جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الثلاثاء، 26 مارس 2013

الفشل فوق هضبة المقطم

http://www.elraees.com/index.php/mian/files/item/3626
بقلم : سليمان شفيق 

ما حد ث الجمعة الماضية فوق هضبة المقطم يؤكد فشل النخب السياسية المصرية علي مختلف توجهاتها ، مع كامل احترامي للدماء التي سالت من شباب وشابات مصريين كل ذنبهم انهم انضووا في صفوف أحزاب وحركات ليس لقياداتها من رؤية وتتغذى علي دماء هؤلاء الشباب !!

جماعة الاخوان المسلمين .. "الضرب في الميت حرام" .. منذ 1928 وحتى الآن لاتعترف بالخطأ مما يؤكد أن ما يراه الآخرون أخطاء هو الرؤية الحقيقية للجماعة ، وما حدث منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن يؤكد أن شعار السيد مهدي عاكف "طظ في مصر" ليس زلة لسان بل رؤية حقيقية للجماعة التي لم يعد يهمها سوي الجماعة ، وفي عصر السادات نجحت الجماعة في "شرعنة "وضعها ، بل ودسترت التيار الاسلامي عبر صفقة المادة الثانية مقابل ضرب اليسار الناصري والماركسي ، وفي عصرمبارك نجحت الجماعة عبرصفقاتها المعلنة وغير المعلنة في تحقيق "التمكين" السياسي والاقتصادي ، وكانت العلاقة مبنية علي تبادل المصالح .. وحقق الاخوان مكاسب في عصر مبارك لم يحققوها طوال تاريخهم ، فإضافة للتمكين تم اكتسابهم الاعتراف الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب .

قامت ثورة 25 يناير ومبارك فكك المعارضة المدنية والجماعات الإرهابية ، ولكن الإخوان صاروا الأقوى وفي صدارة المشهد ، ولذلك لم يكن من المستغرب اعتماد الغرب الأمريكي علي أصدقائهم من رجال مبارك السابقين وعلي الإخوان لحماية ماتبقي من نظام مبارك وعدم إزهاق روحه ، وحدث ما حدث منذ الإعلان الدستوري الأول 19 مارس 2011  وحتي الاعلان الدستوري الأخير 21 نوفمبر 2012 نجح الأخوان أن يكونوا الفعل والقوي الأخري رد الفعل ، واستثمر الإخوان أخطاء شباب الثوار إبان هجومهم علي المجلس العسكري مرتين ؛ الأولى بتوطيد التحالف مع المجلس العسكري ، والثانية بالاستفادة من أخطاء المجلس العسكري بإضافة شعبية لهم في الشارع وحازوا علي الأغلبية في مجلس الشعب ، واستغلوا المقاطعة وحصلوا علي الأغلبية في الشوري ، وتعلموا من منهج الفزاعة المباركي حيث استغلوا خوف الغرب من أبو إسماعيل ودفعوا بمرشح رئاسي كما استغلوا ـ في جولة الاعادة ـ خوف الثوار "السذج" من نجاح شفيق وأنجحوا مرسي ، ولعبوا بجميع الأوراق لصالحهم .

علي الجانب الآخر كانت المعارضة المدنية "باستثناء التيار الشعبي" منفصلة عن الثوار في الشارع .. حتي اكتشفت الفصائل الأخري القوى الثورية الشبابية ولكنها استغلت هذه القوى بشكل غير "اخلاقي" فهم يراهنون عليهم لإسقاط مرسي خارج لعبة الصندوق من جهة ، ويستنكرون "العنف" من جهة أخري !! في انتهازية واضحة ، وحتى قرار مقاطعة أحزاب الإنقاذ للانتخابات جاء لان شباب الثوار مارسوا ضغوطا علي قيادات الجبهة التي لاتملك من شيئ في الشارع الا تلك القوى الثورية ، وباستثناء التيار الشعبي وشباب اليسار فلا وجود يذكر للآخرين في الشارع الثوري بقدر اعتمادهم علي الانتخابات والصندوق وهذه هي أزمة جبهة الإنقاذ : هل اسقاط النظام القائم عبر الصندوق كما يريد البرادعي وموسي والبدوي وشكر ؟ ام الانقلاب الثوري كما تريد قواعد الجبهة ؟ وحتي تحسم الجبهة ترددها فإن الإخوان سائرون ، والدماء تسيل ، والشارع فقد ثقته في الإخوان ، ورويدا رويدا "هيرمي طوبة الإنقاذ" وإلا ما لجأ للتوكيلات للجيش !! اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق