جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 7 مارس 2013

أن تكتب .. يعنى أنك في حالة حب


http://elraees.com/index.php/component/k2/item/2974
بقلم : مؤنس زهيرى

في أوائل سبعينيات القرن الماضي و عندما نقل (نقل إسم الدلع لفعل رفت) الرئيس أنور السادات الأستاذ كامل زهيري - نقيب الصحفيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب ورئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف وقتها – إلي جريدة الجمهورية ككاتب صحفي .. كان الأستاذ يكتب عموداً يومياً بعنوان "من ثقب الباب" .. و كان لزاماً عليَّ يومياً أن أتسلم العمود منه بعد كتابته و أذهب به إلي مبني جريدة الجمهورية في شارع نجيب الريحاني بوسط البلد .. تلك المهمة كانت تجلب لي إثنين من الجنيهات كل يوم كمكافأة شخصية نظير التوصيل بالإضافة إلي مصاريف المواصلات .. الاستمتاع الحقيقي في ذلك الموضوع كان هو مشاهدة الأستاذ و هو "في حالة الكتابة" .. و قد كان يكتب دائماً في غرفة نومه .. تلك الغرفة التي دائماً ما كانت تذكرني بسور الأزبكية .. إذ كنت تجد حوله عدة كتب مفتوحة .. و بعض الجرائد المصرية أو العربية .. بعض الجرائد و المجلات الأجنبية خاصة الفرنسية .. ملف به قصاصات جرائد عن موضوع بعينه .. و هكذا تشعر فعلاً أنك تقف بين عدة أكشاك في سور الأزبكية .. و ذات يوم استجمعت شجاعتي لأسأله فكان هذا الحوار الذي لا أنساه : 
ــ هو حضرتك كل يوم عشان تكتب العمود الصغير ده تقرأ كل الكتب و الجرايد و المجلات دي كلها .. كل يوم كده ..
ــ إنت بتحب ..
ــ بأحب إيه يعني ..
ــ بتحب بنت صغيورة كده حلوه من سنك يعني ..
ــ و إيه علاقة سؤالي بسؤال حضرتك ..
ــ بس جاوب و سرك في بير مش هأقول لأمك حاجه .. بتحب و لا لأ ..
ــ يعني ..
ــ طيب لما بتروح ميعاد تقابل حبيبتك مش بتبقي كل مرة لازم تكون لابس حلو و شكلك حلو و تقعد "تحضر" نفسك و تسرح شعرك و توضب شكلك عشان تعجبها ..
ــ يعني ..
ــ أنا كمان كده .. لازم "أحضر" موضوع مقالي و أوضبه و أكتب فيه معلومة جديدة و أناقش قضية مهمة لم يناقشها أي صحفي غيري .. معلومة من كتاب .. عبارة من جورنال أو موقف لمسئول سياسي منشور في مجلة .. أو رأي لشخصية كبيرة منشور في جريدة .. كل دي إسمها خطوات التحضير لكتابة العمود .. بالضبط زي ما بتحضر نفسك قبل ما تروح ميعاد حبيبتك .. إنت بتروح تقابل البنت حبيبتك .. و أنا بأروح أقابل الجريدة حبيبتي .. و كل واحد و حبيبته يا أخي .. إتعلم انك لازم تكون صحفي مختلف متميز ..
ــ هاه .. بتحب و لا لأ ..
ــ هات العمود عشان ألحق أروح الجريدة ..
"أن تكتب يعني أنك في حالة حب" ... كان هذا هو درس الصحفي الكبير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق