكي العنان لهجوم قاس حيث سقط عدد من النساء صرعي طلقات الرصاص في محاولة لقمع ثورة العاملات الأمريكيات والتي كانت تعتبر في ذلك الوقت خروجا وتحديا علي المألوف‏.‏ أما في مصر فقد حاصر الجنود الإنجليز بسلاحهم موكب النساء الثائرات ووجه إليهن فوهات البنادق في محاولة شرسة للتهديد بعدم التكرار‏..‏ ولكن في ‏20‏ مارس ‏1919‏ وبعد أربعة أيام فقط من المظاهرة الأولي كانت المظاهرة النسائية الثانية والتي هبت فيها النساء في كل مكان علي أرض مصر وجن جنون المستعمر والذي أمر بإطلاق الرصاص دون هوادة حيث نالت المرأة إلي جانب الرجل شرف الاستشهاد وبذلك أثبت أن لهيب الثورة والمواطنة الحقيقية لاتفرق بين الرجل والمرأة وان الحقوق لاتأتي علي طبق من فضة‏..‏ أيضا قامت المرأة الريفية في قطع أسلاك التليفونات وخطوط السكك الحديدية كذلك في الهجمات التي نظمت علي أماكن حجز المعتقلين في السجون‏.‏ وهذا ما حد  ث   من الاناث ابان ثورة 2011  فكانت هناك شهيدات       
        
وقد تكون دماء تلك النساء هي التي ادت إلي أن تكسب المرأة أرضا جديدة وجعلت العالم يتعرف بقدر أكبر علي ان ذلك المخلوق الناعم الذي رفض أن يكون تمثالا أصم أو كائنا غير ناطق وأنه يجب ان يكون له حقوق وعليه واجبات‏.‏وأصبح من حق البنات الدخول في نعمة التعليم بكثافة مفرطة مثل الذكور تماما بل تجاوزت البنات خبرة التعليم التي كانت الأسرة تدخرها للولد فقط لتصبح الفتاة موجودة في كل مكان جنبا إلي جانب زميلها الرجل‏.‏

ان نمو وضع النساء ومشاركتهن في الشأن الوظيفي هو أحد أخطر قوي التغيير في المجتمع علي العموم فسمح للقوة النسائية ان تبرز إمكاناتها وتحصل علي حقوقها كاملة ويتحول المجتمع المصري والعربي إلي الأفضل حيث لايجب أن نفكر في حرية المرأة من جانب واحد بل هي كل متكامل مع حرية الرجل وحرية الوطن‏..‏ و يأتى الاحتفال هذا العام بعيد المرأة وسط الحوارات الشديدة السخونة إثر الدستور الجديد وهناك نساء يتساءلن عن إمكانية تخصيص عدد من المقاعد للمرأة في مجلس الشعب‏.وبعدأن حققت المرأة المصرية فوزا جديدا في مرمي الحياة العملية إثر الموافقة علي تقلدها وظيفة لم تتقلدها امرأة مصرية من قبل وهي وظيفة مأذون‏.. وعمدة‏ ..ورغم ان تلك الوظيفة اقتصرت علي الذكور فقط إلا أن المبادرة التي قام بها عدد من الرجال المستنيرين والمرتبطين بالمؤسسة الدينية سهل بلوغ تلك الوظائف والتي كانت حكرا علي الرجال‏..‏

ومع ذلك فإن المسيرة مازالت طويلة‏..‏ فكم فتاة اضطرت ان تعمل عند صاحب عمل لا أخلاق له‏..‏ وكم فتاة ساقها أهلها إلي الزواج المبكر‏..‏ وكم طفلة زفت إلي الموت في عملية ختان ولم تلق شرف الافصاح حتي عن اسمها مثل الصغيرة بدور‏..‏ وكم زوجة عانت من خيانات زوجها واضطرت ان تظهر تسامحها وكم أرملة ظلمت من أهلها وأهل زوجها وعانت من جشع العائلة في حقها ومن الطمع في الميراث لأنها لم تنجب إلا البنات أو لم تنجب علي الإطلاق من الأصل‏..‏ وكم أنثي حرمت من التعليم بحجة أن الذكر هو الأولي‏..‏

إن التحرر يشمل عديدا من المحاور والمستويات التي مازالت تجاهد المرأة في سبيل التخلص منها ولن تستطيع إلا إذا تكاتفت النساء في يد واحدة مع رجال مخلصين فما أعظم الإخلاص لفك قيود بشر استعبدهم بعض الظالمين وقد ولدتهن أمهاتهن أحرارا ولم يكن يدرين ان هناك قدرا ينتظرهن‏..‏  والمهم هو تمكين المرأة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولكن المهم ان تخرج المرأة بنفسها من الشرنقة التي تحبس فيها نفسها وان تهتم بأهمية إدارة حياتها حيث مازالت الزيادة السكانية غولا يلتهم كل زيادة في الإنتاج ومازلنا نزيد كل عام نحو مليون ونصف المليون شخص ولاتزال أكثر من نصف نساء القطر لايصل وعيهن إلي أهمية إدارة مستقبلهن من خلال تنظيم النسل ومعني ذلك أن بعضهن يعشن خاويات الفكر مقيدات بسلاسل كثرة عدد الأطفال غير واعيات بضرورة الاستفادة من الثورة الطبية لتحرير أنفسهن من عبودية كثرة الإنجاب‏..‏

وتلك هي أهم مهمة يجب أن تقوم بها الجمعيات الاهلية غير الحكومية متضافرة مع الدولة منادية بأهمية السلام الشامل العادل لأسرة صغيرة حرصا علي عدم استنزاف المرأة والدولة معا‏..‏ مستغلة الفرصة لتعليمها إذا كانت أمية ولتدريبها إذا ارادت العمل ولفتح أسواق لها إذا أرادت الكسب ولكن يتوقف كل ذلك علي امرأة تريد ان تتحرك في الاتجاه الصحيح وتعرف أنه لامبرر لتقاعسها وكثرة شكواها حيث تستطيع النساء ان يتكاتفن معا فى مشاركة واحدة سياسية أو اجتماعيةللتغيير ولاينقص المرأة المصرية شيء في ان تكون علي مستوي اعظم الأفعال وهي ابنة اعظم الحضارات‏..‏

ولأن مصر تزخر بنماذج مشرفة من النساء فإننا لاننسى ا لمصارعة المصرية حياة فرج‏,‏ حيث حققت انجازاً‏ وذلك بعد حصولها علي الميدالية الذهبية في وزن ‏63‏ كيلو جراما في بطولة كأس الأمم الإفريقية في تونس وتعد البطلة حياة أول لاعبة تمثل مصر في الأوليمبياد في تاريخ اللعبة‏.ولن تكون الاخيرة فالكل يصارع لعلنا نخرج كنساء ورجال من ذلك النفق المظلم   والفترة الحرجة .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق