جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الاثنين، 4 مارس 2013

رسالة مفتوحة لوزير الأوقاف


http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/2851
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الداعية الإسلامي الدكتور/ طلعت محمد عفيفي -يحفظه الله؛
السلام عليكم .. كل عام أنتم بخير؛

يعلم الله مدى حبنا لكم، وتقديرنا لجهودكم الدعوية، التي أنفقتم فيها شبابكم وكهولتكم؛ حتى نمتْ، وأينعت، وآتتْ أُكلَها ضِعفيْن .. وعند الله في ذاك الجزاءُ!

أستاذنا الجليل؛ هذه رسالة من أحد قُرّائك ومُحبِّيك، لا يسرُّه إلاَّ أن يسمع عنكم كلّ خير! ولا يتمنَّى لكم إلاَّ ما يتمنّاه الولد لوالده، والمريد لشيخه! فلكم نحرص على حضور مجالسكم، ونترقَّب سماع صوتكم في إذاعة القرآن، بلْ نقطع المسافات الطوال لحضور خطبكم ومواعظكم، بلْ نحرص -كل الحرص- على قراءة مقالاتكم، واقتناء كتبكم أولاً بأول! بلْ لا نكون مبالغين إذا قلنا: إنك البقية الباقية لنا بعد رحيل شيوخنا الكبار، أمثال: احمد الشرباصي، وفؤاد مخيمر، وكشك، وصادق العدوي، ومحمد عبد الواحد أحمد، وغيرهم!

 أقسمُ –غير حانث- أنَّ كاتب هذه السطور؛ لا تربطه أية علاقة بالأزهر، ولا بالأوقاف أية علاقة من قريب أو بعيد .. إنما هي (النصيحة) التي هي عنوان الدِّين!

يا سيدنا؛ منذ أنْ توليتم –فضيلتكم- حقيبة "وزارة الأوقاف" لمْ يتوقف سيل الهجوم عليكم لحظةً واحدة، من هنا أوْ هناك ... وربما لا يكون المقصود من هذا الهجاء شخصكم الكريم، إنما "المنصب" هو المقصود، وكما قيل: من تصدَّر، فقدْ استُهدِف! وربما لمْ تسمع –فضيلتكم- من هذا الهجاء شيئاً، ولكننا نتأذّى كثيراً بما يقال عن شيخنا وعالِمنا ..!

يا فضيلة الإمام؛ ما كنَّا نودَّ أنْ نكون على قيد الحياة، ونرى أمثالك من العلماء الأجلاء في هذا الموقف العصيب؛ فلستَ أنت الذي تُتَّهم بأنك تحابي حزباً على آخر، أوْ تجامل سلطاناً على حساب الحق! لاسيما أننا نعلم سيرتك الحسنة، وتاريخك المشرِّف! فمؤلفاتك الجميلة؛ أحبَّ إلينا من أيّ منصب ترقاه، بلْ هي أبقى للناس من أي جاهٍ أوْ سلطان!

يا أستاذنا؛ لعلَّ فضيلتكم تعلم أكثر منا أنَّ (المناصب) أوْ (الكراسي) لها ضريبة باهظة، دفعها كل من جلس عليها بلا استثناء! والسعيد حقاً من عافاه الله منها، ووقاه شرها .. ولك مثلاً أعلى، وأسوةً حسنة؛ في أبي حنيفة، والشافعي ... إلى أن نصل للشعراوي، والغزالي؛ أولئك الذين زهدوا فيها، وأداروا لها ظهورهم ... فصار لهم ذِكرٌ في الآخِرِينّ!

يا شيخنا؛ إنهم يريدون أن يورِّطوك في أوحالهم، وخطاياهم، وكوارثهم التي لمْ ولنْ تتوقف! ولنْ يقال حينئذٍ؛ إنَّ "الرئاسة" هي المخطئة! وإنَّ "الجماعة"هي المضلّلة! وإنَّ "الحزب" هو الجاني! فالفشل قرينهم، والتلوّن ديدنهم، والأنانية طبعهم! ومن لمْ يجعل اللهُ له نوراً فما لهُ من نور!

خلاصة الخلاصة؛ يا صاحب الفضيلة.. أرجو –وكلِّي رجاء- أنْ تخرج من هذا النفق المُظلِم، وأنْ تشتري تاريخك، حتى لا تشوبه الشوائب! وأنْ تنأى بنفسك عن جرائر السياسة ومكايدها؛ التي قال فيها الأستاذ الإمام: "لعن الله ساس ويسوس وساسة"!
والله يحفظكم وأهليكم بما يحفظ به عباده الصالحين؛
خادمكم الأمين
محمد عبد الشافى القوصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق