جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 28 مارس 2013

كأنه من كوكب آخر .. إرادة الشعب السوري لن تنكسر!!

http://www.elraees.com/index.php/nabielaboelnaga/item/3683
بقلم : اللواء نبيل أبوالنجا *

لن أستطرد واستفيض في الحديث إليك, طبعا انت عارف نفسك, انت كبيربلاد الواق واق, لقد ذهبت إلى مؤتمر قمة ولا أعلم لماذا يسمونها بالقمة, حري بنا تسميتها بـ "الفتة", وصرحت في إباء وشمم أن إرادة الشعب السوري لن تنكسر!!
ما شاء الله على بعد النظر والبصيرة الثاقبة التي أظهرت المجهول واضحا وجليا أمام شعوب العالم, إن إرادة شعب لن تنكسر, هل يرى الناس أمامهم ولا يرون تحت أقدامهم, يا كبير ألا ترى أحوال شعبك آسف أقصد الشعب المصري, إن الدماء تسيل في كل مكان ويتربص الناس بعضهم ببعض ويتقاتل الجميع وتسمع السباب والألفاظ النابية من مختلف أطياف المجتمع تجاه من جعلوا الشعب يترنح ويتفكك ويفقد الثقة في أي أمل للإصلاح والنهوض من العثرات التي تعترض الحياة اليومية وتجعل المعيشة غير آدمية لشعب كان يطلق عليه أبناء مصر أم الدنيا .
هل أسدي لك نصحا يا كبير: إن إرادة الشعب المصري هى التي انكسرت في ظل لا قيادة ولا تضافر جهود ولا تعاون مثمر بناء ولا خوف على مستقبل الوطن وإنما السعي للمناصب والكراسي والسيطرة على مفاصل الدولة لنشر مفاهيم عفى عليها الزمن ولن يقبلها شعب مصر بحال من الأحوال إلإ إذا استورد الكبير شعبا آخر من كوكب آخر.
إن إرادة شعب مصر واضحة وجلية وهى لا لفصيل واحد يسيطر على مقاليد الدولة ولا لكبير ينتمي لفصيل واحد ويرتمي في أحضانه ويترك شعبه يئن تحت وطأة الفقر والجهل والمرض, ولا لكبير يأخذ الأوامر من علية الجماعة وعلية القوم الذين لا يقارعوا في الذمة والعدل والتكاتف ومراعاة الله في هذا الوطن.
هل تأكدت أن إرادة شعب مصر هى التي لن تنكسر وإرادة أي شعب حر في العالم لا يستطع أي كبير أو حاكم على وجه الأرض أن يقف أمام إرادة الشعب "إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر", لن تستطع يا كبير أن تعيد ثقة الشعب فيك بعد كل ما حدث ويحدث, لذلك أنصحك أن تترك الأمور لأهلها قبل أن يحاسبك الشعب على ما اقترفتموه في حقه وسوف يكون الحساب عسيرا أمام مقصلة التاريخ.
إن الرئيس السابق لم يهرب خارج البلاد وعندما وجد أننا لا نريده ولا نريد التوريث ونريد "عيش...حرية...عدالة اجتماعية" ووجد الشارع يغلي والقتلى يتساقطون والجرحى ينزفون, تنحى عن الحكم وظل في وطنه وفي سجنه وكان من الممكن بسهولة مغادرة البلاد لأي دولة ولكنه يحاكم الآن ويحترم حكم القضاء وسيقضي عقوبته أو يفرج عنه, لقد علم الرئيس السابق أن إرادة الشعب التخلص من حكمه ورفض التوريث فاستجاب ولا نقول تحت ضغط لأن سوريا أصدق مثل على ذلك والاقتتال اليومي وعلى مدار الساعة مستمر ولن يترك الرئيس بشار الأسد كرسي السلطة ويستمر السيناريو وسقوط القتلي من الشعب في تحد سافر لإرادة الشعب السوري.
هل علمت إرادة شعبنا الآن, هل أدركت ما وصلنا إليه أم أن التقارير والأخبار والمعلومات والإعلام الذي تشاهده ينقل لك أخبارا أخرى مفادها أن إرادة شعب مصر هى بقاءك في سدة الحكم وأن الغليان في كافة بقاع وربوع مصر ما هو إلا ثورة مضادة وفلول النظام السابق وطرف ثالث يرتدي زي اللهو الخفي في كل كارثة تحل بنا وما أكثرها والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
استمع وفكر مليا وخذ قرارك بشجاعة لأن الشعوب لا ترحم وثورتها تدمر كل شئ وتنتقم أشد الانتقام ممن أذلوها وحطموا الكبرياء والكرامة وروعوا مثقفيها ومفكريها وعامة الناس.
إن الرجل الشجاع يعترف بالخطأ "الإعتراف بالخطأ نصف فضيلة والنصف الآخر هو فعل الصواب" ويسلم بعدم المقدرة على إنجاز ما هو منوط به ويترك ذلك لآخر ربما يصلح الأحوال ويستنهض الهمم ويحقق طموحات شعبه بشعبه وليس بجماعته, لقد وصفت الرئيس السابق بشجاعة فائقة تحسد عليها وهو في محبسه بـ"المجرم" لأنه ترك سدة الحكم نزولاً على إرادة الشعب فماذا نطلق على الكبير الذي يتحدى إرادة شعبه ويقف ضده مع جماعته وعشيرته ويرى كل هذا الخراب والدمار والانفلات وقل ما شئت ويقف مكتوف الأيدي مقتنعا بأن الفلول والثورة المضادة تحاول إجهاض ثورة يناير المجيدة!! سامحك الله وخذ قرارك وتوكل على الله.
----------------------------------------
* لواء متقاعد - وحدات الصاعقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق