جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 6 مارس 2013

القائد والمعلم والقدوة


http://elraees.com/index.php/component/k2/item/2928
همسة صدق

القائد والمعلم والقدوة

بقلم : حنان خيرى

شهيد ارتقت روحه وسط ضباطه وجنوده على جبهة القتال ..استشهد الفريق عبد المنعم رياض فى أثناء معارك الاستنزاف على جبهة القتال معطياً المثال الأعظم لمن أراد أن يكون قائدا ًيشرف بنفسه على سير عمل القتال ويتعرف على العثرات التى تواجه الجندى ليزيلها من أمامه ويساعده على أداء المهمة بروح البطل الواثق من خطواته،ويعلم الضباط كيف تكون القيادة ،ويترك وراءه ثرياً ينهل منه من أراد أن تكون ذكراه وكأنه ينظم :"دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثوانى .. فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها ..فالذكرى للإنسان عمر ثان".

نشأ الفريق عبد المنعم رياض فى بيئة عسكرية أصيلة وقضى من عمره ثلث قرن يمارس الجندية حياة وحرفة وهواية وكانت أيامه غنية بالتجارب والأحداث ..درس الجندية فى أعرق مدارسها وأعطى لها شغاف قلبه وواسع خبراته وثاقب رأيه..وهكذا بدأ تلميذاً فى مدرسة الجندية وانتهى استاذاً بها ..وبين هذا وذاك حمل رسالة التطور ومشعل العلم إلى أن كان مثالاً يحتذى به وقدوة فى جميع النواحى .. ثقافة وذكاء وقوة شخصية ودماثة خلق وصراحة فى الحق .

بدأ مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة عقب 5 يونيو بجد أسطورى سيظل يذكره التاريخ بالفخر والإعزاز للأجيال المقبلة .

التحق عبد المنعم رياض بالكلية الحربية يوم السادس من أكتوبر عام 1936وبدأت ملأمح القيادة لديه منذ أن كان طالباً فلم يمض عليه وقت طويل حتى وصل إلى أعلى الرتب..وفى الحادى عشر من يونيو عام 1967عين عبد المنعم رياض رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة ليبدأ مرحلة خالدة من تاريخ بلده ..مرحلة إعادة البناء العسكرى من أساسه ..تلك الأسطورة التى سوف يستمر التاريخ يذكرها بكل الفخر والإعزاز للأجيال المقبلة ليكون مثالاً للمصرى الأصيل الذى يحتذون به ..وكان الشهيد عبد المنعم رياض صاحب رأى فى القيادة ويصفها قائلاً:"لا أصدق أن القادة يولدون ..إن من يولد قائداً قلة من الناس لا يقاس عليهم ..ولكن القادة يصنعون بالعلم والتجربة والفرصة والثقة والذى يقود هو من يملك المقدرة على إصدار القرار المناسب فى الوقت المناسب وليس مجرد ذلك القائد الذى يملك سلطة إصدار القرار ويترتب بعده عواقب وخيمة فهنا يحمل أسم قائد فقط "!!

وفى يوم الثامن من مارس بدأت معارك عنيفة استمرت فى سلسلة متتالية من الاشتباكات وطبقت فيها القوات المصرية المسلحة أسلوب الردع الفورى والدفاع النشط باعتبارهما أولى مراحل الحرب والنضال الحقيقى لتحرير الأرض المغتصبة وشهدت معركة التاسع من مارس استشهاد الجندى القائد الإنسان عبد المنعم رياض حيث سقط فى أقصى الخطوط الأمامية فى يوم مجيد ومن حوله جنوده فللعروبة أشداء يقومون بأشرف واجب من أجل يوم لأ ريب فيه اجتمعت فيه إرادة قوية وأقسمت على التحرير كاملاً وعهداً بالنصر عزيزاً مهماً غلا الثمن وعزت التضحية.

 وأخيراً أقول فى ذكرى المحاربين القدماء هؤلاء البررة الذين قدموا أرواحهم فى تضحية هى أسمى وأرقى ما فى سلم التضحيات والفداء ،قدموها فى سبيل الحرية والكرامة صانوا للأجيال عزتها وسلامة ترابها الوطنى ورفعوا للعسكرية المصرية بيارق خفاقة وأعلاما ترفرف فى آفاق النصر ورأساً مرفوعة لكل من ينخرط فى صفوف القوات المسلحة المصرية ..وصانوا للوطن قيم المواطنة لأقدم أمم التاريخ ..فالجميع متماسكون ومتضامنون بكل الصدق والإخلاص لاتمييز فيه بين ريف وحضر أو ضابط وجندى أو ديانة أو مستوى تعليمى ..فمن يجودون بالروح فى سبيل الوطن فى أعلى عليين فى نفوسنا وفى سجل الشرف وفى سماء الخلد ..بوركت مصر بهم ..وبوركوا بها وطن يعشق الحرية والكرامة ورجال لايقبلون التفريط .

أشعر بومضات من الأمل عندما تحدثت عن رجل من رجال مصر عبر تاريخ التضحية والعطاء والحب والصدق والقيادة السوية والضمير الوطنى الذى تاه بين المصالح الخاصة واهتمام القائد بجماعته فقط ونسى أننا جميعاً مصريين ولا فرق بيننا والجميع له حق المواطنة .فمن المؤكد سيكون طوق النجاة الذ ينقذنا جميعاً يعيش بيننا وسوف يظهر من أجل الدماء التى روت كل حية رمل من أجل أستردا كرامتنا وعودة "مصر" والمصريين من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق