جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 7 مارس 2013

إنه العنف‏ ..‏ فلننتبه


http://elraees.com/index.php/mian/files/item/2975
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يدهشني البيان الذي وزعه معتصمو الصحف الحزبية والمستقلة يوم الجمعة الماضي خلال الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التي لم يكتمل نصابها‏.‏ فاجأني‏,‏ وربما صدمني‏,‏ عنوانه‏(‏ العدل أو الرصاص‏).‏

ولكن الألم الذي شعرت به, ولا أزال, هو أكبر من أية مفاجأة وأشد تأثيرا من كل صدمة.

فكم هو مؤلم أن يذكرنا زملاء لنا في المهنة أن بينهم( من اقترب من سن الستين ولا تقدير.. ومن يعاني أمراضا مزمنة كالسرطان والفشل الكلوي والكبدي, ومن يعالج بالمصحات النفسية من هول المشكلة عليه وعلي أسرته.. ولا رحمة) كما جاء في بيانهم الذي يحرك الحجر.

وإذا كان هذا هو حال بعض الصحفيين الذين ينتمون إلي مهنة لها شأنها, فكيف يكون وضع من لا يجدون عملا بعد سنوات طويلة علي تخرجهم, بل رغم حصول بعضهم علي درجتي الماجستير والدكتوراه, ومن يعيشون في مناطق عشوائية لا تتوافر فيها أبسط مقومات الحياة الآدمية, ومن تركوا في بؤسهم وعوزهم في كثير من الأحياء والقري, بل في قلب القاهرة القديمة حيث يعيش مئات الآلاف من الأسر في غرفة واحدة بلا حمامات ووسط الأتربة والقمامة.

لقد أثار بيان زملائنا المواجع التي يفترض أن تقض مضاجعنا, وأن توقظ الضمائر النائمة ما لم يكن الموت أصابها أو المصالح جعلتها تجارة قد تكون رابحة في الدنيا ولكنها خاسرة ومهلكة في الآخرة.

غير أن من يؤلمهم ويدمي ضمائرهم حال زملائنا الذين فقدوا عملهم في صحف حزبية ومستقلة ينبغي أن ينتبهوا إلي ما يحذروننا منه خوفا علي مصر التي يدعون لها في بيانهم رغم كل ما أصابهم, وهو العنف المترتب علي غياب العدل وفق العنوان الذي اختاروه لهذا البيان( العدل أو الرصاص).

فقد نبهوا إلي أنه( إذا لم يكن شعارنا إقامة العدل في البلاد فلا عجب إذا عمت الفوضي, ونقصد فوضي الرصاص) قبل أن يختموا بيانهم بالدعاء لمصر بالسلامة.

فلندع جميعا معهم, ولكن ونحن نناضل من أجل العدل الذي يفترض يكون هما يوميا لكل من يعرف أنه سيحاسب أمام الله الذي حرم الظلم علي نفسه إذا أفلت من حساب شعبه, ولكل من يدرك أن ثورة عظيمة اندلعت لأسباب في مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية. فلننتبه إذن قبل فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق