http://www.elraees.com/index.php/mian/opinions/item/3335
بقلم د. سرحان سليمان
من ينكر أن النظام السابق قد سخر الدولة بمقدراتها لخدمة النظام ورجاله، فقد انكر حقيقة واقعة ، مظاهرها وآثارها تدل عليها ، فكان يتحكم في الاستيراد والتصدير عدد من رجال النظام لا يتجاوزون المائة شخصية ، يتحكمون في استيراد السلع وتوزيعها ، وبالأسعار التي يحددونها ، لا يراعون ضميراً في شعب فقير ، وفى ملايين عاطلة عن العمل ، وظروف حياة قاسية على المصريين الفقراء ، ويتحكمون في تصدير أخرى ، ويحصلون على مزايا خاصة ، وقاموا بتوزيع ذلك فيما بينهم ..
ولذلك كانوا يغدقون أموالاً على الحزب
الحاكم ، الذي سخر لهم القوانين ، واحتكر لهم الاقتصاد ، وأصدر لهم تشريعات
، وأفاض عليهم بدعم سياسي ، بل أنه ليس سراً ، أن السلع الضرورية كانت
مقسمة بينهم ، فيحتكر شخصاً التجارة في السكر ، وآخر في الزيوت ، وثالث في
استيراد مواد الأعلاف..الخ ، في منظومة فساد درت عليهم المليارات ، فكونوا
ثروات طائلة ، استخدمت في السيطرة على ممتلكات الدولة ، من أراض ، ومنتجعات
، ومصانع ، .. ولم يتركوا شيئا إلا وقد قاموا بتوزيعه فيما بينهم ، تاركين
أجيالاً تعانى فقراً ، وبطالة ، وسوء معيشة ، ومرضى ، فقد جرفوا كل شيئاً دون ضمير أو أخلاق ، فيما يشبه مصاصي الدماء ، تركوا العظام فقط ، وإن رغبوا في فرمها لفعلوا ..
وبعد سقوط النظام ، ظهر حجم الفساد الذى لم يتخيله عقل ، ولا يمكن لبشر
مطلع على حجم هذا الفساد أن يصدق كل هذا الإجرام والفساد ، علاوة على
الفساد الاعلامى وضياع الثقافة المصرية ، وتدهور وضع مصر الدولى ، ومكانتها
العالمية تاريخياً ، بل تعاونوا مع أعداء الوطن ، في خيانة وعدم وطنية
للأرض التي يعيشون عليها ، أو للشعب الذى اخذوا منه السلطة عنوة ، فبعد
سقوط النظام ، زاد خوف الفاسدين ، من المحاسبة والملاحقة ، ورد ما نهب ،
إلا انهم فضلوا أحداث فوضى ، واستغلال تلك الأموال التي نهبوها مرة أخرى في
حرق ما تبقى ، فلا رغبة لديهم في العودة مثلما فعل قارون ، المال والسلطة
أعمتهم ، وزادت من شيطانهم ..
فلم يكتفوا بنهب أموال مصر ، وتجريفها من
ممتلكاها ، وإفقار الشعب ، وإفلاس دولة من أغنى بلدان العالم بمواردها ، بل
انهم أرادوا مص دماء المصريين بعد كل هذا الإجرام ، بعدم رغبتهم في دفع الضرائب المستحقة للدولة ، إن هؤلاء ليسوا متهربي ضرائب
فقط ، بل زادوا في الكبرياء ، وزاد معهم الكذابين الذين يدافعون عنهم ،
راغبين في الحصول على ثمن الدفاع عن المجرمين وسارقي أموال مصر ، استغلوا
الإعلام ، وبعض الأقلام ، في تشويه الحقائق ، محاولة في الهروب ، لكن إلى
أين ؟ فلن يتركهم المصريين ، كما ثاروا على الظلم والفساد والقهر ، الآن
جاء الدور على بقايا النظام ، لاسترجاع حق الدولة من أموال ، إن هؤلاء
ليسوا متهربي ضرائب...بل مصاصين للدماء ..
د.سرحان سليمان
الكاتب الصحفي والمحلل الاستراتيجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق