جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - سياسه

جريدة الرئيس - جريدة الرئيس - اقتصاد

الأربعاء، 6 مارس 2013

صندوق الذكريات ..


http://elraees.com/index.php/mian/writers/item/2932
بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين
عضو اتحاد الكُتاب
dr.mostafa_abdeen@yahoo.com

 فى البداية دعنا عزيزى القارئ نقرأ هذه القصة معا ..
عاد الرجل مساء الى منزله متعبا بعد يوم شاق فى العمل .. استلقى على كرسيه المفضل بجوار النافذة .. حاول أن يبعد مشاكل العمل عن ذهنه .. لم يكن حتى راغبا فى مجرد التفكير فى وسيلة تساعده على اجتياز أزمته المالية .. رفض عرض زوجته تناول الطعام زاعما أنه تناول بعض الشطائر أثناء وجوده بالعمل .. تركته زوجته لشأنه بعد أن وضعت الى جواره كأسا من العصير وانصرفت لأداء بعض الأعمال المنزلية .. هذا أفضل .. انها أدرى بطباعه .. وهو لايحب أن يسأله أحد عما به حتى يهدأ وقد يحكى عما ألم به .

انقضى جزء من الليل – لا يدرى كم من الوقت – هل نام وهو جالس ؟ لا يدرى .. ولكن ما كان يدركه أنه ما زال لا يجد حلا لمشاكله ..عندما شعر بصوت خطى صغيرته وهى تقترب من الشرفة – حيث كان يجلس – وبهدوء وضعت على المنضدة لفافة صغيرة من الورق الملون 
-    ما هذا ؟
-    انه هدية لك .. هل تود أن تراها ؟
مد الرجل يده وتناول اللفافة وبدأ يتأملها ..
-    انها تحتوى على صندوق صنعته لك بنفسى من الأوراق التى كانت ملقاة فى شرفة المطبخ .
-    ومن أين أتيت بهذا الورق الملون ؟
-    لقد أخذته من فوق مكتبك .
كان الرجل – بسبب الضغوط والمشاكل التى يواجهها -  ولأنه كان لا يحب أن يعبث أحد بحاجياته قد أصبح فى غاية الضيق وظهر ذلك جليا على وجهه .. فى الوقت الذى كان قد انتهى فيه من فض اللفافة وفتح الصندوق والذى وجده – لدهشته – فارغا .
صاح الرجل فى وجه ابنته وقد ألقى بالصندوق على الطاولة المجاورة :
-    ولكنه فارغ .

-    لقد ملأته لك بالقبلات .. لقد وضعت فيه قبلات كثيره .

قالت الابنة هذا وقد بدأت دموعها تتساقط على خديها  مثل حبات اللؤلؤ .. واحتواها الأب بين ذراعيه وأخذ يمسح دموعها ويقبل وجهها ورأسها .. وأخذ الصندوق ووضعه فى خزانته الخاصة واعدا اياها أن يحتفظ به الى الأبد ..

كبرت الابنة .. وتزوجت .. وسافرت الى الخارج .. ولم يعد أمام الرجل من تسلية فى شيخوخته الا أن يخرج الصنوق من آن لآخر وينظر اليه ويقبله ثم يعيده الى مكانه فى حذر بعد أن يكون قد ملأه بالقبلات .

والآن عزيزى القارئ وبعد أن انتهيت من قراءة هذه القصة – التى أرجو أن تكون قد أعجبتك-  دعنى اسألك .. أليس كل واحد فينا فى حاجة الى مثل هذا الصندوق ؟
 وأزيد – هامسا فى اذنك عن حب – هل يستحق عزيز لديك أن تنفجر صارخا فى وجهه وتخرج ما فى نفسك من ضيق نتيجة مشاكل الدنيا وهو أو هى – صغيرك أو صغيرتك – لا تدرى شيئا عن مشاغلك ولا تفكر الا فى شئ واحد .. وهو أن يكون صندوق ذكرياتك مليئا بالقبل .

همسة أخرى : تذكر دائما أن اللحظه التى تمضى لن تعود أبدا .. فلم لا تكون كل أوقاتك بين صغارك مليئة بالصفاء والذكريات الجميله التى ستتذكرها يوما وستكون بحاجة الى أن يكون صندوق ذكرياتك مليئا بكل ما هو جميل .
وإلى لقاء جديد فى مقال قادم بحول الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق