جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الخميس، 14 مارس 2013

البرلمان التونسي يمنح الثقة للحكومة الثانية بعد الثورة


http://www.elraees.com/index.php/news/politics/item/3195
الرئيس:_

حصلت الحكومة التونسية الجديدة برئاسة علي العريض على ثقة البرلمان اليوم الاربعاء فيما توفي شاب تونسي عاطل عن العمل أضرم في نفسه النار احتجاجًا على ظروف معيشته في آخر حادثة تعكس التوتر الاجتماعي في البلاد.

تونس: حصلت الحكومة الجديدة برئاسة علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس الاربعاء على ثقة المجلس التاسيسي التونسي (البرلمان). وصادق 139 من اجمالي 217 من نواب البرلمان على منح الثقة لحكومة علي العريض مقابل 45 صوتوا بلا و13 احتفظوا باصواتهم خلال جلسة عامة حضرها 197 نائبا فقط.
الحكومة الثانية بعد الثورة
وهذه ثاني حكومة في تونس بعد انتخابات 23 الاول (اكتوبر) 2011 التي فازت فيها حركة النهضة، والخامسة منذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وكان حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة اعلن في 19 (فبراير) 2013 استقالته من رئاسة الحكومة احتجاجا على رفض حزبه تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية راى فيها الحل الانسب لاخراج البلاد من ازمة سياسية تعمقت بعد اغتيال المعارض اليساري المناهض لحكم الاسلاميين شكري بلعيد في السادس من الشهر الماضي.
وتضم حكومة علي العريض ممثلين عن 3 احزاب هي النهضة، و"المؤتمر" و"التكتل" شريكاها العلمانيان في الائتلاف الحكومي الثلاثي الذي تشكل بعد انتخابات 2011، اضافة الى مستقلين. وتم اسناد الحقائب الوزارية السيادية (الدفاع والداخلية والعدل والخارجية) في الحكومة الجديدة الى مستقلين.
وكان العريض قدم في خطاب القاه أمام نواب المجلس برنامج عمل حكومته الذي تعهد فيه باعادة الامن الى تونس ومحاربة غلاء المعيشة و"النهوض بالاقتصاد والتشغيل" في البلاد.
وقال إن الحكومة ستركز على تحقيق "اربع اولويات" هي "توضيح الرؤية السياسية وتهيئة الظروف لاجراء الانتخابات (العامة) في افضل الظروف واسرع الاوقات وبسط الامن ومقاومة الجريمة والانحراف والعنف مهما كان نوعه ولونه، ومواصلة النهوض بالاقتصاد والتشغيل ومواصلة مقاومة ارتفاع الاسعار ومواصلة الاصلاح". وتابع ان الحكومة تستهدف احداث 90 الف فرصة عمل جديدة بينها 23 الفا في القطاع العام، خلال ما تبقى من سنة 2013.
وفاة الخذري
من جانب أخر، قال عماد الطويبي المدير العام لمستشفى بن عروس (جنوب العاصمة) إن عادل الخذري (27 عاما) توفي عند الساعة 5:30 (4:30 تغ) من اليوم (الاربعاء) متأثرا بحروقه البليغة".
وكان الخذري أضرم في نفسه النار صباح الثلاثاء امام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس، في حادثة هي الاولى في هذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
هذا ما تفعله البطالة
وقال الشاب الذي كان يبيع السجائر عندما اضرم في نفسه النار "هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة الله اكبر". واثارت كتلة اللهب الكبيرة التي انبعثت من الشاب المحترق هلع المارة وسائقي السيارات الذين سارع بعضهم ووسط الصراخ الى اطفاء النيران باستعمال ملابسهم.
وقد أصيب الخذري الذي يتحدر من منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب)، بحروق بليغة على مستوى الظهر وخلف الراس حسبما اعلن جهاز الحماية المدنية الثلاثاء.
واعلنت اذاعة "كلمة" التونسية الخاصة الثلاثاء نقلا عن خال الشاب ان الاخير كان يعاني من مرض في المعدة وانه طلب منذ اكثر من عام من السلطات منحه بطاقة علاج مجاني (تسند للفقراء) لتلقي العلاج في مستشفى حكومي الا انه كان لا يزال ينتظر الرد. وأضاف الخال أن الشاب الذي كان يعمل بائعا للسجائر في العاصمة تونس قرر التوجه الثلاثاء الى وزارة الداخلية بهدف ايجاد حل لمشكلته.
وقال منجي القاضي الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) لفرانس برس الثلاثاء ان الخذري كان يعاني من الاحباط بعد وفاة والده منذ اربع سنوات والظروف المادية "الصعبة" التي تعيشها والدته واخوته الثلاثة.
ونقلت وكالة الانباء التونسية امس عن شهود ان الشاب الذي كان يعمل بائعا للسجائر في سوق المنصف الباي (وسط العاصمة) "تمت مضايقته في المدة الاخيرة من قبل أعوان الشرطة الذين يقومون بحملة ضد الباعة المتجولين وباعة السجائر".
وكانت الثورة التونسية انطلقت بعدما اضرم البائع الجوال محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 الاول/ديسمبر 2011 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها. وكان الفقر والبطالة في صلب اسباب الانتفاضة التي اطاحت بن علي بينما ما زال الاقتصاد التونسي بعد سنتين متوقفا بسبب ازمة سياسية ومؤسساتية مستمرة.
شلل سياسي
وتشهد الحياة السياسية في تونس حالة شلل في غياب اتفاق على النظام المقبل يعرقل صياغة الدستور واجراء انتخابات واقامة مؤسسات مستقرة بعد سنتين من ثورة 2011. كما يبدو استقرار البلاد مهددا بالتوتر الاجتماعي المتزايد والتظاهرات والاضرابات والمواجهات في البلاد التي تبلغ نسبة البطالة فيها حوالى 17 بالمئة وتسجل معدلات عالية من الفقر.
وتشكل مواجهة اسلامية متطرفة صغيرة تحديا آخر لحكومة العريض الذي استقال سلفه حمادي الجبالي في 19 /فبراير الماضي احتجاجا على رفض حزبه مقترحا بتشكيل حكومة غير حزبية لاخراج البلاد من ازمة سياسية اججها اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من الشهر نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق