جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 6 مارس 2013

إنسانيات " 1 " - الإنســـان بين النظـرية .. والتطبيـق


http://elraees.com/index.php/component/k2/item/2929
إنسانيات - 1

الإنســـان بين النظـرية .. والتطبيـق

 بقلم فارس السيف والقلم :
اللواء أحمد رجائى عطية

من خلال عمر يزيد على  70 عاما كانت العين والأذن والوجدان .. تلتقط ما تلتقطه من الحياة .. بحلوها ومرها – سموها .. وانحطاطها ..
وأشكر الظروف التى مرت بى وخاصة أثناء خدمتى بالقوات المسلحة .. على أنى طويت الصحارى واخترقت الجبال وغصت فى البحار وشققت السحاب.

 لكن الأهم أنه خلال عملى فى مراحل خدمة القوات المسلحة ومرحلة الحياة المدنية أنى تعاملت مع أكبر كم من البشر وذلك كقيادة ومدرب وخاصة فى مدرسة الصاعقة أو كمربٍ لأجيال فى سلسلة مدارس رجاك التى أنشأتها .. فشعرت أنى طويت واخترقت وغصت وتوغلت داخل النفس البشرية .. مما أعطانى القليل عن هذه الطبيعة البشـرية .. التى وجدت أنه من الواجب أن أسجلها فى سلسلة مقالات تحت عنوان "إنسانيات" وأخص بها موقع جريدة "الرئيس" .. ذلك الموقع الذى ولد عملاقاً .. عسى أن يستفيد من هذه المقالات من هم بعدى فى الحياة  وأبدأها بهذا المقال " الإنسان بين .. النظرية .. والتطبيق" 
وهذا رأى شخصى .. معرض للصواب والخطأ.
ما الإنسان إلا كائن .. مفكر .. ناطق.

والفكر هنا ليس له إلا قناة واحدة أو وعاء واحد .. وهو المخ .. تلك العضلة الرخوية الموجودة داخل تجويف الرأس وهى مركز لاستيعاب أو لاستقبال المعلومة أو النظرية.
أما التعبير عما استوعبه المخ فيسمى بالإرسال أو التطبيق والتطبيق أو الإرسال له أكثر من وسيلة للتعبير عنه .. سواء بالكتابة أو النطق أو الحركة.

إذًا المخ ما هو إلا جهاز لاستقبال النظرية .. وتطبيق لما يعبر عنه المخ وعمومًا هو المسئول عن الاستقبال والإرسال .. وتتفاوت درجة الاستقبال بين ما يسمى بالذكاء .. أو الغباء.

وإذا أمسكنا بالاستقبال بين درجات الذكاء والغباء .. فإننا نجد ما يصل للإنسان من درجة الذكاء نسميه بالذاكرة القوية أو له عين تلفزيونية أو أذن تسجيلية .. وغالبا ما تكون هذه عقلية رياضية أو ذات ذهن صاف .. مثل العرب أيام الفترة ما بين الجاهلية والعصر الإسلامى .. وما اختصـوا به من حفظ وما يتلونه من تلاوة قرآنية وأشعار .. وهذا سـاعد على تسجيـل القرآن الكريم بدون تحريف .. ومن الأمثلة الحديثة الدكتور طه حسين الذى اعتمد فى ذلك على استقبال الأذن فقط واستيعابه .. وغيره من المفكرين والمبدعين أمثال بتهوفن ومدام كورى .. والعكس تماما فيما يقل درجة استقباله إلى درجة ما يسمى بالغباء وبالتأكيد يتحكم فى ذلك خلل فى التكوين المخى .. أو أفضل لنا أن نسميه اختلال خلقي فى تكوين المخ .. سـواء مؤقت أو دائم – والدائم هنا هو عضوى أو خلقى أما المؤقت فهو مرضى أو نفسى.

وفى حالة الاستقبال هنا وثبات المعلومة داخل خلايا المخ وتسكينها بداخله لا يشكل فائدة إلا إذا بدأ العقل يرتب هذه المعلومات ويربطها بعضها البعض ويستنتج ذاتيا معلومة أخرى أو فكرة أو نظرية ثم يضعها فى قالب الإرسال المناسب .. وهنا يقال إنسان مبدع أو مثقف. ويعود بالفائدة على الغير .. أى أن استيعاب المعلومة وحدها بدون هذه الإجراءات لا تخلق إنساناً مبدعًا أو مثقفًا.

أما إذا أمسكنـا بالإرسـال هنا .. وهو أيضا عن طـريق تفـاعل المـخ.

ولكن كما ذكرنا من قبل له أكثر من وسيله لإرساله .. إلا أن هناك عوامل خارجة عن المخ تتحكم وتؤثر فى الإرسال مثل التفاعلات الكيميائية بالجسد .. والجينات المكتسبة .. والتفاعلات المزاجية والوجدانية .. وغيرها. 

والإرسال يتأرجح بين الإرسال الذكى أو الغبى .. وهنا قد تصل درجة الذكاء إلى ما نسميه المبدع أو المثقف .. وعلى العكس تماما قد يتعدى درجة الغباء إلى ما يسمى بالتهور .. أو الإسفاف .. أو الضحالة فى الفكر.

ولكن هل هناك علاقة بين الاستقبال والإرسال؟ .. بالتأكيد نعم.

والإنسان هنا بين استقبال النظرية .. وكيفية تطبيق إرسالها. فالاستقبال علاقته قائمة بين الشخص وذاتـه حسب درجة استقباله – أما الإرسال فله علاقة بالمجتمع المحيط بالشخص وليـس ذاته فقط .. وإن كان ذلك سـيعود عليه قبل الغير بالسالب أو الموجب.

وبما أن ذلك سيعود على المجتمع .. فهنا يقال أن الشخص لديه ذكاء اجتماعى .. أو غباء اجتماعى  سواء كان هذا الإرسال عن طـريق الكتابة أو الكلام أو الحركة ومهما كان الشخـص على أعلى درجات الاستيعاب .. وكان التطبيق فى الإرسال به غباء .. فقد أضاع كل شىء ومرفوض من المجتمع.

وعلى العكس .. فإذا كان بنسبة قليلة من الذكاء قد تصل للغباء .. وكان إرساله مصاحبا بقبول اجتماعى كان ذلك أفضل بكثير .. من الوضع الأول.

إن الذكاء والغباء الذهنى غير مؤثر بقدر ما يسمى بالذكاء والغباء الاجتماعى وفى الحالتين هناك مردود ذاتى على الشخص نفسه.

ولكن فى الحالة الثانية له مردود شخصى من نجاح أو فشل مؤثر جدًا على الشخص لارتباطه بالمجتمع.

الذكاء والغباء المخى .. هو فطرى غالبا .. ويؤثر عليه بعد ذلك الظروف التى تمر بالإنسان من ثقافة وقيم ومعرفة .. وغالبا ما يكون هذا التأثير بالموجب .. وإن كان هذا مردوده بين الشخص وذاتـه .. وتنميتها بالموجب ممكنة بل هو الأساس.

أما الذكاء والغباء الاجتماعى .. رغم أن مَخرجه وإرساله من المخ .. إلا أنه ليس بالضرورة الفطرية فى تواجده .. بل يعتمد على اكتسابه .. والتدريب والتعـود عليه بالصورة الإيجابية وهو الإطار الذى يحدد نجاح الشخص أو فشـله .. ويكون ذلك فى الدمج المبكر بالمجتمع .. وإرساء القيم الدينية والدنيوية بالإنسان.

وإذا فرضنا أن النظرية محركها الأساسى هو المخ .. بين الإدراك والاستيعاب والتسجيل .. ثم التطوير والخلق الفكرى .. نجد أن التطبيق هو .. الإطار والمحرك الفعلى .. للنظرية.

وعلى الإنسان أن يختار النجاح أو الفشل .. بين النظرية والتطبيق وإن بات واضحا أهمية الإرسال أو التطبيق .. فعلينا أن نتدارس العوامل والأسس التى تساعد على النجاح أو الفشل فى التطبيق .. وهى أعمدة الحكمة الأربعة للتطبيق (الإرسال):
1. عقل العقل (المخ) .. وعقل النفس.
2. القيم المتبعة فى الإرسال والتطبيق.
3. المظهر العام.
4. فن الاستقبال .. والإرسال.
أولاً: عقل العقل .. وعقل النفس.
عَقَلَ الراعى غنمه .. أى تحكم فيها .. وقد يصل إلى تقيدها وعقل الشىء .. أى التحـكم فى الشىء بالقيد  وعندما خلق الله  الإنسان جعل فى الرأس المخ الذى يتحكم فى كل شىء بالإنسان .. ويقال حكم عقله أو حكَّم عقله .. ويقال إنسـان حـكيم. وهو رباط جسم الإنسان من حركة أو انفعال.

أ- عقل المخ ..
سمى المخ باسم عقل الإنسان .. وهو مركز التحكم والذى يعطى الإشارة (الأمر) لأى جزء فى جسم الإنسان.
والمخ فى حد ذاته له ديناميكية خاصة به من شرايين دموية وموجات كهرومغناطيسية وخلايا تتفاعل وقد تصل إلى خمسة مليون خلية لحفظ الذاكرة.

وكل خلية لها أرجل أو شعيرات قد تصل إلى عشر تحفظ هى الأخرى الذاكرة، والعقل عبارة عن فصين أيمن وأيسر والجزء الأيمن مسئول عن الجزء الأيسر فى الجسم والأيسر مسئول عن الجزء الأيمن فى الجسم وبين الجزأين (الفصين) رباط على شكل نصف  قوس وعدم تواجده أو أى خلل فيه يسبب عدة أمراض منها التوحد .. وكثرة التعرج فى المخ لها فوائدها .. وأن نتيجة هذه الحركة الديناميكية فالعقل يفرز فضلاته من خلال أنبوبتين متصلتين بالحلق .. وهذا شىء من قليل وأشياء أخرى كثيرة .. وليس هذا بحثنا.

ولكن قصدت أن أوضح أن المخ فى حد ذاته له استقلالية بغض النظر عما يؤديه قبل باقى الجسم .. فالمخ وحدة .. وحدة قائمة بذاتها يمكن تغذيتها بالكثير والتدريب على جعله مؤديًا عمله بانسجام والتحكم بقدر الإمكان فى الدورة الدموية وعدم إجهاد المخ فى سرعة التفكير وسرعة اتخاذ القرارات وتدريبه على ذلك .. هذا المقصود بعقل العقل (المخ) أى التحكم فيه.

والآن .. وعندما يتلقى المخ شيئا ما (معلومة أو حدثا) .. فإن استقبال الخلايا لهذا الشىء يمثل جهدًا كبيرًا وبناءً عليه يندفع الدم فى شرايين المخ لمساعدة الخلية على هذه الحركة مهما كان هذا الشىء قليلاً أو كثيرًا يقل أو يزيد فيها اندفاع الدم إلى المخ .. تماما مثل ما يأكل الإنسان شيئاً وعندما يصل إلى المعدة يبدأ الدم بالاندفاع إلى المعدة لمساعدة حركة المعدة لإتمام عملية الهضم فإذا كان الطعام كثيرًا .. اندفعت كمية من الدم أكثر .. ويشعر الإنسان بالبرد وخاصة فى الشتاء .. وذلك نتيجة قلة الدم المندفع لباقى الجسم لتحويله إلى جزء منه وهو المعدة – تماما كما يحدث للمخ فإن كمية الدم المندفعة له تكون حسب الشىء الذى التقطه المخ والجهد المطلوب منه للتصرف فيه وكلما طال التفكير فى كيفية التصرف ازداد اندفاع الدم إلى المخ .. وقل المندفع لباقى الجسم وخاصة الأطراف فيشعر الجسم بالبرد لدرجة أنه يمكن أن ترتعش الأطراف .. وبالتالى عدم السيطرة عليها نتيجة هذا الجهد والاضطراب. وفى المواقف الصعبة تكون الخلايا فى حركة دائمة من التفكير .. فإنه ينتج عن هذا الجهد فضلات من المخ تنصرف من خلال قنوات الصرف إلى الحلق .. ومع زيادتها يبدأ الإنسان فى بلع الريق .. ويزيد البله طينا فى حالة الاضطراب فتفرز مادة الأدرينالين سائلها داخل الفم .. فتزداد نسبة البلع .. والذى بالتأكيد سـيغير فى الصوت من حيث النغم والأسلوب مع البلع المستمر.

وهنا يتصرف الإنسان فى غياب عقل المخ المرتبك بالتفكير وسرعة المـرادفات للمخ والتي تزيد اندفاع الدم إلى المخ فينسحب بالتالى الدم من الجسم لمواجهة الجهد المبذول فى المخ – فيبدأ الجسم فى الاندفاع بثلاث صور إما الاندفاع للخلف والهروب .. وهنا يسمى جبنا - أو إلى الأمام وهنا يسمى تهورًا أو بعدم الحركة .. أى الانهيار سواء المؤقت أو ما يترك أثرًا فى جسمه أو المخ وهو ما يسمى بالشلل أو الصداع أو ضغط الدم سواء مرتفع أو منخفض.

قد تكون الصورة مخيفة .. ولكن بالمعرفة للأسباب لهذه الحركة الديناميكية للمخ .. والتدريب على تجنبها ممكن تخطى هذه المواقف – وهذا ما يسمى بعقل المخ.
وتتمثل فى الآتى:
    تجنب المواقف المفاجئة أو ذات اضطراب.. وإذا فوجئت فقلل من شأن الموقف بينك وبين نفسك.
    وإذا قررت .. فتجنب التردد فى التصرف أو أَجِّل التصرف تماما دون تفكير فيه.
    تجنب استمرار التفكير فى القرار الفورى.
    تدريب المخ على المواقف الصعبة والتصرف فيها .. مادامت طبيعة عملك تقتضى ذلك.
ب- عقل النفس:
فهو إحكام النفس البشرية فى التصرف الناتج عن الاستقبال وله صور عدة وهى شفهية أو كتابية أو حركية .. والفعل هنا سواء خير أو شر أو سلبى أو إيجابى يجب أن توضع له ضوابط أهمها: 
الوقت والتوقيت:
    فالوقت يجب مراعاة الوقت المناسب .. أو المدة التى   يأخذها الفعل التنفيذى.
    أما التوقيت فهو يتأثر جدًا بالمكان وملابساته .. وتواجد  الآخرين مع الفعل أو عدم التواجد والظروف المحيطة.

أما النفس البشرية فهى مجموعة المشاعر والأحاسيس والرغبات .. من حب وكره وعزة ومذلة ورفعة وتدنٍ وغضب وسماحة وشك وثقة وفضول وإهمال وألفة وتباعد .. وغيرها  من الصفات المصاحبة للإنسان سواء المتأصلة أو المكتسبة ولكل تفرعاتها لهذه الصفات مثل الحب مثلا .. فهناك حب التملك وحب الحبيب وحب ممارسة الشىء سواء رياضة .. أو قراءة .. وغيرها .. وهكذا – ولو بحثنا مفردات هذه المشاعر والأحاسيس والرغبات .. لسوف نجد أن هذه المواصفات تُشِّكل وجدان الإنسان وشخصيته.

حيث إن هذه المشاعر والرغبات هى التى تعطى تنبيها للمخ .. فيبدأ المخ يتصرف ويرسل إشارات إلى الإنسان نفسه ومن المؤكد إن تركت هذه الأمور على علاتها .. فإنها تظـهر الإنسان بشكل غير حضارى وخاصة إذا كانت فى الوقت والتوقيت غير المناسب – إن هذه الظاهرة تؤثر تمامًا فى الاستقبال والإرسال للمخ وبالذات فى الإرسال.

وبما أن هذه الصفات تتداخل فى بعضها لتولد عادات حسنة أو سيئة عند الإنسان .. فإنه يجب عدم انصياع النفس لهذه الصفات بشكل كامل ولا أطلب تجنبها بالكامل ولكن هناك الوسطية فى هذه الأمور والتحكم فيها وعـدم  إظهارها فى مواصفاتها أو بالشكل غير اللائق وخاصة فى حالة الإرسال.

فإن بعض من صفات النفس البشرية إذا صاحبت المرسل فى الإرسال تدمر كل شىء .. بل والشخص نفسه .. أو تحقق الهدف وترفع من مقام الراسل للفعل.
وفى هذا المجال يسمى عقل النفس أو ضبط النفس أو حكم الفعل على الإيقاع المناسب للأداء أو الإرسال.

ولكن هل ضبط النفس أو عقل النفس يأتى بالأمر المباشر من الشخص لنفسه؟ لا. بل يجب أن يعود ويدرب الشخص نفسه ويضع ذلك  نصب عينيه فى أتفه الأمور.

فإذا كان ترتيب استقبال الأفعال للمخ وإعادة إخراجها أو الاستعداد السليم لإرسالها هى التى تحدد الشخص المبدع.

فإن إرسال الفعل مع التحكم وعقل النفس بالشكل المناسب هى التى تحدد أن هذا الشخص حكيم أو متهور أو مُسِف.

ثانيًا: القيم المتبعة فى الإرسال
إننا لن نجد جامعاً لهذه الإرشادات فى هذا البند مثل الأديان وخاصة القرآن الكريم والمطلوب هنا التحلي بالخصال الحميدة سواء فى الفعل أو القول.

والمعروف أن الإنسان بداخله خصال الخير وخصال الشر .. فلا تجعل رد فعل الخصال غير الحميدة بنفس الشىء – وهنـا أحب أن أقول لا تجعل سفالة الآخرين تظهر سفالتك.

وكلمة التحلى بالخصال الحميدة .. هو أنك تلبس ثوب التصرف الحميد .. وأن تُعِّود نفسك عليه .. حتى لو لم تكن من خصالك – فإن هذا ليس ضعفًا بل قوة.

وأذكر هنا بعض القيم الدينيـة والدنيوية والتى يجب على الإنسان أن يتذكرها دائما أو يرددهـا .. حتى يتكون شىء ما داخل وجدانه.

– قال تعالى: " وإنك لعلى خلق عظيم" سورة القلم الآية (4).
– ثواب الصدق .. قال تعالى: "هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم
  لهم جنات تجرى من تحتها الأنـهار خالدين فيـها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفـوز العظيم". سـورة المائدة الآية (119).

حسن الخلق .. قال تعالى: "ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير". سورة لقمان الآية (18/19).

الصدق .. قال تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". سورة الأحزاب الآية (23).
حسن المعاملة .. قال تعالى: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم" سورة فصلت الآية (34/35).

كظم الغيظ .. قال تعالى: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" سورة آل عمران الآية (134).
الرفق فى الأمور كلها .. قال تعالى:" والذين إذا أنفقوا لم يسـرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" سورة الفرقان الآية (67).
الإصلاح بين الناس .. قال تعالى: " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين" سـورة الأنفال الآية (1).
ثواب السلام على المؤمنين .. قال تعالى: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شىء حسيبًا". سورة النساء الآية (86).
فالحب والعطاء قيمة – والحياء والشرف قيمة – والصدق والأمانة قيمة. والالتزام بالوعـد .. وغـيرها كلـها قيم تشكل البناء الأساسى للإرسال.

ثالثاً: المظهر العـام

إذا كانت طرق التطبيق أو الإرسال هى الكتابة أو النطق أو الحركة .. فإن الشكل أو صور التعبير هى (الرتوش) أو الشكل الجمالى الذى يجب أن يصاحب صورة الإرسال أو التطبيق .. حتى يلقى القبول من المرسل إليه أو المجتمع .. وهو ما يسمى ويوصف بالذكاء الاجتماعى. فلكل أسلوبه وآدابه وأصوله.

الكتابــة:
عنوان المرسل بالشكل اللائق للمرسل إليه.
المقدمة لا تزيد على التحية المناسبة.
فكرة الموضوع لا تزيد عن بضع كلمات .. حتى تمهد للمتلقي الموضوع.
عند ذكر الموضوع بالتفصيل يجب أن تراعى ترابط الكلمات وسلامة العرض أو الفكرة والاختصار بما لا يفقد المعنى الأساسي للرسالة فلا يكون مختصرًا اختصارًا مخلاً بالمعنى أو يكون تطويلاً مملاً.

خاتمة الرسالة المرسلة مناسبة للموضوع.
أن يكون نوع وشكل الورق مناسبًا والكتابة وحجم الحروف مناسبا ومراعاة تنظيم الكتابة داخل الورق والتغليف المناسب إن كان هناك حاجة لذلك.
مراعاة الوقت .. والتوقيت فى تقديم ما هو مكتوب.

النطـــق:
ووسيلته هى الكلام .. وهى أهم وأخطر صور الإرسال .. حيث إن الخطأ فيه صعب إصلاحه .. بخلاف الكتابة.
وأهم الصور التى يجب مراعتها لحسن التعبير:
اللبس المناسب سواء للمكان أو للمتلقى أو المناسبة أو حزم أو غضب .. والاستعداد النفسى للانتقال من حالة إلى أخرى بسلاسة وبلا انفعال أو إظهار الانفعال ويجب ألا ننسى أن البشاشة والابتسامة هى مفتاح كل العضال.

الصوت .. وهو عنصـر أسـاسى للتعبير .. سـواء من ناحية علو أو انخفـاض الصـوت .. وذلك حسـب المكان والموضوع والمتلقى.

كما يجب الاهتمام بمخارج الكلمات والوقفـات المناسـبة بين الجمل .. والاختصار فى التعبير وعدم تكرار ما قيل .. ومن الخطأ أن تعتقد أن التكرار أو علو الصـوت سيساعد على الإقناع.
ولنتذكر حكمة الحكيم الروسـى (كرولوف) أن البرميل الفارغ يحدث ضجيجًا أكثر من البرميل الملآن.

ولكى يكون أسلوبك واضحا ومقنعا فيجب التأكيد على مخارج الكلام وخاصة آخر حرف فى آخر كلمة بالجملة المرسلة أو الحرف قبل الأخير خاصة إذا كان الحرف الأخير متحركا. كما يجب توخى الحذر باستخدام أية لازمة كلامية.

الحــركة:
هو ما يعبر عنه جسم الإنسان أثناء الإرسال سواء واقفاً أو جالسًا. والجلوس والوقوف هم أساس فى الانطباع الأول للحديث حسب المكان أو المتلقى .. فيجب مراعاة ذلك:
    الاستقامة فى الوقوف أو الاسترخاء .. يكون ذلك حسب نوع الحديث والمتحدث إليه.
    كذلك الاستقامة فى الجلوس أو الاسترخاء وأيضا حسب نوع الحديث والمتحدث إليه.
    استخدام اليدين بالشكل المناسب ويفضل عدم الإكثار بالتعبير بهم إلا فى الوقت المناسب والشكل اللائق.
    وكذلك التعبير بالوجه (العيون والحواجب).
    وعمومًا يجب أن يترك انطباع استخدام التعبير بالحركة صفات .. الثقة بالنفس .. الشكل المهذب فى الحركة – وهى أدوات مهمة فى الذكاء الاجتماعى.

رابعًا: فن الاستقبال والإرسال:
إن فن الاستماع والاستقبال لا يقل أهمية عن فن الكلام.
    استمع أكثر مما تتكلم.
    إظهار تعبير الاهتمام عند الاستماع.
    عدم الانشغال بشىء آخر.
    اللياقة فى طلب إعادة الكلمة أو الجملة.
    عدم مقاطعة المتحدث أو أخذ الكلمة منه لتكملتها.
    المحافظـة على التواصـل مع الآخـر والآخـرين .. بكافة الحواس.
أما الإرسـال وقـد ذكر فى بنـد النطـق والحركة معظم آداب الإرسـال.
حكمة
اعقـل أهواءك .. تمـلك نفسـك
أحمد رجائى عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق