جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الاثنين، 4 مارس 2013

شخصية الأبناء..وأخطاء الآباء !!


http://elraees.com/index.php/mian/opinions/item/2871
إعداد : رحاب جمال
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى أن تتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا كان من الضروري ان تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع .....

وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل إما لجهل الوالدين بتلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات أو لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين ؛ فالأب عندما يُحْرَمْ من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس ؛ بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم .

وسأتطرق هنا لتلك الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدان أو أحدهما في تربية الطفل والتي تترك آثارها سلبا على شخصية الأبناء .

سنتحدث في حلقات متواصلة إن شاء الله عن تلك الأساليب والاتجاهات الخاطئة وأثرها على شخصية الطفل وهي :

1- التسلط
2- الحماية الزائدة
3- الإهمال
4- التدليل
5- القسوة
6-التذبذب في معاملة الطفل
7-إثارة الألم النفسي في الطفل
8-التفرقة بين الأبناء وغيرها ...

فكونوا معنا.....

التسلط أو السيطرة

ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة أو إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ، ويرافق ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة أو طعام معين أو أصدقاء معينين .

أيضا عندما يفرض الوالدان على الابن تخصص معين في الجامعة أو دخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي أو الأدبي...أو .... أو ...... إلخ
ظنا من الوالدين أن ذلك في مصلحة الطفل دون أن يدركا أن ذلك الأسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا .

ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية ... ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر... 
وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة ... كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..
وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز ... وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر أشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها .

الحماية الزائدة

تعني قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالمسئوليات التي يجب أن يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في شئونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطائه حرية التصرف في كثير من أموره : 

كحل الواجبات المدرسية عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد الأطفال
وقد يرجع ذلك لخوف الوالدين على الطفل لاسيما إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو إذا كان ولدا وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .....الخ ... وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط .

كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة ... عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه أمه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض أن يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .

الإهمــــــال

يعني أن يترك الوالدان الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب ، وقد ينتهج الوالدأن أو أحدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم ؛ فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي إلا بعد أن ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات أو في الهاتف أو على الانترنت أو التلفزيون وتهمل أبناءها ، أو عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور .

والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي ، ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحصل الطفل على درجة مرتفعة في إحدى المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما إن حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم ، وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه .

وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل إلى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل ، وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله , وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات .

ومن نتائج اتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدان .

التدليل

ويعني أن نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا أو خلقيا أو اجتماعيا والتساهل معه في ذلك..

عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا إلى منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم أو يتعارك مع أحد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا .......

وقد يتجه الوالدان أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين اكثر من بنت أو العكس أو لأن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول أن تعوضه عما فقده أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما ..

ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته ، ودائما خير الأمور الوسط ؛ فلا إفراط ولا تفريط ، وكما يقولون الشي إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم .

كما يتعود الطفل على أن يأخذ دائما ولا يعطي وأن على الآخرين أن يلبوا طلباته ، فإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء .

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه ، يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ ، وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسئوليات دون أدنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .

إثارة الألم النفسي

ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه أو كلما عبر عن رغبة سيئة ، أيضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطائه ونقد سلوكه مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم ، وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم أما هو فيحطم نفسه ويزدريها .

التذبذب في المعاملة

ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى
وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما   لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني ، فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صواب أم على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك ، وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسيا بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ودائم التكشير ، أما مع أصدقائه فيكون شخص آخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا  الله الله ومن جوا يعلم الله) .

ويظهر أيضا أثر هذا التذبذب في سلوك أبنائه حيث يسمح لهم بإتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات ، أيضا يفضل أحد أبنائه على الآخر ؛ فيميل مع جنس البنات أو الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة ، ويكون في عمله ومع رئيسة ذا خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديدا وقاسيا وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب الذي أدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .

التفرقة

ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو غيرها ؛ فنجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر أو تفضيل ابنا من الأبناء بسبب أنه متفوق أو جميل أو ذكي ، وغير ذلك من أساليب خاطئة وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل ، وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل أن يأخذ دون أن يعطي ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ، ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لايهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ، ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها .
وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل ، وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل أن يأخذ دون أن يعطي ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ، ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لايهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ، ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق