جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الجمعة، 8 مارس 2013

إنسانيات "2" - الإنسان قيمة وقدوة


http://elraees.com/index.php/ahmedragaey/item/2991

إنسانيات - 2

الإنسان قيمة وقدوة

 بقلم فارس السيف والقلم :
اللواء أحمد رجائى عطية

نعم .. الإنسان قيمة .. وقدوة
قال تعالى: (إنا كل شىء خلقناه بقدر) صدق الله العظيم سـورة القمر الآية (49).. إن هذه الآية تعنى أن الإنسان خلق بحسابات مقننة وكل جزء بل كل خلية بالجسم لها عمل وتخدم باقى الجسم بالكامل .. ولو عرف الإنسان قيمة هذه الأشياء لعرف قيمة نفسه .. ولا يملك غير كلمة .. يا الله.
القيمـة:
 خلق الله ما هو خارج من الأرض متجسدًا فى الإنسان والحيوان والنبات والطير والحشرات. وكما نعلم أن الملائكة خلقت من نور. ونعلم أن إبليس خلق من نار وهو غير مرئى. قال تعالى: (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين). سورة ص الآية (75-76) وتتكون النار من عناصر الأكسجين والأيدروجين.
وكل ما نتج من الأرض عبارة عن مجموعة من المعادن ومنها النفيـس والرخيـص .. إلا أن الله ميز واصطفى الإنسان بأنه ناطق وأعطاه جهـازًا يتميز به داخـل رأسه وهو المخ قال تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) صدق الله العظيم سورة فاطر الآية (32) وهو الذى يتلقى المعلومة ثم يرسلها مكتوبة أو مقروءة أو حركة. وبهذه الميزة وهى التفكـير عن طـريق المخ والكلام .. جعلت الإنسان يبدع ويبتكر ويتغلب على المصاعب .. بل بهذا المخ والوجدان أعطاه الله بعض صفاتـه المجردة مثل الرحمة والجبروت .. الخلق والإبداع (وليس هنا خلق الإنسان .. إنما الاختراعات الحديثة) وغيره من أسماء الله الحسنى.. إلى أن وصل ما وصل إليه الإنسان الآن فى مجال الزراعة والصناعة والتقنية وعلوم الفضاء.
ومن هنا أصبح الإنسان ذا قيمة .. قد يجهلها الإنسان .. وإن فكر فيها .. فغالبا لا يقدر هذه القيمة التى يعيشها والتى وهبها الله له قال تعالي: (إنا عرضنا الأمانة علي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) صدق الله العظيم سورة الأحزاب الآية (72).
إن الإنسان قد يعرف هذه القيمة بشكل عابر .. لكن إذا عدها لنفسه ولغيره .. وذكر النفـس بها دائمـا .. سيعرف قيمة نفسه وقيمة الإنسانية جميعاً.
والقيمة كمبـدأ .. هى الإطار الذى يظهر به الإنسان – وفى باطنها هى القـدوة والمقدرة التى بداخل الإنسـان وكلما سمت القدوة والمقـدرة ارتفعت قيمة الإنسان وكلمـا انحطت ..  انحط الإنسان.
ومن خلال معرفة الإنسان للقيمة التى وهبها الله له يمكن توجيه طاقته وآليته فى الحياة من سلوك ومبادئ إذا طبقها .. أمكنه أن يظهر بالشكل اللائق بين نفسه وبين مجتمعه.
إذًا القيمة المعطاة للإنسان يجب أن تكون أولى مكونات العقل لمخ الإنسان (على اعتبار أن كلمة عقل .. تعنى التحكم).
ويجب معرفة هذه القيم بدون تهويل أو تقليل .. بل بشكل وسطى .. حتى لا يصاب الإنسان بالغرور أو التهوين بينه وبين نفسه .. والذى بالتأكيد سينعكس عما حوله .. فيخسر نفسه لأن التهويل يصل بالإنسان إلى الغرور .. وهى صفة مذمومة – أما التقليل فهى تفقد الثقة بالنفس – أما الوسطية فهى
الاتزان بعينه والقيمة تكمن فى مقدرة الإنسان على ما يؤديه والعمل القادر عليه والفكر الذى يخرجه .. فكلما كان العمل متقنا والفكر نافعا لنفسه ولما حوله كانت القيمة كبيرة للإنسان نفسه – أما نوع العمل أو الأداء أو الفكر ليس له دخل برفعة القيمة أو انحطاطها .. بل أسلوب الأداء ودقة ومهارة الأداء هى التى لها دور فى رفع القيمة للإنسان أو انحطاطه.
فليس هناك فرق فى قيمة ما يؤديه الطبيب تجاه مرضاه .. وبين الفلاح تجاه زراعته .. إلا بدقـة وأمانة الأداء فقول الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات آية (13).
وقول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم -: (لا فرق لعربى على أعجمى إلا بالتقوى). لأن الاثنين يؤمنون بالله .. ولكن الفرق هو التقوى أى أداء وأسلوب الصلة بالله.
لكن ليس الدقة فى أداء العمل فقط – بل هناك السلوكيات المصاحبة لتقنية العمل نفسه .. فلا يصح أن يؤدى الطبيب عمله ويصاحب ذلك تصرفات أخرى غير لائقة أو استغلال مهارته فى المغالاة فى أتعابه أو التشكيك فى أعمال زملائه أو ..أو.. أى أن العمل متكامل فنيا واجتماعيًا وأخلاقياً.
كلما عرف الإنسان القيم والقدرات التى بداخله اعتز بنفسه ويشجع ذلك بالحفاظ عليها .. وعليه أن يبتعـد عن كل ما يقلل من هذه القيمة – وبقدر ما يحتفظ الإنسان من قيمة وبقدر ما يحملها .. يزداد احترام الناس له ويزداد احترام الشخص لنفسه.
ولكن كيف يحتفظ الإنسان بالقيمة؟
يستطيع ذلك بإتباع ما يأتى:
    البعد والتجنب عما لا قيمة له من البشر.
    تزكية النفس عن الإسفاف.
    تجنب الحديث أو الفعل فيما يذهب بالعقل.
    التحلى بالصفات الحميدة والبعد عن الخبائث.
    الحياء فى التصرف والمعرفة.
ولكن هنـاك قيم ذاتية وقيم مكتسبة. فالقيمة المكتسبة تكلمنا عليها وهى الفعـل والأداء .. وهى ما يتحكم فيها الإنسان لممارستها وعقلها.
      أما القيم الذاتية .. فهى موهبة من عند الله عز وجل .. وهى صحة الإنسان .. والسمع والبصر .. بل وكل جزء فى الإنسان صغيرًا أو كبيرًا يؤدى دوره الطبيعى.
وكل شىء فى الإنسان ما هو إلا قيمة وأمانة وضعها الله ويجب الحفاظ عليها طوال حياته وهى ترفع من شأن الإنسان. ويجب ألا نفرط فيها بأى شىء ضار .. يذهب أو يضعف هذه القيمة. والحفاظ على القيم الذاتية هنا .. ليس حفاظا ماديا فقط بل حفاظاً وجدانياً ونفسياً فالسمع والبصر يجب أن تساعدهم على التقاط ما هو مفيد وتبعد عما يؤذى المشاعر والوجدان.
ومخ الإنسـان يجب أن يبتعد عن كل ما هو مدمر لخلاياه مما هو مـذهب الوعى – وأن يحافظ على ملئه بالماديات المفيدة من علم وثقافـة.
ولكن يبقى سؤال هل هناك علاقة بين القيمة والقدوة؟
والجواب أنه إذا تسامت القيمة عند الإنسان وحوَّل هذه القيمة إلى عمل أصبح الإنسان قدوة وأصبحت هذه القدوة مثلاً يحتذى به .. لأنها مست ما حوله بالتسامى والرفعة.
القـدوة:
أن تكون ذا قيمة .. فهذا رائع بينك وبين نفسك .. مما يجعل تصرفك متزنا .. وهادئا وواثق الخطى .. وأهم ما فى ذلك أنك تحاول دائما نتيجة ذلك أن يكون تصرفك مصاحبا للصفات الحميدة والقيم السماوية.
وفى هذه الحالة فإنها تكون بالنسبة للغير ملفتة للنظر ويجعل الذى أمامك محبا لتقليدها ومتابعتها .. وبذلك نكون قدوة للغير.
ونفس الشىء فإنك كإنسان عندما تشاهد وتلاحظ ذلك فى الغير .. فإنك ستتابع وتلاحظ ما يبدو من الغير فإذا كانت حميدة .. فبالتأكيد ستحاول إضافة هذا الشىء.
ولكن هل هذا يلغى شخصية الإنسان المنجذب لهذه الصفات؟ بالطبع لا .. لأن الإنسـان بطبيعة ما بداخله فيه من الصفات ما هو حميد وخبيث .. أى أن إضافـة أى خصـال حميـدة إلي الشخص .. ستطرد بالتـأكيد الخبيث .. أى أنها تضيف للشخص بجانب ما فيها من حميد ولا تلغى الصـفات ككـل. قال تعـالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صـوامع وبيع وصـلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصـرن الله من ينصـره إن الله لقـوى عزيز) سـورة الحج الآية (40).
ونجد فى هذه الآية الكريمة .. أنه ليس دفع الناس فى العمل فقط .. بل حتى فى العـادات ونقل الصفـات الحميدة بين الناس وبعضها.
ويجب ألا يستكبر الإنسان النصائح أو المقولات الناصحة .. لأنها أيضا إضافات حميدة.
الإنسان يقابل فى حياته الكبير والصغير .. سواء فى السن .. أو فى التصرفات – ولكن على الإنسان أن يراقب ما هو حميد فى الشخص المقابل ويضيفه إليه. بل يجب عند التعامل مع هذا الشخص أن يخاطب فيه هذه الصفات الحميدة.
بعد قراءة هذا الكتيب .. كيف تجد القدوة داخلك؟
    اجلس مع نفسك وتذكر .. ما وهبه الله لك ..
    حاول التعرف على قدراتك الداخلية لأنها هى التى سوف تحدد أعمالك القادمة سواء بالإيجاب أو السلب.
    كيف تؤدى عملك ومدى دقته وإكساب الصفات الحميدة لعملك سواء أداء حركى أو أقوال أو كتابة – من أمانة وصدق وعفة وحياء.
    فكر فى أفعالك وطباعك وحاول دائما التغير للأفضل.
    كرر محاسبة نفسك مع كل دعاء وصلاة .. على ما سبق ذكره .. وبالذات عندما تضع رأسك للنوم.
    تحدث دائما مع نفسك بإيجابية وردد أنك تستطيع دائما التغيير للأفضل.
قال تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) سورة النساء الآية (5).
قال تعالى: (من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) سورة فصلت الآية (46).
قال تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) سـورة الفرقان الآيـة (63).
قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) سورة فاطر الآية (28).
ويبقى سؤال مهم:
كيف تربى القيمة والقدوة فى الإنسان؟
إنها فى الحقيقة تغرس وتنمى فيه منذ الصغر ومقومات هذه التربية تنحصر فى:
الحياء: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(الحياء شعبة من الإيمان) تربية الحياء لدى الطفل .. وهى ليست بكلمة الحلال والحرام فقط .. بل هناك التصرفات العادية اليومية سواء الجلوس أو الكلام – دخول البيوت والخروج – ارتياد الأماكن العامة .. والعفة فى الكلام .. والتواضع فى التعامل وغيرها من الآداب العامة.
الرحمة: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-(الراحمون يرحمهم الرحمن) .. فالرحمة مطلوبة فى كل فعل أو قرار – ومظاهر الرحمة تزيد الإنسان قوة. والرحمة ليست فقط العفو عند المقدرة – ولكن أيضا فى مجالسة البسطاء وفى سيرك وسط البشر وإحسانك وقولك وحتى فى قتالك للعدو. الرحمن اسم من أسماء الله .. فلو اتبعتها .. أكيد ستكون ربانيا.
العفـة: الأغنياء تعرفهم بالعفة فى سؤالهم وأقوالهم وأعمالهم .. وهذا يكفى لتتبع هذه العادة الحميدة.
عدم النميمة .. قال تعالى: "أيحـب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" سورة الحجرات الآية (12) إن اغتياب الإنسان للآخر من الصفات المذمومة التى تقلل من قيمة الشخص .. وخاصة سيرة الحرمات.
المجادلة .. قال تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" سورة الفرقان الآية (63)- (وجادلهم بالتى هى أحسن) سورة النحل الآية (125).
وليس هناك خصلة تقلل من قيمة الإنسان أكثر من المجادلة .. حيث أنها تستفز من حولك – وليس المجادلة فقط فى الرأى .. ولكن هناك كذلك تكرار الكلام .. والغـلو فى علو الصوت.
 وهذا القليل من الكثير الذى يجب على الإنسان أن يحذر من الوقوع فيه .. وجميع الأديان والأحكام تتحدث فى ذلك الأمر.
ممن نأخذ القدوة؟
     الملائكة ليسوا بالتأكيد خيرًا من البشر .. ولم يترك الله لنا سيرة عنهم. ولكن الله كرم أنبياءه وخلقهم درجات وأورثنا ما أنزل عليهم من نهج .. أسرى به إليهم .. وهؤلاء هم أولى بالقدوة للبشرية.
وفيما عدا ذلك فقد كتب عنـهم فى إصدارات عن أعمالهم فيجب قراءة الكتب التى تتكلم عن الشخصيات العامة .. بدءًا من القديسين والصحابة والعلماء وأولى الألباب والمجاهدين.
العمـل: قال الله تعالى: (من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظـلام للعبيد) سورة فصلت آية (46). ويستحث الإنسان فى نعومة أظافره على ذلك .. وإشعاره أنه واجب مثل الدين وطاعة الوالـدين – والعمل بالنسبة للطفل ليس المذاكرة فقط .. بل الرياضـة التى يمارسها .. والهواية المحببة إليه .. كل هذا يجب أن يحدد بالتوقيت المناسـب والالتزام بالمواعيد وحسـن الأداء فيها وتهيئة الجو المناسب .. ومتابعة وتشجيع المسئولين عليها .. واهتمام أقرب الناس للطفل بهذا العمل .. وفى هذه الحالة يصبح للعمل عند الإنسان قيمة.
الرمـز: هناك رموز فى حياة الإنسان .. وهى رموز مادية ومعنوية فى حياتنا .. ومن الصعب تجنبها أو الابتعاد عنها ويجب علينا ألا نقلل من قيمة الرمز فى حياتنا. حيث من الصعـب استبداله أو تجنبه .. لأن ذلك يخلق انفصامًا فى الشخصية .. حيث إن الطـريق إلى ذلك التجاهل أو خداع الآخر عن الرمز فى النهاية هى حقيقة واقعة وموجـودة ولا يحمـد عقبـى ذلك على الطفل .. وهو نفسه الشاب والرجل فيما بعد.
ولكن ما الرموز فى حياة الإنسان؟
تتمثل فى النقاط الآتية:
(أ) الوطـن: وهو من أهم الرموز فى حياة الإنسان ويتمثل فى أشياء كثيرة –  فيجب أن نجعل الطفل يحب علم بلده ويقتنيه .. ويرفعه فى المناسبات الجماعية وبالذات الوطنية وما أكثرها! وجبال وصحارى ومزارع وطن الإنسان .. يجب أن يسير فيها ويتعايش فى مختلف مناطقها .. ويقف عند تاريخ الأمكنة .. وعند جغرافيتها وأهميتها .. وكذلك الوقـوف على أبطـال تاريخ بلده ورجال الدين منهم والعلم والمعرفة.
وأخيرًا النيل الذى يجب أن يعرف خيره علينا وأهميته وتعايشه معنا على مدى الدهور والأزمنة. وبالتأكيد عندما يتعايش مع هذا كله فإنه سوف يشعر بالانتماء إلى وطنه وأهميته وسيتعلم كيف يغير عليه .. لأنه خُلق له ولأجداده ولأحفاده .. وسيعرف كيف يحميه.
ب) الأسـرة: وهى الوطن الأصغر .. وهى ليست الأب والأم والأخوة .. بل ذوى القربى .. صغر أو كبر سناً أو مقامًا – وكذا من لأسرته ولاية عليهم وليسوا أقرباء .. أو من كان له ولاية على الأسرة – هذا هو الوطن الأصغر.
والمطلوب التواصل والرحمة فيما بينهم والاحترام من الصغير للكبير والعطف من الكبير على الصغير. وعودة مأثورات الألقاب التى اندثرت مثل خال وخالة وعم وعمة .. وأبيه للأكبر وسيدى وستى للأجداد .. تجعل الإنسان رغم كل شىء يقف عند آداب هذه المسميات – حتى لو لم تكن للخال أصلا أو للعم .. وهذا ليس فيها فقير أو غنى. وقمة الوبال للطفل لو كان هناك انفصال بين الأب والأم .. وهنا يجب التنويه على أن يكون الاحترام والمودة والرحمة سائدًا بين الأب والأم المنفصلين بشكل بارز ومميز .. حتى يشب الأطفال أسوياء.
 هذا من ناحية علاقة الأفراد بعضهم البعض – ولكن هناك علاقة الفرد بالمكان الذى نشأ فيه سواء الحى أو البيت فإنه يجب أن يربى الفرد ويشب على أنه ليس المهم إن كان يأكل على سفرة أو طبلية .. المهم أن يتعلم شرف ما أكل عليه من حلال .. وأنه سمى باسم الله على طعامه .. وحمد ربه بعد أن أكل .. كل هذه قيم .. يجب الحث على الاعتزاز بها.
جـ) المدرسة: وهى الضلع الثالث لمثلث القيم عند الإنسان .. بل هو أخطر هذه الأضلاع. وهو يشكل مع الأسرة ثنائيا من القيم لو انكسر أحدهما انكسر الآخر.
وغالبا إذا تُرِك للطفل أو للأسرة التجرؤ على المدرسة فإنه عند سن البلوغ سيتجاسر على الأسرة حتى ولو بشكل سلبى لأنه تعود على التجاسر على القيم.
وإن كانت الأسرة تشكل قيمة للطفل متمثلة فى الأب والأم بشكل محورى ورئيسى وباقى الأسـرة تأتى بدرجات كبيرة ومتفاوتة .. وقد لا تأتى أصلا فى حالة العزلة – إلا أن المدرسة بكامل مشتملاتها بدءًا من السائق للمشرفة للأمن والإداريين والمدرس والمدير .. يشكلون قيمة هامة لدى الطفل وهذا يشكل صعوبة لكى تعزف هذه المجموعة سيمفونية واحدة. لذا وجب على المسئول كل فى مكانه داخل المدرسة مراعاة أنه قيمة وقدوة لما يتعامل معهم من أطفال.
وتنحصر التصرفات السلبية فى الآتى:
– التصرفات غير السوية فى الملبس أو المظهر.
– الألفاظ وأسلوب المخاطبة.
– الدروس الخصوصية .. حيث تنحدر العلاقة إلى الماديات.
– التقاعس أو الإهمال فى التحضير أو أداء العمل.
– عدم التواصل مع التلاميذ.
وبالرجوع إلى التعبير السـابق أن البيت والمدرسة يشكلان ثنائى القيم لدى الأبناء .. فبناء على ذلك يجب أن يحاول كل جانب أن يظهر بالقيمة المطلوبة .. لأن هذه القيمة هى التى تغرس فى الأبناء.
وفى نفس الوقت عنـد ظهور أية سلبية يجب على الآخر (البيت والمدرسة) أن يراجع الأول بأسلوب المراجعة .. لا الصراع – وبعيدًا عن الأبناء .. وبأسلوب حضارى لائق .. ومن المهم جدًا عدم انتقاد أى منهم للآخر فى حضور أو علم الأبناء لأن الخسارة فى هذه الحالة هى للأبنـاء حيث سـتنهار عندهم قيمة من حياتهم .. وهم عموما ليس أمامهم غير قيمتين فى الحياة .. وهما البيت والمدرسة.
وكما قلت من قبل فإنه عند انهيار قيمة منهما والتعود على التجرؤ على هذه القيمة أو شاهد ذلك .. فإنه سوف يتجرأ على القيمة الأخرى .. وغالبا عند مرحلة سن البلوغ.
وأخيرًا مقولة الشاعر أحمد شوقى:
قم للمعـلم وفـه التبجيـلا
كاد المعلم أن يكون رســولا
يجب أن يعمل كل فرد بالمدرسة عند جلال هذه الصفة .. ويجب على البيت أن يربى أبناءه على هذه المعرفة. 

حكمة :
إذا أردت أن تكـون قيمـة ..
فعليــــك بالعمـــل
أما إذا أردت أن تكون قدوة ..
فاتبع الحسن فى أداء العمل
أحمد رجائى عطية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق