جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 7 مارس 2013

البهتان .. ذلك الإثم المبين

http://elraees.com/index.php/mian/ibrahimnasr/item/2971
بقلم : إبراهيم نصر


ما أسهل أن ترمى بريئاً بهتاناً وزوراً بما ليس فيه .. وما أصعب وقع هذا البهتان على نفس البرئ المفترى عليه .

لذا فإن الله سبحانه وتعالى غلظ عقوبة البهتان والافتراء ونهى عنهما فى صريح محكم آيات القرآن الكريم :
في سورة الممتحنة قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَولادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ

أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" وكأن الله يريد أن يلفتنا إلى أن غالب الافتراء والبهتان من فعل النساء ولذا أنزل قرآنا

فى بيعة النساء للدخول فى الإسلام وضمّن هذه البيعة ألا يأتين ببهتان يفترينه ، وصارت بيعة النساء التى وردت فى القرآن الكريم نموذجا احتذاه الرسول فى بيعة الرجال
أيضاً حيث لا فرق فى الإسلام بين رجل وامرأة ولا حر وعبد ولا أسود وأبيض إلا بالتقوى. 

فعن عبادة بن الصّامت- رضي اللّه عنه- وكان شهد بدرا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم - قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا باللّه شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على اللّه، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره اللّه فهو إلى اللّه، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه". فبايعناه على ذلك.(رواه البخاري).

وقال تعالى فى سورة الأحزاب :" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"  
قال ابن كثير في تفسيرها:
أي ينسبون إليهم ما هم براء منه لم يعملوه ولم يفعلوه {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً } وهذا هو البهت الكبير أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتّنقّص لهم، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة باللّه ورسوله، ثمّ الرّافضة الّذين ينتقصون الصّاحبة ويعيبونهم بما قد برّأهم اللّه منه ويصفونهم بنقيض ما أخبر اللّه عنهم فإنّ اللّه- عزّ وجلّ- قد أخبر أنّه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبّونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبداً، فهم في الحقيقة منكّسوا القلوب، يذمّون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.

لذلك فإن البهتان أعظم عند الله من الغيبة .. فعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟. قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهتّه" .(رواه مسلم).

وبين النبى صلى الله عليه وسلم شدة حال هؤلاء الذين يرمون الناس بالباطل يوم القيامة فقال: "..ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه (أي عيبه وذمّه) به حبسه اللّه على جسر جهنّم حتّى يخرج ممّا قال" ( رواه أبو داود).

ولا أدل من ذلك على أن البهتان من الأمور المذمومة في الشرع وعند أهل  المروءات وقد عده بعض أهل العلم من الكبائر.

ليتنا جميعاً ندرك أن من أعظم ما يدخل الناس النار اللسان فحرى بالعبد أن يصون لسانه ويمسكه عما حرم الله ونهى عنه من الكذب والغيبة والنميمة وغيرها من الآفات المهلكة، ومن أعظم هذه الآفات - كما أسلفنا - آفة البهتان أعاذنا الله وإياكم منها.

 وحتى تكتمل الفائدة فسوف أذكر معنى البهتان كما أورده أهل العلم :  
تدور معاني البهتان في اللغة حول الكذب والافتراء والباطل، أما البهتان في الاصطلاح فهو: الكذب والافتراء الباطل الّذي يتحيّر منه.

وقال المناويّ: البهتان: كذب يبهت سامعه ويدهشه ويحيّره لفظاعته، وسمّي بذلك لأنّه يبهت أي يسكت لتخيّل صحّته، ثمّ ينكشف عند التّأمّل.

وقال الكفويّ: البهتان: هو الكذب الّذي يبهت سامعه أي يدهش له ويتحيّر. وهو أفحش من الكذب، وإذا كان بحضرة المقول فيه كان افتراء.

وهناك فرق بين البهتان والاغتياب والافتراء والإفك وإن كانت تتقارب معاني هذه الألفاظ، غير أنّها عند التّدقيق نجد أنها ممّا تختلف دلالته وتتفاوت، فالاغتياب هو أن يتكلّم شخص خلف إنسان مستور، بكلام هو فيه، وإن لم يكن ذلك الكلام فيه فهو بهتان، والكذب الفاحش الّذي يدهش له سامعه هو بهتان إن لم يكن بحضرة المقول فيه، فإن كان بحضرته كان افتراء، سواء أكان ذلك عن قصد أو عن غير قصد، فإذا كان ذلك عن قصد كان إفكا.

وقد ورد البهتان بمعاني متعددة في القرآن الكريم ،ومنها:
الكذب. ومنه قوله تعالى في سورة النّور:
{سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ} ( النور- 16)
والثّاني: الزّنا. ومنه قوله تعالى
{وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ }(الممتحنة- 12)
والثّالث: الحرام. ومنه قوله تعالى:{ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً} (النّساء- 20).
 بعد هذا البيان الوافى .. من منا يجرؤ على اقتراف هذا الإثم المبين؟ ..ومن منا يتصور أن يصدر شئ من هذا ممن يرتدون عباءات الإسلام ويتمسحون فى مظاهر التدين ويدّعون أنهم من أهل القرآن؟
لسنا فى حاجة إلى التصور .. لأن الواقع يشهد بأن البهتان حاصل على أعلى مستوى واسألوا الكتور خالد علم الدين مستشار الرئيس مرسى لشئون البيئة المقال غدراً الذى مازال يتجرع مرارة البهتان ولم تنصفه مؤسسة الرئاسة بشكل واضح حتى الآن ولم يكلف الدكتور مرسى نفسه أن يطيب خاطره أو أن يثبت للعموم صحيح ما اقترفه الدكتور علم الدين وكان سبباً لإقالته بهذا الشكل المهين.

ومعلوماتى أن حزب النور كلف مندوبين منه للتواصل مع جهاز المخابرات لمعرفة ما لديهم من معلومات عن الدكتور خالد فكان رد ضابط المخابرات عليهم أنهم لم يمسكوا شيأ على الرجل بعدما كلفوا بالبحث في شأنه لإخراج أى مشكله تتعلق به لكنهم لم يجدوا شيأ وأنه من أشرف الرجال في مصر. وهذا منشور على الصفحة الرسمية للدكتور خالد علم الدين على لسان محمد عياد وكيل حزب النور بكفر الشيخ .  

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعصمنا وإياكم - حكاماً ومحكومين - من هذه الرذيلة الفاحشة
فلا نفترى ولا نبهت أحداً .. ولا يبهتنا أو يفترى علينا أحد .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق